07:57 م
الثلاثاء 29 أكتوبر 2024
كتبت- ندى محرم:
زادت الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد أهداف إيرانية “حساسة” بحسب تصريحات تل أبيب، حالة التوتر التي تشهدها المنطقة وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية، خاصة في ظل ترقب رد طهران على الهجوم الذي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه استهدف مصانع كبرى لصناعة الصواريخ الإيرانية، وهو ما ردت عليه طهران اليوم الثلاثاء، بوعيد بتوجيه ضربات “ساحقة” للعمق الإسرائيلي خلال الأيام المقبلة.
رغم أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني في أبريل، لم يستفز طهران للدرجة التي تقوم فيها بالتصعيد والرد بشكل مقابل، إلا أن هجوم تلك المرة يختلف مع تهديد الحرس الثوري الإيراني، الإسرائيليين، بمفاجآت لم يختبروها من قبل، وتوجيه ضربات قاسية على الهجوم الذي وقع السبت الماضي للرد على العملية الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل مطلع أكتوبر الجاري.
هل ترد إيران على الضربة؟
مع تنفيذ عملية اغتيال طالت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية في قلب طهران، أثناء تواجده في دار ضيافة تابعة للحرس الثوري، توعدت إيران إسرائيل بالرد على الهجوم وهو ما لم تتبنه تل أبيب حتى الآن، بل وهددت برد يغير ملامح الشرق الأوسط خلال أيام، لكن مرت أيام بل وأكثر دون أي رد يُذكر، حتى تم اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وهو ما تلاه رد إيراني مباشر، وفي هذا الشأن أشار المحلل المختص في الشأن الإيراني الدكتور محمد خيري، في تصريحات خاصة لـ “مصراوي”، إلى وجود رغبة إيرانية في الرد.
وقال خيري، إن تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي إضافة إلى توصيات المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، تشير إلى رغبة في الرد على الضربات الإسرائيلية، خاصة بعد استهداف موقع بارشين العسكري في طهران والذي أوقع خسائر بشرية وعسكرية، إضافة لاستهداف مواقع خلط وقود الصواريخ الباليستية التي سبق أن هاجمت بها إيران إسرائيل.
وعن طبيعة وآلية ذلك الرد، أوضح خيري أنه قد يتجسد في عملية نوعية إيرانية، سواء بشكل مباشر ضد إسرائيل أو عبر الوكلاء الإقليميين مثل جماعة أنصار الله الحوثية، مع رغبة إيران في الاحتفاظ بالضربة الأخيرة لنفسها بدلًا من تلقي الضربات دون رد حفاظًا على ماء وجه النظام أمام المجتمع الإيراني الداخلي في ظل وقوع قتلى يُقدر عددهم بـ 3 جنود إيرانيين جراء ذلك الهجوم.
تقييم الرد الإسرائيلي
في تصريحات له أمس قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن الضربة الإسرائيلية الأخيرة استهدفت قدرات إيران على إنتاج الصواريخ التي تستهدف بها إسرائيل إضافة لضرب قدراتها الدفاعية، بينما علقت إيران بأنها تمكنت للتصدي للصواريخ الإسرائيلية بفضل منظومتها الدفاعية التي اعترضت غالبية الصواريخ.
على جانب آخر يرى، المحلل المختص في الشأن الإيراني، الدكتور هاني سليمان، أن الرد الإسرائيلي كان محدودًا بما يكفي للسماح لإيران بالتكيف معه دون الحاجة إلى تصعيد، لافتًا إلى أن إسرائيل استفادت من الضغوط الدولية لضمان ردع إيراني محدود وليس تصعيدًا شاملًا.
وفي ذات الجانب يتفق الدكتور إسلام المنسي، المختص في الشأن الإيراني، بالحديث عن وجود تنسيق الثلاثي بين الولايات المتحدة، وإسرائيل، وإيران، هدف إلى جعل الضربة الإسرائيلية محدودة التأثير وفي ذات الوقت توصل رسائل واضحة لتجنب التصعيد.
وأضاف منسي، أن الوساطة الأمريكية نجحت في ضبط مستوى الهجوم الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن واشنطن لعبت دورًا رئيسيًا في خفض التصعيد الإسرائيلي عبر تقديم ضمانات استخباراتية وفرض عقوبات اقتصادية كوسيلة للضغط على الطرفين.
بينما يرى الدكتور هاني سليمان، أن طهران لم تتوقع أن الرد الإسرائيلي سيكون بهذا المستوى المحدود، مع تجنب إسرائيل استهداف المنشآت النووية أو المواقع الاقتصادية الحيوية في إيران، وهو ما يوفر باعتقاده بيئة مناسبة لإيران لعدم الرد، باعتباره لم يتجاوز الخطوط الحمراء بشكل استفزازي.