09:41 م
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
الإسكندرية – محمد البدري:
قال المخرج محمد عبد العزيز، إن الكوميديا الحالية اختلفت كثيرًا عن السنوات السابقة، وأرجع ذلك إلى أن هيكل الإنتاج اختلف، وهناك طرق توزيع جديدة للفيلم ومنها المنصات، بعد أن كان الطريق الوحيد هو دور السينما، وفي النهاية الفيلم الجيد يثبت نفسه، وعلى سبيل المثال فيلم “أولاد رزق”.
واعتبر “عبد العزيز” أن المنصات تُعد وسطًا محدودًا لا يصلح بشكل كبير لعرض الفيلم الكوميدي، على عكس قاعات السينما التي يتواجد فيها أعداد كبيرة من الجمهور، مشيرًا إلى أنه كلما زاد الحضور الاجتماعي زادت جرعة الكوميديا.
جاء ذلك خلال ندوة أقيمت، اليوم الأربعاء، ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الأربعين برئاسة الناقد الأمير أباظة، رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما ورئيس المهرجان.
وعن رحلته مع الفيلم الكوميدي، قال: “إن الكوميديا تأتي بشكل تلقائي من مواقف وسلوك، لكنني لم أسعَ إليها أبدًا”، لافتًا إلى أنه يقوم بالتدريس في معهد السينما منذ عام 1963، ويجد صعوبة كبيرة في العثور على طالب أو طالبة يرغبون في العمل في الكوميديا، مضيفًا: “من كل 15 دفعة تجد واحدًا أو اثنين، وهذا موجود في بلاد العالم كله، أن من يعمل ويكتب الكوميديا قلة”.
وأشار إلى أنه لا بد أن يتمتع المخرج الكوميدي بالفكاهة وخفة الظل، وأن يكون دارسًا بشكل جيد، ويراعي دائمًا أن رد الفعل أهم من الفعل، لأنه مصدر الضحك نفسه، بالإضافة إلى إحساسه بالإيقاع بين كل جملة والأخرى، وتوظيفه لحركة الكاميرا.
وعن تجربته في السينما، قال: “قدمت أول فيلم كوميدي عام 1973، بعنوان “الصيف لازم نحب”، وكان معي 23 ممثلًا وممثلة، وأول شوت كان مع عبد المنعم مدبولي وسعيد صالح، وهما لهما ميراث كبير في التعامل مع الفن الكوميدي، وفوجئت بمدبولي يطلب مني أن يرتدي الجاكت مقلوبًا، وبرر لي أن ذلك لهدف الضحك، وهو ما رفضته وأخبرته أنني لا أريد أن أضحك”.
وتابع: “في وقت لاحق أحضرت الفنان محمود ياسين، وسألني لماذا أحضرتني؟ حيث كان يقوم بأعمال تراجيدية، والفيلم نجح بشكل كبير حيث قدمته بشكل آخر ومختلف، جعل الصحافة تقارن بين الكوميديا التي قدمها والكوميديا التي يقدمها فؤاد المهندس”.
وأشار إلى أنه حقق نجاحات كبيرة مع الفنان الكبير عادل إمام من خلال 13 فيلمًا، حققوا نجاحات كبيرة على المستوى التجاري والفني.
وأضاف أنه خلال رحلته حاول أن يطور من السينما الكوميدية من خلال تحميلها موضوعات أكبر بكثير من حدود الفيلم الكوميدي للإضحاك فقط، وإدخال موضوعات تعبر عن الإنسان بشكل عام وذات مضمون أعمق، وتطرق إلى موضوعات هامة مثل الكوميديا السياسية، ومنها فيلم “المحفظة معايا” عام 1978 للفنان عادل إمام، كما قدم كوميديا سيكولوجية من خلال فيلم “خلي بالك من عقلك”.
وتحدث عن أنه أيضًا خاض تجربة التراجيديا من خلال عدة أعمال، منها فيلم “انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط” من تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد، وبطولة الفنان الكبير عادل إمام، مشيرًا إلى أنه اختاره لأن الأخير كان يريد أن يعمل في فيلم غير كوميدي، وبالطبع لأنه يصلح للدور.
وعن أول تجربة له في المسرح قال إنها من خلال مسرحية “شارع محمد علي”، والتي ضمت عددًا كبيرًا من الفنانين على رأسهم الفنان الكبير فريد شوقي والمطربة شريهان، وكان هناك سيطرة كاملة على العمل، وقدموا كوميديا بعيدة عن الارتجال والخروج عن النص كما كان يحدث في المسرح التجاري.
وأضاف: “تعاونت أيضًا مع الفنان الكبير سمير غانم، الذي يعتمد مسرحه على الارتجال، وأخرجت له مسرحية بهلول في إسطنبول، مشيرًا إلى أنه وبالاتفاق معه، سمح له بمساحة من الارتجال”.
وتحدث “عبد العزيز” عن فن الكوميديا، مشيرًا إلى أنه يخاطب القلب والعقل، ومن هنا جاءت الصعوبة الشديدة لها، بينما التراجيديا تعتمد على شحنات تخاطب القلب والمشاعر والوجدان، ومن هنا جاءت صعوبة تقديم الكوميديا وصعوبة كتابتها، كما أن الكوميديا تعالج المشاكل الاجتماعية من خلال تقديم عدد من النماذج التي خرجت عن إطار المجتمع، فتقع عليهم عقوبة إضحاك المجتمع.
وأشار إلى أن الدراما بدأت من قبل التاريخ من خلال الأسطورة، وكانت جزءًا من الطقوس الدينية التي يمارسها الشعب في العلاقة بين الإنسان والإله، وبدأت في نفس التوقيت في الحضارة المصرية القديمة والحضارة اليونانية القديمة، من خلال الصراع بين الخير والشر.