04:55 م
الأربعاء 11 سبتمبر 2024
الإسكندرية – محمد عامر:
3 أيام كاملة كان “عماد” يصطحب فيها ابن عمته “عادل” إلى المقهى في إحدى قرى أبيس وسط الإسكندرية، يضحكان، يتسامران، دون أن يدري الأخير أنه يجلس مع شيطان يخطط لسفك دمه، دون خوف أو واعز أو مراعاة لدم واحد يسري في عروقهما.
في 22 مارس الماضي، دخل “سعد.ع.ع”، 41 سنة، مزارع، إلى ديوان قسم شرطة محرم بك، لتحرير محضر يفيد تغيب نجله “عماد” عن المنزل وفشل رفقة أهل قريته، أبيس السادسة، في العثور عليه، بعد أن فتش عنه كل الطرقات والشوارع والحقول.
اللقاء الأخير
هل تعلم آخر مكان تواجد فيه نجلك؟.. سؤال وجهه الضابط للأب المذعور، فكان رده: “أيوه في ناس شافوه مع عماد ابن أختي على القهوة.. لكن لما سألته قال إنه تركه وميعرفش مكانه وكمان شاركنا في البحث عنه”.
انتقل معاون مباحث قسم شرطة محرم بك رفقة قوة أمنية إلى موقع البلاغ، وتبين من استخدام التقنيات الحديثة وكاميرات المراقبة أن آخر شخص التقى المجني عليه هو “عماد.ط.م.ع” 38 سنة، ابن خالة المجني عليه، عاطل، مقيم بذات القرية.
وباستدعاء المتهم ومواجهته بما رصدته كاميرات المراقبة وبتضييق الخناق عليه من قبل ضباط المباحث، اعترف بارتكابه الواقعة وقتل الطفل المجني عليه، وأرشد عن جثمانه في أحد الأراضي الزراعية.
اعترافات الجاني
وروى المتهم في التحقيقات أمام ضباط المباحث تفاصيل جريمته، قائلًا إنه بدأ منذ 3 أيام في التقرب إلى الطفل المجني عليه ابنه عمته باصطحابه إلى المقهى حتى يوم الواقعة، بعدما عقد العزم على خطفه والتخلص منه ومساومة والده على مبالغ مالية كفدية بسبب خلافات الميراث مع خاله “والد المجني عليه”.
وأشار إلى أنه نفاذاً لمخططه الإجرامي أعد “رباط” و”لاصق” وتقابل مع المجني عليه على المقهى يوم الواقعة وأوهمه بالتوجه معه إلى أحد الأشخاص ليتحصل منه على مبلغ مالي وتمكن من اصطحابه لإحدى المناطق النائية.
وأضاف المتهم في التحقيقات أنه شل حركة المجني عليه وقيد يديه وقدميه مستخدماً الرباط واللاصق وخنقه بيديه قاصداً إرهاق روحه حتى تيقن أنه فارق الحياة، فأخفى جثمانه بأرض زراعية.
وأوضح المتهم أنه اشترى ثلاث خطوط هاتف محمول لاستخدامها لاحقًا في مساومة خاله وطلب فدية، وعاد إلى القرية وقام بالادعاء بالبحث عن الطفل رفقة أسرته قبل أن يلقى القبض عليه.
الطب الشرعي
وثبت من تقرير الطب الشرعي أن السحجات المشاهدة والموصوفة بالكشف الظاهري بيسار العنق هي سحجات خدشية ظفرية حيوية حديثة وتجمعات دموية وكدمات رضية على غرار ما يتخلف عن الامساك اليدوي الضاغط بأطراف الأصابع، ويشير شكلها وموضعها بالعنق إلى الضغط على تلك المناطق بغرض الخنق.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة بقسم شرطة محرم بك، وأمر المحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية الكلية عقب انتهاء التحقيقات والأدلة وسماع الشهود إحالة المتهم في القضية المقيدة برقم 8806 لسنة 2024 جنايات محرم بك إلى محكمة جنايات الإسكندرية.
حبل المشنقة
ووجهت النيابة العامة للمتهم تهمة القتل العمد للمجني عليه – الذي لم يتجاوز الثامنة عشراً عاماً – مع سبق الإصرار، والخطف بالتحايل، ليكون المتهم قد ارتكب الجناية المعاقب عليها بمقتضى نصوص المواد ۲۳۰، ۲۳۱ و١١/٢٣٤ و١٠١/٢٩٠ من قانون العقوبات والمواد 1/2 ، ۱۱۶ مكرراً من القانون رقم ١٢ لسنة ۱۹۹٦ المعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008.
واليوم قضت محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار هاني رشدي مبارك، رئيس المحكمة، وعضوية كل من المستشار محمود حمدي الليثي، والمستشار أحمد محمود عوض، وبإجماع الآراء بمعاقبة المتهم بالإعدام شنقًا لاتهامه بقتل ابن خاله عمدًا مع سبق الإرصاد والترصد.