12:10 م
الإثنين 06 يناير 2025
المنيا- جمال محمد:
يحتفل أقباط مصر بعيد الميلاد المجيد، غدًا الثلاثاء، وسط عادات وتقاليد متوارثة منذ مئات السنين، وتمثل إرثًا شعبيًا اعتادوا عليه ولم تغيب عن منازلهم كل عام، خاصة في يوم العيد كما تمثل فرحة للكبير والصغير.
وفي محافظة المنيا يحرص آلاف الأقباط على عمل الأكلات المختلفة في يوم العيد، ويأتي في مقدمتها القلقاس المطبوخ والقلقاس بالطشة، وكذلك أكل الديك الرومي، إذ تمتاز المحافظة بزراعة محصول القلقاس في عدة مناطق بمركز أبو قرقاص، ويتم حصاده وتقليعه في الأسابيع القليلة قبل عيد الميلاد، لينتشر في الأسواق، وكذلك الأمر في محصول القصب الذي يتم زراعته على مدار عام كامل، ويبدأ تكسيره مع شهري نوفمبر وديسمبر ليغزو الأسواق والمحال وكافة المدن.
القلقاس بالطشة والمطبوخ
يقول مينا وديع، مدرس، يبلغ من العمر 48 عامًا،: ” إن أكل القلقاس في العيد، عادة لم تغب عن منزله منذ أن وُلد، وطوال سنواته طويلة وهو يجد والدته وجدته وسيدات العائلة يقمن بشراء القلقاس بكميات كبيرة قبل العيد، ويتم تقطيعه وتعبئته وحفظه في المجمدات داخل المنازل، وفي يوم العيد صباحًا تتجمع العائلة استعدادًا للغداء في الظهيرة، ويكون القلقاس سيد المائدة بأشكاله المختلفة”.
الديك الرومي
أضاف وديع لـ”مصراوي”، أن أقباط المنيا يفضلون طهي القلقاس بطريقتين وهما القلقاس بالطشة والخُضرة، والقلقاس المطبوخ بالصلصة، ولهما مذاق جميل ويعشقه الكبير والصغير وخاصة الأطفال، فضلًا عن طهي الديك الرومي في تلك المناسبة والذي يُعد كذلك من الأكلات الأساسية للجميع في عيد الميلاد.
مٌندي كمال، موظف بالمعاش، يتحدث عن سبب اختيار القلقاس كغداء أساسي في يوم العيد، قائلًا: “القلقاس يشبه مراحل تعميد المسيح في كل شيء، فهو يُدفن في الأرض أثناء زراعته مثلما يتم تنزيل الشخص منا في المياه أثناء التعميد، ويتم تقشيره مثلما نتجرد من ملابسنا، فضلُا عن قلبه الأبيض من الداخل، وهو أمر يشبه تخلصنا من الذنوب والخطايا، لذلك نعشق القلقاس وأكله، ويذكرنا بتعميد السيد المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان”.
وأشار كمال، إلى أن سيدات وفتيات العائلة يتجمعن قبل العيد بأيام، وتقوم السيدات بتقشير القلقاس بعد شرائه من الأسواق، ويحرصن على اختيار أفضل الحبات منه ليكون سهل الطهي وحلو الطعم، مؤكدًا أنه مهما تجمعت الأسرة وكان لديها مأكولات أخرى، فأنه لا يتم الاستغناء عن القلقاس.
القصب والليمون
في السياق تشهد محافظة المنيا خلال الشهرين الأخيرين من كل عام انتشار محصول القصب بشكل كبير في الأسواق بعد تكسيره وحصاده بمركز ملوي والذي يعد قلعة زراعة المحصول في عروس الصعيد، ويحرص الآلاف على شراء القصب من الشوارع أو محلات العصير، ويتم تقطيعه وأكله كتحلية بعد غداء يوم عيد الميلاد المجيد.
وأوضحت مرثا جمال، طالبة جامعية، أن القصب له أيضًا محبة روحيه، نظرًا لطوله واستقامته ورسوخه في الأرض لمدة 11 شهرًا، ويشبهنا بالإيمان والاستقامة في الحياة، وهكذا تعلمنا من أبائنا ورجال الدين منذ الصغر، مؤكدة أن شراء عصير القصب وعصر الليمون عليه في المنزل، كذلك يُعد أفضل عصير يتم تناوله بعد وجبات واحتفالات العيد، وهكذا تحرص جميع الأسر المسيحية على الحفاظ على تلك العادات سنويًا.
اقرأ أيضًا:
حصاد القلقاس.. قلعة زراعة “الشنواني” في المنيا تحتفل بموسم الخير- فيديو وصور
“أبو اللبايش سكر وعسل”.. انطلاق موسم تكسير القصب في المنيا- فيديو وصور