11:16 م
السبت 22 يوليه 2023
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
يعتبر الإنسان هو أغلى ما تملكه أمة من كنوز تفاخر بها الأمم، ويكون الفخار أكبر حينما تأتي الإشادة من مؤسسة عالمية مثل “ناسا” حين تشيد وتكرم المصور الفلكي الدكتور عمرو عبد الوهاب، صاحب أفضل صورة فلكية، بينما تكتمل القصة بمكان الصورة الملتقطة لمحمية الصحراء البيضاء بواحة الفرافرة في الوادي الجديد.
اختارت وكالة ناسا الأمريكية، صورة فلكية لمحمية الصحراء البيضاء بواحة الفرافرة كأفضل صورة فلكية في العالم 2023، والتي التقطها المصور الفلكي الدكتور عمرو عبد الوهاب، والتي أظهرت سحر الطبيعة وروعة التكوينات الفلكية الفريدة بسماء المحمية.
مصري يوثق عجائب الكون
المصور الفلكي الدكتور عمرو عبد الوهاب رئيس قسم الفلك في جمعية الدكتور مصطفى محمود، هو مؤسس مرصدي الواحات والفيوم التصوير الفلكي، والذي تمكن من توثيق العديد من الظواهر الفلكية في مصر، مثل خسوف القمر، وكسوف الشمس، وزخات الشهب، و اقتران القمر، وتوثيق المذنبات، والمجرات، على مدار 10 أعوام، ولكن تمثلت أبرز هذه الظواهر بحدثين نادرين يحدثان مرة في العمر، أحدهما مذنب “نيواويز”، الذي وثّقه من منطقة أهرامات الجيزة.
واستطاع المصور المصري، الدكتور عمرو عبد الوهاب، توثيق العديد من المجرات والسدم لأول مرة من سماء مصر.
وفي حديثه لمصراوي أشار عبد الوهاب إلى التجربة الرائعة التي حظي بها خلال التقاط صورته الفلكية في مكان يتمتع بهذا القدر من الجمال والسحر، أي الصحراء البيضاء، التي تقع داخل الصحراء الغربية، وتمتد على مساحة تزيد عن 3 آلاف كيلومتر مربع.
الصحراء البيضاء في الوادي الجديد
وتشتهر الصحراء البيضاء بمناظرها الطبيعية الفريدة، التي تضم العديد من التكوينات الجيولوجية، وجبال الكوارتز الكريستالية، والحياة البرية، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والباحثين عن تجارب المغامرة، وفقا لما ذكرته وزارة السياحة والآثار المصرية.
وصف عبد الوهاب شعوره باختيار صورته الفلكية في الصحراء البيضاء بمصر من قِبل وكالة “ناسا” قائلًا: “شعور لا يوصف بالفخر والسعادة”.
وتابع المصور الفلكي الدكتور عمرو في حديثه لمصراوي، أنه “إذا قامت إحدى المجلات المتخصصة في الصور الفلكية وعلوم الفلك والفضاء بنشر صورة لك، فإن هذا يُعد إنجازًا كبيرًا، ولكن أن تقوم وكالة ناسا باختيار صورة لك، فهذا يعد تتويجًا”، وأضاف: “أشعر وكأنني حصلت على جائزة نوبل في التصوير الفلكي”.
التصوير الفلكي في مصر
وأوضح عبد الوهاب، وهو فيزيائي فلكي ورئيس جمعية “مصطفى محمود” الفلكية، أن سر شغفه بالتصوير الفلكي بدأ منذ نشأته في قرية بصعيد مصر، تقع بين نهر النيل والصحراء الشرقية، حيث كانت الكهرباء متاحة لساعات محدودة.
وقال: “طوال الليل، كان الكون بمثابة ملك لي، أمضي ساعات أتأمل السماء الصافية، التي لم يعكرها التلوث الضوئي، ونجومها المتلألئة”.
وأحيانًا، كانت والدة عبد الوهاب ترافقه خلال جلسات تأمل السماء داخل غرفة على سطح منزله بصعيد مصر، حيث كانت تراودها العديد من التساؤلات التي لم تجد إجابة عليها، إذ أوضح: “كانت أمي مصدر إلهامي، دفعتني تساؤلاتها إلى بذل قصارى جهدي لأجد الإجابة حول كل ما رأيناه معا في السماء”.
ويسعى المصور المصري لاستكشاف العجائب الكونية بالسماء وتوثيقها بعدسته، ورصد لحظات قلّما تتكرّر في العمر، موضحًا: “أحب أن أنقل جمال الكون إلى الناس وأن أثير فضولهم وإعجابهم بما يحيط بنا”.
ولفت عبد الوهاب إلى تنوع المواقع التي يوثق فيها الظواهر الفلكية في مصر، إذ أن بعضها يتميز بظروف تُعد ملائمة للتصوير الفلكي، مثل الصحاري، والجبال، والبحيرات.
وفي نهاية حديثه لمصراوي، تمني المصور الفلكي الدكتور عمرو عبد الوهاب، أن تمنحه الدولة المصرية قطعة أرض لإنشاء مرصد فلكي يكون قِبلة المهتمين بالفلك والتصوير الفلكي في مصر والعالم أجمع، وأشار إلى أن الأمنية يا حبذا أن تكون في محافظة الوادي الجديد، ليستطيع من خلال المرصد، تصوير عجائب خلق الله في الكون.