01:55 م
الخميس 05 أكتوبر 2023
أسوان – إيهاب عمران:
مع بداية كل عام دراسى جديد يتسابق التلاميذ في الذهاب مبكرا في أول يوم دراسي، من أجل الفوز بالوقوف في الصف الأول في الطابور، ويتكرر المشهد بشكل يصل لحد الصراع والشجار داخل الفصول من أجل الفوز بالتختة الأولى والجلوس في الصفوف الأمامية.
ولا يقتصر الأمر على داخل الفصل أو المدرسة بل يمتد الصراع ليصل الى أولياء الأمور، والذين يتهمون المدرسين وادارة المدرسة بمحاباة بعض التلاميذ على حساب أبنائهم، وللأسف في بعض الحالات تصل الأمور الى حد الشجار والتشابك بالأيدي بين أولياء الأمور وبعضهم أو بين بعض أولياء الأمور وإدارة المدرسة.
هذه الحالة المتكررة فى عدد كبير من مدارس مصر دفعت محمد فهمى مدير مدرسة الصداقة الابتدائية بمنطقة السد العالي شرق بمدينة أسوان، إلى التفكير في حل لحسم “معركة التختة الأولى” وإنهاء الصراع السنوي بين التلاميذ على الجلوس فى الصفوف الأولى داخل الفصول الدراسية عن طريق قياس أطوال التلاميذ كلهم وتحديد الجلوس طبقا للطول.
يقول محمد فهمى مدير المدرسة، إن المدرسة بها 835 تلميذا، وكنا نعانى كل عام من خناقات بين التلاميذ بسبب أسبقية الجلوس فى المقاعد الأمامية وكانت للأسف فى بعض الأحيان تصل لاشتباكات بين أولياء الأمور وكنا نعتمد على الطول بالنظر فقط وطبعا النتائج لم تكن دقيقة، ولم ترضى أولياء الأمور وكانوا فى بعض الأحيان يتهمون إدارة المدرسة بمحاباة بعض التلاميذ على حساب أبنائهم، ولذلك فكرت بشكل عملى فى قياس أطوال التلاميذ بالمتر وتحديد الجلوس حسب طول كل تلميذ وبالفعل بدأنا منذ خمس سنوات تجربة جديدة ورائدة فى مدارس مصر، وقمنا بإجراء قياس فعلى لأطوال جميع تلاميذ المدرسة وتسجيل ذلك فى كشف ويتم جلوس التلاميذ حسب الطول بالضبط ولاقت التجربة نجاح كبير وقبول من أولياء الأمور وخاصة ان التجربة تم تطبيقها دون استثناءات.
وفي العام قبل الماضي ظهرت لنا مشكلة التلاميذ ضعاف النظر فتم وضع شرط الاستثناء لهم فى حالة إحضار تقرير طبي من مستشفى حكومي يفيد بضعف النظر.
وهذا العام قمنا بتطبيق التجربة على جميع تلاميذ المدرسة باستثناء تلاميذ الصف الأول الابتدائي والذين يطبق عليهم نظام التعليم الجديد والذي يعتمد على شكل دوائر متجاورة، كما قمنا هذا العام بتطبيق فكرة المقاس على الوقوف فى طابور الصباح، وأصبح التلاميذ يقفون فى الطابور بنفس الترتيب الذي يجلسون به فى الفصول، ولاقى النظام الجديد ارتياح شديد من التلاميذ وأولياء أمورهم وادى الى انتظام الدراسة بشكل أسرع ودون مشاكل.
وأشار محمد فهمى إلى أن موضوع قياس أطوال التلاميذ ليس الإنجاز الوحيد لإدارة المدرسة ولكننا قمنا بتركيب كاميرات مراقبة على حسابنا الخاص فى المدرسة وخارجها لهدفين الأول الحفاظ على التلاميذ والانضباط ومتابعة سير اليوم الدراسي بشكل مستمر والثانى حماية المدرسة من السرقات.
واختتم محمد فهمي حديثه لمصراوي، بأنه يتمنى تعميم وتطبيق تجربة قياس أطوال التلاميذ فى جميع مدارس الجمهورية من أجل إنهاء صراع التختة الأولى ونشر الحب بين التلاميذ.