03:38 م
الأربعاء 05 يوليه 2023
سوهاج- عمار عبد الواحد:
“خلاويص لسه” نداءات لعبة الاستغماية التي اعتاد 5 أطفال ممارستها مساء كل يوم بمنطقة القيسارية بمدينة طهطا في الفترة ما بين العصر والمغرب عند انكسار درجة حرارة الجو، وعند حلول الظلام يتجه كل طفل من الأصدقاء لمنزل أسرته.
منذ حوالي أسبوعين، بدأ الأطفال الخمسة “3 بنات وولدين” اللعب كما اعتادوا يوميًا، وجلست إحدى سيدات الشارع تُدعى “سيدة” تبلغ من العمر 52 عامًا أمام منزلها تنظر إليهم، وبين ضلوعها الغدر في كيفية سرقة القرط الذي ترتديه “زمزم” صاحبة الـ 6 أعوام، حتى اختمرت في رأسها فكرة شيطانية وهي انتزاع البالونة التي في يد صاحبة الحلق وإلقائها لداخل منزلها.
بعفوية الأطفال دلفت زمزم إلى الداخل لالتقاط بالونتها من على الأرض وعلى الفور باغتتها الجارة القاتلة بعدة ضربات بقطعة خشبية “مفراك المطبخ” حتى فارقت الحياة متأثرًا بإصابتها، ثم انتزعت الحلق الذهبي من أذني الصغيرة وأخفته في منزلها.
لم تكتفي السيدة التي تجردت من مشاعر الأمومة بقتل الطفلة، بل أشعلت النيران حتى اشتدت في الفرن البلدي وألقت جثة الصغيرة دون رحمة أو شفقة، وعند تصاعد رائحة تآكل جسد الطفلة خشيت المتهمة من افتضاح أمرها وسارعت إلى إحضار المياه وأطفأت نيران الفرن.
دخلت “أماني” صاحبة الـ 14 عامًا “ابنة المتهمة بقتل زمزم” تحمل على يديها طفلتها الصغيرة التي لم تكمل بضع شهور من عمرها لتشاهد والدتها مرتبكة تحاول إخراج جثة المجني عليها من الفرن لتسأل عما تشاهده من بشاعة فأخبرتها أمها بأنها قتلت “زمزم قاسم” لسرقة الحلق وتطلب منها بالستر عليها وعدم إفشاء ذلك لأي شخص مهما كان.
وافقت الفتاة صاحبة الـ14 عامًا، والتي تزوجت عرفيًا منذ حوالي عام عند هذا السن الصغير لتُنجب صغيرتها التي تحملها على يديها، على طلب والدتها المتهمة الرئيسية في الواقعة بشرط أن تأخذ فردة من الحلق.
اتفقت الأم وابنتها على أن تأخذ كلًا منهما فردة من الحلق، وبدأ في التفكير في كيفية التخلص من جثة “زمزم”، حتى استقرا على لفها في ملاية سرير ووضعها داخل جوال بلاستيك وغلقه بإحكام وتركها تحت أريكة بالمنزل، حتى خلد أهالي المنطقة التجارية التي يقيمون فيها إلى النوم، وأخذتا الجثة تحملها كلًا منهما تارة على رأسها متجهتين إلى ترعة نجع حمادي الغربية، ليتم إلقائها عند الكوبري الأوسطي بين كوبري الكشكي وكوبري موقف جهينة، ويعودا مرة أخرى لمسكنهما.
عند بداية اليوم التالي عادت المتهمة الثانية لمسكن زوجها، ولإخفاء فعلتها تظاهرت بالبحث عن الطفلة الضحية مع أسرتها، لتجسد بذلك مقولة “تقتل القتيل وتمشي في جنازته”.
وبعد حوالي أسبوعين من اختفاء “زمزم”، عثر على جثتها في ترعة بمحافظة أسيوط، وتكشف المفاجأة بأن القرط الذي كانت ترتديه الصغيرة وقتلت من أجله فالصو وليس ذهبًا، وأن المتهمة خدعت في حجمه ولمعانه.
البداية كانت بإخطار تلقاه اللواء محمد شرباش، مدير أمن سوهاج من قسم شرطة طهطا بورود بلاغًا من “قاسم. م” يقيم دائرة القسم باختفاء ابنته الطفلة “زمزم” 6 أعوام، ولم يتهم أحد في اختفائها.
تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد زين، مدير المباحث الجنائية، وبقيادة العقيد رأفت رشوان، رئيس فرع البحث الجنائي لقطاع الشمال لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبيها.
وتوصلت جهود فريق البحث إلى أن جارة الطفلة المذكورة وتدعى “س” استدرجتها لمسكنها وضربتها بقطعة خشب على رأسها حتى فارقت الحياة، وسرقت قرطها الذهبي، ثم أشعلت النيران في فرن العيش البلدي وألقت جثتها في النيران، وعند تصاعد رائحة تأكل جسدها بسبب النيران، وخشية افتضاح أمرها أطفأت نيران الفرن، ووضعتها داخل جوال بلاستيك بمساعدة ابنتها “أ”، وألقتها في ترعة نجع حمادي الغربية بجوار كوبري الكشكي دائرة قسم شرطة طهطا.
وأضافت التحريات أن المتهمة بعد ارتكابها الجريمة أخذت تبحث عن المجني عليها رفقة أسرتها؛ لإبعاد الشبهة عنها، حتى عُثر على جثة الطفلة أثناء تطهير خزان أسيوط، وتم استدعاء أسرتها التي تعرفت عليها.
وتمكنت مأمورية من ضباط قسم شرطة طهطا من ضبط المتهمة التي اعترفت بارتكاب الجريمة على النحو المشار إليه.
حرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
اقرأ أيضًا:
الجارة القاتلة والحلق.. أنهت حياة طفلة الجيران وأحرقت جثتها في الفرن بسوهاج
بالونة ومفراك وجثة في الفرن.. كيف أنهت الجارة القاتلة حياة الطفلة زمزم بسوهاج؟
قرار جديد من النيابة في قتل “زمزم” وإحراق جثتها في فرن بسوهاج