04:14 م
الأحد 03 نوفمبر 2024
كتبت- سلمى سمير:
تبدأ الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم الثلاثاء القادم، حيث يتنافس الرئيس السابق دونالد ترامب مع نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، ليتحدد من خلال هذه الانتخابات ما إذا كانت هاريس ستصبح أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة، أم سيعود ترامب مجددًا ليحظى بولاية ثانية يُطبق خلالها مجموعة من السياسات المرتبطة ببرنامجه الانتخابي.
برزت قضية المهاجرين كأحد أهم النقاط في البرنامج الانتخابي للمرشح الجمهوري، حيث اتهمهم بعدة اتهامات تصل إلى حد العنصرية، مطالبًا بوضع سياسات صارمة لترحيلهم ووقف تدفقهم إلى الولايات المتحدة. على النقيض، تدعو كامالا هاريس إلى خلق مسار جديد يهدف إلى تقنين وضع المهاجرين غير الشرعيين وتطوير قوانين جديدة لمعالجة القضايا المتعلقة بالمهاجرين.
آكلوا الحيوانات الأليفة وإرهابيين
منذ إعلان ترشحه، لم يتوانَ ترامب عن إثارة قضية المهاجرين في عدة مناسبات، مشيرًا إلى أنهم يأكلون الحيوانات الأليفة للأمريكيين مثل الكلاب والقطط، ويتورطون في جرائم تتعلق بالإرهاب بشكل متزايد. كما اتهمهم بسرقة وظائف المواطنين، ووصل به الأمر إلى الادعاء بأنهم يصوتون بشكل غير قانوني في الانتخابات.
في الوقت نفسه، لم يقدم المرشح الرئاسي دليلًا يدعم اتهاماته، التي شابتها العديد من الأكاذيب، ومن أبرز تلك الأكاذيب هو المخطط الذي ذكره ترامب في معظم التجمعات الانتخابية، حيث أشار إلى أن عمليات عبور المهاجرين إلى الولايات المتحدة كانت في أدنى مستوياتها عندما انتهت ولايته.
في المقابل، فإن الدليل الذي استشهد به ترامب في التجمع الانتخابي الذي عُقد في يوليو الماضي، أشار إلى شهر أبريل 2020، قبل ثمانية أشهر من مغادرته منصبه. وهي الفترة التي شهدت تدنيًا في مستويات الهجرة العالمية بسبب تداعيات فيروس “كوفيد-19″، حيث وصل مؤشر الهجرة إلى أقل مستوى له في ثلاث سنوات.
“يأكلون الكلاب، يأكلون القطط، يأكلون الحيوانات الأليفة للأمريكيين”، كانت هذه بعض الكلمات التي قالها ترامب خلال تجمع انتخابي في مقاطعة سبرينجفيلد بولاية أوهايو، حيث ادعى أن المهاجرين يسرقون الحيوانات الأليفة من المنتزهات. وقد دعم هذا الادعاء عدد من الجمهوريين، منهم النائب جي دي فانس.
ساند إيلون ماسك، مالك منصة “إكس” والذي في الأصل هو مهاجرًا من جنوب أفريقيا، ادعاءات ترامب عن المهاجرين بنشره صورًا للبط والقطط مع تعليق “أنقذوهم”. ومع ذلك، لم تثبت صحة هذه الاتهامات، حيث أفادت إدارة شرطة سبرينجفيلد بعدم تلقيها أي تقارير عن سرقة الحيوانات الأليفة أو تناولها.
وفيما يتعلق بتهم الإرهاب، عندما يتحدث المرشح الجمهوري عن وجود “آلاف الإرهابيين يتوافدون إلى الولايات المتحدة بشكل غير مسبوق”، تكشف البيانات الحكومية حقيقة مغايرة تمامًا. فقد أكدت وزارة الأمن الداخلي الأمريكي أن الإرهاب المحلي المرتبط بتفوق العرق الأبيض يشكل تهديدًا أكبر بكثير مقارنة بالإرهابيين القادمين من الخارج.
على الجانب الآخر، لم يُسجل أي محاولة من الآلاف من المهاجرين لتنفيذ مخططات إرهابية على الأراضي الأمريكية، كما زعم ترامب. فبين عامي 1975 و2023، وثقت الولايات المتحدة 3,046 جريمة قتل ارتكبها 230 مهاجرًا، فقط 9 منهم دخلوا البلاد بشكل غير قانوني، وذلك وفقًا لتحليل أجراه معهد “كاتو” الأمريكي.
تصويت غير شرعي
ووجه ترامب اتهامات إلى الحزب الديمقراطي بأنه يسمح للمهاجرين غير الشرعيين بدخول البلاد للتصويت في الانتخابات، رغم عدم قدرتهم على نطق كلمة واحدة باللغة الإنجليزية. جاءت هذه التصريحات خلال حديثه في ولاية أيوا في يناير الماضي، ووجدت دعمًا من بعض الجمهوريين الذين يسعون لإثبات صحة نظرية “الاستبدال العظيم”، التي تشير إلى وجود محاولات لتقليل عدد السكان من ذوي البشرة البيضاء، حسبما ذكرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الادعاءات التي قدمها ترامب غير صحيحة، ونادرًا ما تحدث حالات من هذا القبيل في الانتخابات الأمريكية. وفي دراسة أجراها مركز “برينان” للعدالة، الذي يتخذ من نيويورك مقرًا له، وُجد أنه في انتخابات عام 2016 تم توثيق نحو 30 محاولة للتصويت من أشخاص غير مواطنين في الولايات المتحدة.
في المقابل، لم تدل هاريس بتصريحات مثيرة للجدل حول مسألة المهاجرين، كما فعل ترامب الذي توعد بأكبر عملية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين. وبدلاً من ذلك، ركزت هاريس على النقاط المهمة في الملف، مشيرة إلى المهاجرين الذين يقدمون طلبات لجوء للحصول على الحماية. وقد أكدت أن واشنطن ستركز على الحد من طلبات اللجوء عند وصولها إلى حالات الطوارئ.