03:37 م
الخميس 23 مايو 2024
كتب- محمد صفوت:
بدأت الصين اليوم الخميس، مناورات عسكرية دون سابق إنذار حول تايوان، تحاكي خلالها هجوم واسع وتركز على القيام بدوريات استعداد قتالي بحرية وجوية، والمصادرة المشتركة للسيطرة الشاملة في أرض المعركة والاستهداف المشترك الدقيق للأهداف الرئيسية.
واعتبرت الصين، أن المناورات تعد “عقوبة قوية للأعمال الانفصالية” التي تقوم بها ما تسمى قوى “استقلال تايوان”، وتحذير شديد ضد التدخل والاستفزاز من قبل قوى خارجية.
بدورها، قالت الخارجية الصينية، إن شرعية وضرورية من أجل الأمن القومي الصيني وتهدف للتضييق على القوى الانفصالية، مطالبة واشنطن بالتوقف عن تشجيع القوى الانفصالية في تايوان وعدم التدخل في الشؤون الداخلية الصينية.
وطوقت الصين تايوان بسفن وطائرات عسكرية في إطار مناورات، بعد ثلاثة أيام من أداء لاي تشينغ-تي الذي تصفه الصين بأنه “انفصالي خطر”، اليمين الدستورية رئيسًا جديدًا للجزيرة.
وتجري المناورات في مضيق تايوان وشمال وجنوب وشرق الجزيرة، فضلاً عن المناطق المحيطة بجزر كينمن وماتسو وووتشيو ودونجيين، وتختلف عن المناورات العسكرية التي أطلقتها الصين في 2022، بعد زيارة نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب الأمريكي آنذاك للجزيرة.
تتضمن مناورات اليوم، التدريب على وقف واردات الطاقة لتايوان وقطع طرق هروب الساسة التايوانيين إلى الخارج ومنع وصول الدعم من الحلفاء الأجانب لتايوان مثل الولايات المتحدة، حيث تحاكي الصين فرض حصارًا على تايوان.
تايوان تعلق على المناورات
من جهتها، اعتبرت تايوان، أن المناورات العسكرية التي أطلقتها الصين اليوم والمقرر استمرارها لمدة 3 أيام، تسلط الضوء على عقلية بكين العسكرية.
وأعلنت عن إرسال قوات بحرية وجوية وبرية “للدفاع عن سيادة الجزيرة”، مشيرة إلى أن المضايقات المستمرة من قبل الطائرات والسفن الصينية أضرت بشكل كبير بالسلام والاستقرار العالميين”=.
ورأت أن المناورات الصينية، لا تفشل المساهمة في السلام والاستقرار بمضيق تايوان فقط، ولكنها تسلط الضوء أيضًا على العقلية العسكرية العدوانية للجيش الصيني”.
تختلف عن مناورات 2022
بحسب “بي بي سي” تختلف المناورات العسكرية الصينية التي أطلقت اليوم، عن التدريبات العسكرية التي أحاطت تايوان في أغسطس 2022 في أعقاب زيارة تاريخية قامت بها بيلوسي، حيث نفذت الصين أول عملية “تطويق” لها، لمحاكاة حصار على جزيرة تايوان الرئيسية باستخدام السفن والطائرات والضربات الصاروخية.
وفي العامين التاليين، أصبحت التوغلات العسكرية في المياه والمجال الجوي التايواني حدثًا أسبوعيًا تقريبًا، ويرى المحللون أن المناورات الحالي تذهب فيها الصين إلى مرحلة أبعد، حيث تحاكي هجومًا واسع النطاق على الجزيرة.
ويؤكد المحللون أنها للمرة الأولى تدرج جزر تايوان النائية القريبة من الساحل الصيني كأهداف، موضحين أن الهدف من التدريب سياسيًا في المقام الأول، بمثابة تحذير للحكومة الجديدة للرئيس ويليام لاي.
ويلاحظ المحللون، أن مناورات اليوم انطلقت دون سابق إنذار ولم تعلن عنها الصين إلا بعد بدايتها، على عكس التدريبات العسكرية في 2022، التي بدأت بتحذيرات متتالية وإعلان مسبق، كما أن تسمية التدريب بترقيم “السيف المشترك 2024-A” يشير إلى أنه قد يكون الأول ضمن سلسلة تدريبات خلال العام.
هجوم واسع في ربيع 2024
وفي ديسمبر الماضي، توقع مؤسس شركة “بلاك ووتر” إريك برينس، الذي كان جنديًا في البحرية الأمريكية، أن تقوم الصين بمهاجمة تايوان في ربيع العام الجاري 2024.
وصرح مؤسس بلاك ووتر، الذي كان جنديًا في البحرية الأمريكية، لـ “GB News” قائلاً، إن الصين ستحتل تايوان في الربيع المقبل، بين شهري مايو ويونيو بسبب الظروف الجوية في هذين الشهرين.
وقال إيرك برينس: “يبدو أننا كأمريكيين نعيش نسخة ثانية من إدارة كارتر من عام 77 إلى عام 1980″، مضيفًا أن الانتكاسات في السياسة الخارجية التي نشهدها غالبًا ما تكون تتزايد.
وأشار إلى أنه في حال قررت الصين الاستيلاء على تايوان بالقوة فإنه يتوقع أن يتم هذا في الربيع المقبل.
وفي خطابه بمناسبة العام الجديد، قال الرئيس الصيني شي جين بينج إن إعادة توحيد البلاد مع تايوان أمر حتمي، وحث على ضرورة تضافر المواطنين على جانبي مضيق تايوان.
وأكد في خطابه على أن “إعادة توحيد الوطن الأم حتمية تاريخية، وسوف يتم إعادة توحيد الصين بالتأكيد، وعلى جميع الصينيين على جانبي مضيق تايوان الالتزام بإحساس مشترك بالهدف والمشاركة في مجد تجديد شباب الأمة الصينية”.
وخلال لقاءه الأخير بنظيره الأمريكي جو بادين، صرح الرئيس الصيني، أن التقديرات العسكرية الأمريكية لموعد استيلاء الصين على تايوان الذي يرجح أنه بين عامي 2025 و2027، غير صحيح، مشيرًا إلى أنه لم يحدد إطارًا زمنيًا.
هذا وصعدت الصين من خطابها حول تايوان وزادت من الضغط العسكري على الجزيرة من خلال تدريبات منتظمة في الأشهر الأخيرة، بينما انتقدت الولايات المتحدة لموافقتها على مساعدات عسكرية بملايين الدولارات لتايوان.