05:00 ص
السبت 19 أغسطس 2023
كتب- إسلام لطفي:
خلال أغسطس عام 2011 زارها المتنيح البابا شنودة الثالث زيارة وحيدة، وفي عامَ 2006 سجَّل التاريخ اعتراف دولة المجر بها، لخدمة المسيحيين الناطقين باللغة العربية، وفي العام ذاته أقامت الدولة معرضًا للفن القبطي على مدى شهرين.
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالمجر، التي اشترت مؤخرًا قطعة أرض أخرى، تمهيدًا لبناء كاتدرائية كبرى، بدأت خدمتها بشكل غير منتظم في النصف الثاني من القرن العشرين، على شكل زيارات متفرقة لآباء أساقفة أو كهنة وقداسات في بيوت بعض الشباب الأقباط المتغربين هناك، وكلف المتنيح البابا شنودة الثالث عام 2004، القس يوسف خليل بتولي خدمة أقباط المجر.
ودشَّن البابا شنودة أثناء الزيارة، كنيسة السيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل ومنح القس يوسف خليل رتبة القمصية، وهي أول كنيسة قبطية بالمجر وأول كنيسة في منطقة أوروبا الشرقية، وكانت آخر كنيسة دشنها البابا شنودة قبل نياحته في مارس 2012.
وزارها البابا شنودة تلبية لدعوة بال شميث رئيس الدولة وقتها لحضور الاحتفال بالعيد القومي للمجر، الذي يقام في 20 أغسطس من كل عام، وتسلَّم الكتوراة الفخرية من جامعة بازمان بيتر في بودابست والتي تعد من أقدم الجامعات الكاثوليكية في العالم.
وحضر البابا المتنيح مراسم العيد الوطني للمجر بجزئيه في مقر البرلمان المجري، وبازيليكا القديس إشتيفان، حيث أقيم القداس الاحتفالي بمناسبة عيده، وألقى كلمة تحدث فيها عن مصر صاحبة أعرق حضارات العالم، وعن نقاط الاتفاق العقيدي بين الكنيستين القلبطية والكاثوليكية.
وزار البابا شنودة الثالث السفارة المصرية في بودابست، تلبية لدعوة السفير المصري بالمجر آنذاك لحضور حفل إفطار رمضاني أقيم خصيصًا على شرف زيارة البابا.
وأولى المتنيح الأنبا كيرلس مطران ميلانو اهتمامًا خاصًا بالكنيسة في المجر، وذلك عقب توليه منصب النائب البابوي في أوروبا بتكليف من البابا تواضروس الثاني، حيث كانت الكنيسة القبطية هناك قد شهدت نقلة كبرى في وضعها وتأثيرها داخل المجر.
وبعد نياحة الأنبا كيرلس، سام البابا تواضروس الثاني الأنبا جيوفاني أسقفًا لوسط أوروبا “المجر وسلوفينيا وبولندا ورومانيا والتشيك”، فأصبح يمثل الكنيسة في المجر بوصفه أسقفًا، تماشيًّا مع الوضع الذي اكتسبته الكنيسة هناك على المستويات كافة.
وتعمل الكنيسة في المجر منذ اليوم الأول لها والآن بالأكثر بعد اتساع خدمتها، على نقل الروح والتعليم والإيمان المسيحي القبطي الأرثوذكسي، لأبناء الكنيسة من الأجيال المختلفة من المصريين المهاجرين والمتحدثين بالعربية من مختلف الدول وبناء كوادر من أبنائها ليتسلموا زمام الكنيسة هناك من جيل إلى جيل.
والبابا تواضروس الثاني، يزور جمهورية المجر، الأسبوع المقبل، بدعوة رسمية من حكومتها، للمشاركة في احتفالات عيدها القومي، ومن المنتظر أن تعطي جامعة بازمان بيتر في بودابست درجة الدكتوراة الفخرية للبابا خلال الزيارة ذاتها.