10:59 م
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
وكالات
نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، تقريرًا أفادت فيه بأن قادة إيران يواجهون الآن”صداعًا” آخر، يتمثل في القلق من أن “قبضتهم على العراق ستستمر في الضعف”.
ورأت الصحيفة العبرية، أنه بعد سقوط النظام السوري بقيادة بشار الأسد، الحليف الاستراتيجي لإيران والحلقة المهمة في “محور المقاومة” الذي تقوده طهران، فإن الدور جاء على العراق للخروج من دائرة “النفوذ الإيراني”.
وأشار التقرير، إلى أن “بغداد منذ سقوط الأسد أصبحت في مركز الاهتمام الإقليمي، إذا تجد نفسها على مفترق طرق يتمثل في تحديد مستقبلها، هل ستنفصل عن إيران وتستغل أحداث سوريا لتسير نحو السيادة والاستقلال أم أنها ستفعل العكس؟”، مضيفًا أنه في الوقت الحالي، وقبل أن يتضح المسار الذي ستختاره القيادة العراقية، تتنافس الولايات المتحدة وإيران على كسب ولاء بغداد، من خلال الظهور بشكل أكثر إيجابية.
تفكيك الفصائل
وأعرب التقرير عن أن “الولايات المتحدة تحاول تعزيز مبادرة غير تقليدية لتفكيك الفصائل الموالية لإيران”، موضحة أن واشنطن عقدت اجتماعين مع آية الله علي السيستاني، أعلى سلطة شيعية في العراق وربما في جميع أنحاء العالم، لحثه على إصدار حكم ديني يدعو إلى نزع سلاح الفصائل المسلحة، لكنه رفض الطلب الأمريكي.
وبحسب التقرير العبري، فإن الولايات المتحدة لا تنوي”مغادرة العراق”، إذ يوجد حاليًا نحو 2500 جندي أمريكي في بغداد، كما أنها قلقة بشأن احتمال أن تستغل إيران ووكلاؤها الفراغ الذي سيترك في البلاد لترسيخ سيطرتهم.
وذكرت التقرير، أن الإدارة الأمريكية خائفة أيضًا من أن تقوم الفصائل المسلحة السورية، التي فرت من البلاد بعد سقوط الأسد، بالانضمام إلى الجماعات المسلحة في العراق ويواصلون أنشطتهم من هناك.
تحرير بغداد على غرار دمشق
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، إن “القادة العراقيون يدركون جيدًا الضغط الذي يُمارس عليهم لتغيير ميزان القوى في البلاد”، مشيرة إلى أنه “على الأرجح بدأت نتائج الضغط الأمريكي تظهر، إذ توصلت بعض الفصائل إلى اتفاق مع حكومة محمد شياع السوداني لوقف هجماتها على إسرائيل”.
ونبه التقرير العبري، من أن توقف هجمات الفصائل المسلحة العراقية مؤقتًا لا يعني أنها ستتخلى عن أسلحتها بالكامل أو ستقلل من نفوذها في البلاد، كما لا يمكن افتراض أنهم سيشاركون في إخراج إيران من بغداد، مع السماح في الوقت نفسه بزيادة النفوذ الأمريكي والتخلي عن مقاومتهم ضد إسرائيل.
وعلى الجانب الآخر، هناك العديد من العراقيين الذين لا يرغبون في رؤية النفوذ الإيراني المستمر في بلدهم وحتى هناك دعوات علنية إلى “تحرير بغداد”، وإنقاذها من النفوذ الإيراني كما تم إنقاذ دمشق، على حد تعبير الصحيفة العبرية.
وأشارت إلى أن، الحكومة العراقية تريد تجنب تحويل البلاد إلى ساحة معركة بين إسرائيل والفصائل المسلحة، وبالتالي تعريض البلاد للخطر والدمار الذي شوهد في دول أخرى مثل سوريا أو لبنان أو اليمن.
ومن وجهة نظر إيران، إذا وافقت الفصائل المسلحة على التخلي عن أسلحتها، فإن هذا سيمثل انتكاسة وخيبة أمل هائلة لطهران.. ويعني ذلك “انهيار جزء آخر من محور المقاومة” الذي تقوده، ما يعني ترك إيران مع وكيل واحد فقط متبقي يستهدف إسرائيل بنشاط وهم الحوثيون في اليمن، على حد تعبير الصحيفة العبرية.
وشكك التقرير العبري، في إمكانية أن تستسلم إيران بهذه السهولة، فما يزال العراق أحد الأصول الجغرافية الاستراتيجية لطهران، ف العراق بمثابة ممر بري حاسم للعودة إلى سوريا، فضلًا عن أنه يوفر طريقًا إلى هدف آخر حددته طهران لتوسيع نفوذها في الأردن.
إعادة الحسابات في المنطقة
وقال التقرير العبري، إن “إيران تعيد حساباتها في المنطقة بعد سقوط بشار الأسد، في محاولة لاستعادة الثقة بين وكلائها ومؤيديها، وبعد الضربات الكبيرة التي تعرض لها حزب الله اللبناني وحماس في قطاع غزة وبعد انهيار نظام الأسد في سوريا، تخشى إيران من أن يكون الدور على العراق”.
يدفع هذا القلق طهران إلى النظر في كيفية الحفاظ على مصالحها في العراق ومنع المزيد من الخسائر في محورها الإقليمي الذي تقوده منذ عقود، وقد تسعى حتى إلى تشديد قبضتها على بغداد كتعويض عن خسارة سوريا، على حد تعبير الصحيفة.
وذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم، في تقريرها، 3 سيناريوهات محتملة قد تتبعها إيران:
1- زيادة نفوذها في العراق، حتى على حساب المواطنين وإلحاق الضرر بالحكومة.
2- تخلف قبضتها على بغداد كإشارة للغرب عن استعدادها للتفاوض في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي سيتولى الإدارة في يناير المقبل.
3- الحفاظ على وجود متواضع ولكن مستقر، على أمل تعزيز مكانته في المستقبل عندما تصبح الظروف أكثر ملاءمة.