12:54 م
الإثنين 14 أغسطس 2023
الخرطوم – (ا ف ب)
قال شهود إن العنف احتدم في مدينة نيالا بغرب السودان ومناطق أخرى بولاية جنوب دارفور مما يهدد باكتواء المنطقة بنيران الحرب المستعرة في السودان منذ شهور. وتسبب الصراع في اندلاع معارك يومية في شوارع العاصمة الخرطوم وتجدد الهجمات العرقية في ولاية غرب دارفور ونزوح أكثر من أربعة ملايين شخص داخل السودان وعبر حدوده إلى تشاد ومصر وجنوب السودان ودول أخرى.
فر مئات السودانيين من مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور، بعدما تعرضت لهجوم من قوات الدعم السريع التي تحارب منذ أربعة أشهر الجيش السوداني وخصوصا في العاصمة وإقليم دافور، بحسب ما أفاد سكان.
وقال أحد السكان إن مئات من أهالي نيالا، أكبر مدن السودان بعد المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم (أم درمان، الخرطوم، بحري)، غادروا منازلهم “بعدما سقطت القذائف عليها”.
وقال شهود آخرون إن قوات الدعم السريع التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو هاجمت نيالا “بعشرات العربات العسكرية”، فيما “فر مئات السكان على وقع نيران المدفعية التي كانت تتزايد كثافتها بمرور الوقت”.
ويعتبر دارفور، وهو إقليم سبق أن شهد حربا أهلية في العقد الأول من القرن الحالي، معقل قوات الدعم السريع.
وتركزت المعارك لفترة طويلة في الجنينة، عاصمة غرب دارفور، حيث يُعتقد أن “جرائم ضد الإنسانية” قد وقعت، وفق الأمم المتحدة.
وتحدثت مصادر عديدة عن مجازر بحق المدنيين واغتيالات ذات طابع إثني يعتقد أن قوات الدعم السريع والميليشيا العربية المتحالفة معها تقفان وراءها.
وفي مطلع الألفية، انتهج الفريق دقلو الذي كان حينذاك قائد ميليشيا الجنجويد العربية الموالية للرئيس السابق عمر البشير، سياسة الأرض المحروقة في دارفور لقمع التمرد.
ووفق مركز بحثي تابع لجامعة وايل في الولايات المتحدة، تم إحراق 27 بلدة في دارفور على الأقل من قوات الدعم السريع والمليشيات العربية منذ اندلاع الحرب الراهنة قبل 4 أشهر.
وقال مدير هذا المركز ناتانيال ريموند لوكالة الأنباء الفرنسية إن “شراسة وكثافة أعمال العنف مماثلة على الأقل لتلك التي شهدها إقليم دارفور إبان الابادة الجماعية في عامي 2003 و2004”.
وأضاف الباحث الذي يعمل منذ فترة طويلة على الشأن السوداني أن “قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها تتقدم بطريقة ممنهجة وسريعة وبدون أي عراقيل. إنهم يختارون اليوم والساعة ويشنون هجومهم لتصفية المدنيين”.
كما وقعت معارك الأحد في أم درمان، حيث أفاد أحد السكان باستخدام المدفعية في القتال.
وسقط 3900 قتيل على الأقل نتيجة الحرب المشتعلة بين قوات دقلو والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان. كما اضطر نحو 4 ملايين شخص إلى فرار من منازلهم.