12:18 ص
السبت 17 يونيو 2023
الدقهلية – رامي محمود:
نجح أطباء مركز جراحة القلب والصدر وجراحة الأوعية الدموية بجامعة المنصورة، والمتخصص في الجراحات المتقدمة، في إجراء عملية نادرة، لجراحة قلب، تمكنوا خلالها من إنقاذ حياة مريض في الستين من عمره، كان يعاني من التمدد الكاذب للشريان الأورطي الصاعد، وهو من المضاعفات النادرة والمهددة للحياة، كون أن هذه التمددات معرضة للانفجار والتجلط والعلاج الجراحي لها مصحوب بنسبة وفيات عالية.
وقال الدكتور محمد سند، نائب مدير مركز جراحة القلب والصدر وجراحة الأوعية الدموية، وأستاذ جراحة القلب والصدر بجامعة المنصورة، إن الجراحة تعد الرابعة على مستوى العالم، أجريت لمريض في الستين من عمره، وأجرى عملية قلب مفتوح، لاستبدال جزء من الشريان الأورطي الصاعد وبعد 10 شهور من تغيير الشريان حدث له تمدد كاذب، وبه تجمع للدماء، وأي تدخل جراحي به كان يعرض الشريان للانفجار وبالتالي يهدد حياة المريض.
وأضاف سند أن المريض حضر يعاني من ألم في الصدر، وبعد عمل الأشعة المقطعية بالصبغة، ظهر تمدد كاذب بالشريان الأورطي الصاعد، وهو ما كان يستلزم حل يحافظ علي حياة المريض في الدرجة الأولى.
وأشار إلى أننا كان أمامنا عدة اختيارات للعلاج وهي:
حل الفتح الجراحي للصدر وهذا يعرض المريض لنسبة وفيات عالية بسبب الالتصاقات والالتهابات السابقة وكذلك مكان التمدد الكاذب خلف القفص الصدري.
حل تركيب الدعامة عن طريق القسطرة التداخلية ولكنها كانت تعرضنا لصعوبات بسبب قصر طول مدخل الدعامة وكذلك الالتواءات العنيفة في الشريان تحت الترقوة والتي تحول دون دخول الدعامة.
وأكد أن الحل الوحيد كان هو دخول الدعامة عن طريق جدار قمة القلب، حيث تم إجراء العملية في غرفة العمليات الهجين بمركز جراحة القلب والصدر وجراحة الأوعية الدموية التابع للمستشفى الجامعي لكلية الطب جامعة المنصورة بفريق من جراحي الأوعية الدموية وجراحي القلب والصدر والتخدير.
وأوضح أنه تم إعطاء مخدر كلي للمريض وباستخدام أشعة تلفزيونية على القلب عن طريق المريء وفي وجود ماكينة للقلب احتياطية ووصلات شريانية لقياس الضغط داخل الشرايين، وتم وضع قسطرة داخل التمدد الكاذب وتصويره للتأكد من مكانه وذلك تمهيدا لوضع السدادة في فتحته، وتم وضع بالونه كبيرة داخل الأذين الأيمن لاستخدامها في خفض الضغط أثناء فتح الدعامة.
وذكر أنه جرى عمل فتح صدري أمام قمة القلب وإدخال الدعامة عن طريق القلب ووضعها في مكانها، وفتح السدادة في مكانها ثم فتح الدعامة في الشريان الأورطي الصاعد وتوسيعها باستخدام بالونة كبيرة، وتم التصوير ولم يكن هناك أي تسريب للصبغة وتم غلق التمدد الكاذب تماما.
وعن قيمة هذه الحالة قال الدكتور محمد سند، إن هذه هي الحالة الأولى في مصر والشرق الأوسط التي يتم فيها علاج التمدد الكاذب للشريان الأورطي الصاعد باستخدام دعامات الأورطي المغطاة ويتم إدخالها من خلال قمة القلب، مشيرا إلى أن هذه العملية هي تجسيد حي للهدف من إنشاء مركز جراحة القلب والصدر وجراحة الأوعية الدموية وهو علاج الحالات المعقدة والتي تحتاج اشتراك ما بين التخصصين نظرا لندرة هذه الحالات فالخبرة في هذه الحالات قليلة على مستوى العالم، فيوجد حالتين فقط تم علاجهم عن طريق السدادة وتم نشرهم.
وعن ندرة هذه الحالة أكد أن هذه الحالة أهميتها تكمن في أنها الحالة الوحيدة اللتي تم علاجها عن طريق السدادة وكذلك الدعامة المغطاة وإدخالها عن طريق قمة القلب، ويوجد 17 حالة تم علاجهم عن طريق دعامات الأورطى المغطاة منهم 3 حالات فقط عن طريق قمة القلب علي مستوى العالم.
وتكون الفريق الطبي الذي أجري العملية من كل من: الدكتور محمد سند نائب مدير المركز وأستاذ جراحة القلب والصدر، الدكتور تامر خفاجي أستاذ جراحة الأوعية الدموية، الدكتور حسام الوكيل أستاذ جراحة الأوعية الدموية ومدير المركز السابق، الدكتور أحمد سامح العشرة مدرس أوعية دموية، الدكتور محمد شكري عبد الجواد مدرس أوعية دموية، واستمر إجراء العملية من ساعتين ونصف إلى 3 ساعات.
وأجريت العملية تنفيذا لتعليمات الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، والدكتور أشرف شومة، عميد كلية الطب، والدكتور الشعراوي كمال، المدير التنفيذي للمستشفيات والمراكز الطبية بجامعة المنصورة، وذلك بتوفير المهارات الطبية اللازمة لإجراء الجراحات الدقيقة في مركز جراحة القلب والصدر وجراحة الأوعية الدموية بجامعة المنصورة.