كتب- محمد أبوالمجد:
كشف اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، القصة الكاملة بخصوص حادث إطلاق النار الذي وقع على الحدود المصرية الإسرائيلية، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود من القوات الإسرائيلية، بجانب استشهاد الجندي المصري الشهيد محمد صلاح، قائلًا: “إن الشهيد محمد صلاح تمكن في ظلام دامس قتل جنديين إسرائيليين، وهو ما يوضح كفاءة الجندي المصري وقدرته على التصويب، حيث أنه لديه روح معنوية عالية، ومحب لوطنه، لذا رفض الرجوع ووقف كالبطل أمام الجنديين الإسرائيليين.
وقال “فرج” في حواره لبرنامج “على مسئوليتي” على فضائية “صدى البلد” اليوم الاثنين، إنه لابد من الوثوق في بيانات القوات المسلحة، حيث أن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه وزارة الدفاع شدد على ضرورة إخبار المواطنين بكل الحقائق، مؤكدًا أن ما حدث على الحدود الشرقية مع إسرائيل سبب لإسرائيل حالة من اللا وعي، وإسرائيل لا تعلم ماذا تقول فيما حدث لهم من خسائر في الجنود.
وتابع، أن معبر العوجا من أخطر المعابر بين مصر وإسرائيل؛ لأن كل محاولات التسلل تتم من خلاله، والذي يستخدمه المهربون في عملياتهم، منوها أن الحدود بين البلدين تصل لـ 200 كيلومتر تقريبا، ويوجد فيها 3 معابر (رفح – العوجا – إيلات)، موضحًا أن الجندي المصري محمد صلاح كان يقف في خدمته لتأمين الحدود المصرية من المتسللين والمهربين وعندما رأى المهرب اندفع خلفه في الرابعة فجرًا، مختتما: كان هناك جندي وجندية في البرج ونزلا منه للتعامل مع الشهيد الجندي المصري وأطلقا عليه النيران ولكن الجندي المصري قتل الجنديين الإسرائيليين، وذلك وفقا للرواية الإسرائيلية.
وأردف، أن الجانب الإسرائيلي يعشق خدمة الأبراج العالية، عكس عملية التأمين المصري على الحدود، التي تكون في هيئة النقط مستوية بالسطح الأرض، وهي «حفر» تم تجهيزها على أعلى مستوى، قائلًا: “جنودنا متواجدين على الحدود الشرقية لمصر، ولديهم معداتهم الخاصة من الأسلحة والأجهزة اللاسلكية، بجانب وجود نقاط سرية مخفية لا يمكن لأي شخص اكتشافها بسهولة”.
وأشار إلى أن الشهيد محمد صلاح هو أحد أفراد الأمن المركزي، وكان متواجد في الحفرة الخاصة به، وفي تمام الساعة الرابعة فجرًا، عقب اختفاء القمر وأصبح الجو ظلام كالح، بدأ المهربين يتسللوا من السلك الشائك على الحدود، وعندما شعر الجندي المصري «محمد صلاح» بوجود قلق في النطاق القريب منه خرج من الحفرة الخاصة به، حاملا معه سلاحه والذخيرة، دخل وراء المهربين، وعندما رأى الجنديان الإسرائيليين الجندي المصري، نزلا من البرجين، وبدأ تبادل إطلاق النار بينهم، موضحًا أن الإعلام الإسرائيلي أعلن عن أول خبر عن الحادث أنه مجموعة من المهربين بحوزتهم نحو 400 ألف دولار عبروا الحدود دون الكشف عن أي معلومات أخرى.
وأكمل، أن هذه الواقعة أثبتت أن الجيش الإسرائيلي لا يساوي شيء، كما وأن الحادثة بمثابة فضحية داخل الجيش الإسرائيلي، وإسرائيل سوف تتأخذ مجموعة من الإجراءات بعد حادث الشهيد «محمد صلاح»، للحد من تسلل المهربين، متابعًا أن يوم 5 يونيو من أسوء أيام في التاريخ المصري، لأن مرتبط بالنكسة.
وأوضح، أن بنيامين نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل وصف الحادث بالإرهابي، ويوم الأمس كان يوم حزين على كل إسرائيل أشبه بيوم العبور لقناة السويس، مؤكدًا أن إسرائيل أصدرت قرارًا بزيادة الكاميرات وأبراج المراقبة على الحدود مع مصر، وهذا سيحدث أيضا من قبل القيادة المصرية، متسائلا: أين المهربين وأين جثثهم إذا تم قتلهم؟.