06:52 م
الخميس 10 أكتوبر 2024
المنيا – جمال محمد:
شيع أهالي محافظة المنيا جثمان الشاب مينا موسى، الممرض الشاب، الذي لقي مصرعه بطريقة وحشية على يد قاتليه بعد أن استدرجوه إلى القاهرة للعمل، حيث تم اختطافه وقتله وتقطيع جسده، وإلقاء أعضائه في ترعة الإسماعيلية.
بدأت القصة عندما تلقى مينا، المعروف بأخلاقه الحميدة وحبّه للخير، عرضًا مغريًا للعمل في مجال التمريض المنزلي براتب مجزٍ في القاهرة. لم يتردد في قبول العرض بعد رؤيته للإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسافر إلى العاصمة، متطلعًا لبداية جديدة، لكن مصيره كان قد كُتب في كمين مُحكم، حيث اختطفته جماعة إجرامية كانت تسعى للحصول على فدية.
لم يطل انتظار أسرة مينا، إذ علموا بخبر اختطافه بعد تغيبه ليومين.
تلقوا اتصالًا من خاطفيه الذين طلبوا فدية قدرها 120 ألف جنيه، إلا أن هواتفهم أُغلقت بعد ذلك واختفوا تمامًا.
قدمت الأسرة بلاغًا للشرطة وتعاونت مع الأجهزة الأمنية، وبعد جهود مضنية، تمكنت السلطات من تحديد هوية الجناة وضبطهم، ولكن المفاجأة كانت صادمة، حيث عُثر على جثة مينا مقطعة الأوصال ملقاة في إحدى الترع، وجزء آخر في صناديق القمامة.
أثارت جريمة قتل مينا موجة من الغضب والاستياء في محافظة المنيا، حيث كان معروفًا بحسن خلقه وتفانيه في عمله.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو لمينا، معبرين عن تعازيهم لأسرته ومطالبين بالقصاص العادل للجناة.
دشّن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #حق_مينا_لازم_يرجع، مطالبين بأقصى عقوبة للجناة، واعتبروا أن هذه الجريمة يجب أن تكون دافعًا لتشديد العقوبات على الجرائم العنيفة وحماية المواطنين.
فقدان مينا ترك فراغًا كبيرًا في قلوب أسرته، حيث يثير كل شيء يتعلق به الحزن والألم. تتذكر والدته آخر مرة رأته فيها، وهي تتساءل عن سبب اختياره ليعيش هذه المأساة. تعبر الأم عن ألمها بقولها: “يا بني، كيف تركتك وحدك في هذا العالم القاسي؟ في فراقك يا بني مات جزء مني .. يارب انت ماترضاش بالظلم .. برد قلبي يارب”.
لم يستوعب أصدقاء مينا خبر فقدانه بهذه الطريقة الوحشية.
كانت الفكرة أن يكون مينا، رمز الأمل والطموح بالنسبة لهم، قد تعرض لمثل هذا المصير البشع كالصاعقة التي هزت حياتهم، ليقفوا اليوم في جنازته رافعين لافتات تحمل صورته.
تملأ قلوب أهالي القرية مشاعر الغضب تجاه الجناة الذين أقدموا على ارتكاب هذه الجريمة، ويشعرون بالظلم والقهر، متمنين لو يستطيعون الانتقام من القتلة، خاصة بعد تشييع جنازة ابن قريتهم، الذي لم يتبقى منه سوى الساقين واليد.