كتبت – ندى محرم:
يزداد الوضع الطبي والصحي في قطاع غزة سوءًا وتدهورًا؛ بسبب استمرار قصف قوات الاحتلال وفرض الحصار وقلة وصول المساعدات الإنسانية، فيما يواجه الأطفال الرضع، حديثو الولادة، في مستشفى الشفاء خطر الموت بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الأكسجين والدواء.
مستشفى الشفاء
الأربعاء الماضي، أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي، عن تنفيذ عملية ضد (حركة حماس) في مستشفى الشفاء وهى المجمع الطبي الأكبر بقطاع غزة، مطالبا جميع أعضاء الحركة في المستشفى بالاستسلام، بينما اعتبرت السلطة الفلسطينية عملية الاقتحام بأنها “جريمة ضد الإنسانية”.
وخرج مسئولون بالمستشفى القريب من المعارك بين القوات الاحتلال الإسرائيلية وحركة حماس، يقولون :” ما يقرب من ثلاثة عشر طفلا خديجا يحتاجون للحضانات لبقائهم على قيد الحياة بعد انقطاع الكهرباء بسبب نفاد الوقود”.
ولم تسمح إسرائيل بوصول الوقود إلى غزة، بحجة أن حركة حماس التي تحكم الإقليم، لديها احتياطات وافرة وستحول شاحنات إضافية لأغراض عسكرية- على حد زعم الاحتلال.
وكان مسئولو الصحة الفلسطينية، أعلنوا في 11 نوفمبر الجاري، وفاة طفل ولد قبل الأوان في مستشفى الشفاء، موجهين تحذيرا بأنه إن لم يتم استعادة الطاقة للحفاظ على تشغيل الحاضانات، يمكن أن يواجه الآخرون نفس المصير.
وقالت مي الكيلة وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقرا لها : حاصرت قوات الاحتلال الاسرائيلي المستشفى واشتد القتال حول الشفاء مع تقدم القوات الاحتلال الإسرائيلية إلى بوابات المستشفى.
وفي الوقت الذي يقول فيه المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون إن المستشفى يستضيف مركز قيادة عسكرية لحماس تحت الأرض، مما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتزم في نهاية المطاف اقتحام الموقع، ترفض حركة حماس ومسؤولون بالمستشفى تلك الادعاءات.
ووفقا للبيانات المعلنة، هناك أكثر من 60 ألف نازح يحتمون داخل مجمع الشفاء الطبي، بالتزامن مع تكثيف القصف الجوي للاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من شهر.
الأطفال في خطر
وفي بداية الأسبوع الماضي، كثف الاحتلال الإسرائيلي هجماته على المستشفيات في قطاع غزة، إذ دعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية المدنيين الفلسطينيين إلى التوجه نحو الجنوب، ونفذ أربع ضربات داخل المجمع، مما جعل العديد من ذي الاحتياجات الخاصة يفرون سواء المرضى أو الموظفين وفقا لوزارة الصحة في غزة.
لكن صحة الأطفال المتدهورة تجعل نقلهم صعبا، مما يعقد هدف إسرائيل المعلن المتمثل في إفراغ الشفاء من المدنيين قبل أن تحاول قواتها دخول المجمع، وردا على ذلك زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يعمل على تسليم الحضانات المتنقلة وأجهزة التنفس الصناعي إلى مستشفى الشفاء في محاولة للمساعدة في إجلاء الأطفال، معلنا أنه على استعداد للعمل مع أي طرف وساطة موثوق به لضمان نقل الحضانات- وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
ولم تتمكن الصحيفة، من الوصول إلى مدير المستشفى أو المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة للسؤال عن العرض الإسرائيلي، الذي ظلت تفاصيله غير واضحة.
مزاعم الاحتلال
وفي أعقاب ذلك، نشر الجيش الإسرائيلي الاثنين الماضي، تسجيلا مزعوما لمكالمة هاتفية بين مسؤول عسكري إسرائيلي والمدير العام للشفاء، يسأل خلاله الأول عن عدد الحضانات التي تحتاجها المستشفى، قبل الموافقة على توفير 37 حضانة التي حددها المدير. – وفقا للمكالمة المزعومة.
وفق التسجيل، سأل المسؤول الإسرائيلي عما ينقصه أيضا، وطلب المدير أربعة أجهزة تنفس إضافية لمرضى الأطفال، وأكمل مسؤول المستشفى: “إنهم بحاجة إلى الأكسجين”. ولكن لا يمكن التحقق من صحة التسجيل الصوتي.
وكانت مزاعم الاحتلال متواصلة قبل أيام، فقال دانيال هاجاري المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت 11 نوفمبر الجاري في مؤتمر صحفي إن جيش الاحتلال سيساعد في نقل الأطفال من الشفاء إلى “مستشفى أكثر أمانا”، وبعد ذلك بوقت قصير نفى مدير الشفاء، محمد أبو سلمية، ادعاء الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: “هذه الكلمات كاذبة تماما”.
في يوم الأحد ١٢نوفمبر الجاري، زعم جيش الاحتلال أنه “سلم 300 لتر من الوقود إلى عتبة مستشفى الشفاء، ومع ذلك لم يمس الوقود بعد، وبدوره قال الدكتور ناصر بولبول، رئيس وحدة الأطفال حديثي الولادة في الشفاء، إن الوقود كان على بعد “نصف كيلومتر” من المستشفى في منطقة قتال، ولم يضمن الجيش الإسرائيلي سلامة أولئك الذين سيتم إرسالهم لاستعادته.
وفي الوقت الذي يقول فيه المفوض السامي لحقوق الإنسان، إن نقص الكهرباء أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 12 شخصا في المستشفى، جاء تعهد إسرائيل العلني بإرسال حضانات بعد عطلة نهاية أسبوع ضمن المزاعم والتصريحات المتضاربة من قبل الجيش الإسرائيلي والمسؤولين في مستشفى الشفاء، لتبقى أذان العالم صماء عن صرخات أطفال الحضانات الذين مازال يحاصرهم الموت.