11:10 م
الأحد 10 مارس 2024
الشرقية – إسلام عبدالخالق:
لله أُناس حباهم حُب القرآن والسير على دربه ورزق بعضهم مَلكةُ الابتهال والتضرع إليه سُبحانه والتبحر في علم الإنشاد، نقائهم لا تُخطئه العين وصفاء نفوسهم يفيض على من يجاورهم، وبين هؤلاء طفل لم يبلغ الحُلم بعدْ، لكن الله أكرمه وأهله بأن حباه موهبة وحضور من فيض كرماته.
“محمد أحمد أحسن الأزهري” وشهرته “محمد القلاچي” طفل بالكاد أتم ربيعه الحادي عشر، ولا يزل طالبًا في المرحلة الابتدائية في معهد اعتدال مبروك الأزهري بمدينة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية، لكن الله أكرمه بحُب القرآن وبركته.
عرف “القلاچي” طريق الله مبكرًا حين أتم عامه الرابع، وقبل أن يشرع في تعلم علوم الدنيا عرف لسانه آيات كتاب الله وبدأ في حفظ وتلاوة القرآن الكريم على مدار ست سنوات حتى فتح الله عليه وحفظ القرآن الكريم كاملًا على يد أساتذة وعلماء جعلهم الله نبراسًا وسبيلًا لمن يطلب العلم والتقرب من آيات الله وتلاوته حق التلاوة.
داخل معهد الطاروطي لإعداد القراء والمبتهلين، الذي أقامه القاريء الدكتور عبدالفتاح الطاروطي – أحد أعلام دولة التلاوة – لإخراج جيل جديد من القراء والمُبتهلين المتمكنين أصحاب الموهبة والعلم، تتلمذ “القلاچي” على يد اساتذة المعهد حتى أتقن ما قد يحتاج غيره إلى سنوات لإتقانه؛ فهو الذي أفاض الله عليه من كرمه بحفظ القرآن الكريم كاملًا وتلاوته بإتقان ومعرفة بأحكامه، ومن الله عليه مرةً أخرى بالتفوق في سماء الإنشاد الديني والابتهالات حتى بات اسمه ملء السمع والبصر بعدما تفوق على أقرانه من الأطفال خلال مسابقة بور سعيد الدولية “الفائزون” – الفرع الرابع بالمسابقة المُخصص للإنشاد الديني للأطفال من مختلف بقاع العالم، وحصل الفتى على المركز الأول بالمسابقة.
ما يدعو للفخر بشأن “المُنشد الصغير” أنه قد عرف طريق الابتهالات قبل نحو ثلاثة أشهر فقط لا غير، إلا أنها كانت مدة كافية لأن يتقنها ويعرف مقامات الإنشاد فيها حق المعرفة إلى الحد الذي جعله يتفقو بصبغة دولية وعالمية على المئات من أقرانه.
حضور كبير حبا الله به “محمد” الذي أوضح خلال حديثه لـ”مصراوي” أن معرفته بالمُبتهلين بدأت منذ كان عمره ست سنوات، حيث كان والده يُسمعه ابتهالات الشيخ النقشبندي وغيره من أعلام المُبتهلين، بيد أن تمكنه ظهر جليًا بعد إتمامه حفظ القرآن الكريم كاملًا.
“الشيخ الطاروطي لولاه ولولا معهد الطاروطي لما وصلت لهذا المستوى”.. كلمات خرجت تلقائية على لسان الصغير لتؤكد أن أهله قد أحسنوا تربيته على أن يدين بالفضل لكل صاحب فضل، قبل أن يُضيف ويسترسل في وصف المكان ورجالاته: “هنا تعلمت الإنشاد والابتهالات وتلاوة القرآن بطريقة صحيحة وأحكام التجويد والمقامات على يد أساتذتي الكبار، وعلى رأسهم الدكتور حسام صقر والدكتور صلاح عبدالوهاب والدكتور محمد كحيل”.
سرد “القولاچي” تفاصيل نبوغه في دولة التلاوة والابتهالات والإنشاد، قبل أن يختتم حديثه بالتأكيد على أن هناك من يأسرون قلبه وشغفه بين كبار المبتهلين، وعلى رأسهم الراحلون الشيخ طه الفشني والشيخ حمدي عمران والشيخ النقشبندي.