09:07 م
الأحد 28 مايو 2023
الإسكندرية- محمد البدري:
قال المستشار الثقافي بسفارة إسبانيا في مصر، كانديدو كريس استرادا ، إن هناك تعاون وثيق بين مصر وإسبانيا في علم الآثار، وفي الوقت الحاضر توجد 12 بعثة إسبانية تعمل جنبا إلى جنب مع العلماء المصريين والسلطات المصرية في مناطق مختلفة مثل الأقصر وسقارة وغيرها، أن هناك رغبة في تعزيز التعاون بين الجانبين.
جاء في تصريح صحفي على هامش استضافة مكتبة الإسكندرية، اليوم الأحد، معرض “رحلات التفتيش الأثري إلى صعيد مصر في القرن التاسع عشر” الذي يضم مجموعة صور نادرة لمصر من أرشيف “إدوارد تودا” الذي عمل نائبا للقنصل الإسباني بالقاهرة خلال الفترة بين عامي 1884 و1886.
وأضاف أن هناك قيمة مضافة في التعاون المشترك بين الجانبين حيث يشارك العلماء المصريون زملائهم الإسبان الذين يعملون في هذه البعثات بعض ورش العمل للمفتشين وأفراد من وزارة الآثار، مبينا أنه قبل أسابيع قليلة كانت هناك ورشة عمل مشتركة بين الإسبان والمصريين حول تسويق علم المصريات وهو أمر مهم للغاية إلى جانب أهمية الأبحاث والتنقيب عن اكتشافات جديدة، حيث تتيح تلك الفعاليات تبادل الخبرات.
وقال عندما بدأنا مشروع المعرض فكرنا في ما الذي نود تقديمه، أردنا عرض نموذج للتعاون الإسباني المصري، والذي بدأ في القرن التاسع عشر ، بين عامي 1884 و1886، وأردنا أيضا عرض نموذج لجهود المتحف القومي للحضارة المصرية ومساعدة القائمين عليه، ومن خلال تلك العناصر خرجت الفعالية بهذا الشكل.
وأكد أن المعرفة في الوقت الحالي تعد شيئًا ثمينًا للغاية وأحيانًا تكون أغلى من القطعة المكتشفة نفسها، قائلا “في القرن التاسع عشر وحتى في أوائل القرن العشرين كان الناس يأتون ويبحثون عن الذهب والزمرد والقطع الثمينة، وفي الوقت الحاضر انتقل الأمر لمرحلة أكثر عمقا، فمن قطعة مكتشفة صغيرة من الطين يكون لدينا الكثير من المعرفة، والناس الآن يريدون المعرفة والطريقة الوحيدة للحصول على المزيد من المعرفة هي من خلال التعاون الدولي.
وقال نحن ممتنون جدًا للسلطات المصرية لأنها جعلت هذا التعاون الدولي ممكنًا، وذلك التعاون له أيضًا قيمة مضافة من خلال تعزيز النشاط السياحي،حيث كان لمدينة الأقصر في العام الماضي النصيب الأكبر من أعداد السائحين الإسبان ليسجلوا أعلى نسبة سائحين بالمدينة، وهذا يدل على أن الإسبان يتطلعون لمعرفة المزيد عن حضارة مصر القديمة، فهم يحبون المصريين ، ويحبون الثقافة المصرية.
وأشار إلى أن عدد المواطنين الإسبان الذين زاروا مصر العام الماضي بلغ نحو 200 ألف سائح، معظمهم يذهبون لزيارة الأقصر لشدة اهتمامهم بتلك الحضارة، وهذا ما يحقق القيمة المضافة للتعاون الدولي والشراكة العلمية.
واستكمل “السائحون الإسبان يأتون لمصر لأنهم يحبونها ولأننا أيضا متوسطيون ولدينا العديد من الأشياء المشتركة باعتبارنا من دول حوض البحر المتوسط، وعلى سبيل المثال تلعب الأم في مجتمعنا دورًا قويًا كما هو الحال في مصر، ونتشارك في قيمة الإحساس بالأسرة والترابط العائلي، وأيضًا يحبون الصداقة ويحبون الأنشطة الاجتماعية بما يجسد هذا الإحساس بالانتماء للمجتمع المتوسطي للغاية لأننا متشابهون جدًا .