03:20 م
الجمعة 29 مارس 2024
جنوب سيناء – رضا السيد:
المجتمع البدوي صغير ومتجانس، ويتعاون فيما بينه لتقديم واجب الضيافة في المقعد “مكان التجمع لتناول الطعام والشاي وحل المشاكل”، وخاصة في المناسبات مثل شهر رمضان أو الأعياد.
قال الشيخ خليل الحويطي، من قبيلة الحويطات بجنوب سيناء، إن أفراد القبائل البدوية اعتادوا على توفير واجب الضيافة داخل المقعد في كافة الأوقات وليس في المناسبات فقد، وذلك بالتعاون فيما بينهم، فبعضهم يقدم الحطب لإشعال “الراكية”، والبعض الآخر يقدم الماء والسكر واللبن، والأغطية والمفروشات، ويناوبون في تقديم الطعام، مشيرًا إلى أنه يطلق على هذه المناوبات في العرف البدوي “قروه”، وكل بيت يعرف الدور الخاص به لتقديم القروه إلى المقعد.
وأوضح الشيخ خليل في تصريح اليوم، أن أبناء القبيلة يتغالطون فيما بينهم عندما يفد ضيوف إلى المقعد، لكي يخطي أحدهم بإكرام الضيوف ويقدم لهم وجبه دسمة “أي يذبح شاة”، لافتًا إلى أن “المغالطة” تعني أن كل شخص يرى أن هؤلاء الضيوف من حقه في الضيافة، ويختلفون فيما بينهم على إكرام الضيف وتقديم الطعام لهم، ومع اصرار الجميع على هذا الموقف، يجري رفع قضيتهم إلى أحد كبار المقعد.
وأكد أنه يجري البت السريع والفوري في مثل هذه القضايا، حتى لا ينتظر الضيوف وقت طويل، وسرعات ما يحكم القاضي لأحد أطراف النزاع بالفوز في حق إكرام الضيوف، وبعدها يقوم الفائز بانتقاء إحدى الشاه ويذبحها، ويقوم بطهيها، وتقديمها للضيوف في المقعد قائلًا “حياكم الله يا ضيوف”، ويردون عليه “تحيا وتدوم”.
وأشار إلى أنه من عادات القبائل البدوية، عدم الجلوس مع الضيوف لتناول الطعام، ولكنه يظل حولهم ليقسم عليهم بتناول الطعام ويجلسون على راحتهم، موضحًا أن من عادات الضيوف أن يبدأوا في تناول الطعام معًا وينتهون منه في نفس التوقيت تقريبًا، ومن العيب أن يظل أحدهم يأكل بعد انتهاء رفاقه من تناول الطعام.
وتابع : أنه في نهاية تناول الطعام لابد أن يقول الضيوف “الله يوسع عليك، أو خلف الله عليك” فيرض عليهم بـ “صحة وعافية”.