07:24 م
الأحد 20 أغسطس 2023
كتب- محمود عبد الرحمن:
وسط ممرات سور الأزبكية المزدحمة بمنطقة العتبة، تنقلت فاتن أحمد بين أكشاك بيع الكتب الخارجية المدرسية القديمة، بحثا عن بعض المقررات الدراسية لشرائها لأطفالها الثلاثة، كحل بديل أقل سعرا بعدما تضاعفت أسعار النسخ الجديدة منها، وهو ما لا يتناسب مع ظروفها المادية.
“الكتب الجديدة أسعارها مرتفعة بطريقة مبالغ فيها السنة دي”، تقول فاتن صاحب الـ46 عاما، التي جاءت إلى سوق الأزبكية، لشراء الكتب لأطفالها الذين يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة، “جيت من 3 أسابيع بس قالوا مفيش دلوقي، لست أول أغسطس”.
على عكس الأعوام الماضية، غيرت فاتن وجهتها لشراء الكتب الخارجية من منطقة الفجالة في رمسيس إلى سوق الأزبكية بالعتبة، عقب زيارتها لعدد من مكتبات الفجالة، كانت أسعار الكتب صادمة لها، لتقرر العزوف عن شراء كتب جديدة، معتبرة أن كتب العام الماضي ستمكنها من توفير ما يحتاجه ابناءها الثلاثة، خاصة في ظل تزايد المستلزمات المدرسية الأخرى لأطفالها مع بداية اقتراب العام الدراسي الجديد، تقول “لازم نشتري لبس جديد ونوفر مصاريف دروس”، لذا تجد الأم أن شراء الكتب المستعملة سيساهم في تدبير النفقات التي تحتاج إليها.
وتشهد “الكتب الخارجية المستعملة”، إقبالا غير مسبوقا هذا العام بالنسبة لخالد هاشم الذي يمتلك إحدى المكتبات في سوق سور الأزبكية، رغم عدم بداية الدراسة الجديد، خاصة الكتب الخاصة بالشهادات الثانوية والإعدادية.
يعمل خالد في تجارة الكتب المستعملة منذ 35 عاما، اكتسب الرجل خلال تلك السنوات خبرة كبيرة في معرفة متطلبات الزبائن المترددين على السوق الأشهر لبيع الكتب المستعملة في مصر: “مكنش في زبون للكتب الخارجية المستعملة في الأول”، لكن الأمور اختلف خلال السنوات الأخيرة تدريجا، حتى أصبح لها زبائن دائمين وزاد عليها الطلب هذه الأيام.
مع انتهاء امتحانات المراحل الدراسية المختلفة تبدأ المكتبات في التجهيز للموسم الدراسي، وذلك من خلال تجميع الكتب الخارجية تمهيدا لعرضها: “في ناس بتلف في الشوارع لجمع الكتب من الأسر في المنزل وتجيبها هنا للمكتبات” يحكي خالد صاحب الـ 54 عاما، بخلاف ذهاب بعض الأسر لبيع كتب أطفالهم المستعملة والقديمة.
وبخلاف الكتب الخارجية المستعملة، يوجد نوع أخر من الكتب الخارجية أقل سعرا من النسخ الأحدث والطبعات الجديدة، وأعلى سعرا من المستعمل، هي كتب المرتجع، وهي عبارة عن الطبعات الصادة العام الماضي، لكنها لم تباع في المكتبات، وتعود مع نهاية العام إلى دار الطباعة، وهذا النوع من الكتب له زبون مختلف يسأل عليها كما يروي خالد.
“الكتب المرتجع زي الجديد بالضبط”، يقول حمادة أب لـ 4 أولاد في مراحل التعليم المختلفة. خلال الأسبوع الماضي تتردد حمادة الذي يعمل بإحدى المؤسسات بالعتبة على سوق الأزبكية، لشراء الكتب التي يريدها لأطفاله من نوعية الـ “المرتجع”: “دي بتبقي زي هدايا للمدرسين اللي في سناتر الدروس الخصوصية مثلا”، ويتم حجز تلك الكتب مسبقا في المكتبات ويختلف سعرها عن باقي الكتب الأخرى: “سعرها أعلى شوية بس زي الجديد بالظبط”.
ويتم تحديد سعر الكتب المستعملة وفقا لمجموعة من الأشياء منها حالة الكتاب وسعر الجديد منه، بجانب نوعية استعماله يقول أحمد صلاح بائع في إحدى المكتبات “في كتب استعمال زي الجديدة بالضبط سعرها يبقى عالي”.
يشرح أحمد الذي يعمل في تجارة الكتب منذ 3 سنوات، عملية فرز الكتب والتي تبدأ بتصنيف الكتب لكل مرحلة تعليمية لوحدها، بعد تجميعها من الأسر: “كتب الثانوية وحدها والاعدادي وحدها”، ثم تصنيف تلك الكتب فرق دراسة، ويتم تحديد سعر كل كتاب على حسب حالته والسنة الدراسية يقول “الكتاب اللي بـ 100 جنيه طبعة جديدة هنا بـ 20 جنيه بس”.
لكن المشكلة التي تخشها الأم فاتن والأب حمادة أن تغير المناهج يكون سببا في عدم صلاحية كتب العام الماضي للعام الحالي، سواء الكتب المستعملة أو المرتجع، لذا يحرص كل منها على استشارة مدرس المادة قبل الشراء، خاصة إذا كانت التغيرات جوهرية كما حدث في مناهج الصف الرابع الابتدائي العام قبل الماضي والصف الخامس الابتدائي العام الماضي.