06:05 م
الخميس 04 أبريل 2024
السويس – حسام الدين أحمد:
استمعت محكمة جنايات السويس الدائرة الأولى، لمرافعة المستشار أحمد حجازي ممثل النيابة العامة في القضية المتهمة ربة منزل وزوجها بتعذيب طفلي الأولى وتقييدهما وتصويرهما أثناء ممارسة التعذيب بحقهما.
عُقدت الجلسة بمجمع محاكم السويس وبرئاسة المستشار القاضي أحمد حسام النجار رئيس المحكمة، وعضوية القاضيين محمد ضياء عبدالظاهر، والوليد حسين، بسكرتارية أحمد سمير، لنظر القضية رقم 46 لسنة 2024 كلي السويس، والمتهم فيها كلا من “شيرين.ا” ربة منزل، و”إبراهيم. س” عاطل، بتعذيب الطفلة شروق محمد والطفل مؤمن محمد أبناء المتهمة الأولى وتقييدهما وضربهما ومنعهما من تناول الطعام.
قال المستشار أحمد حجازي رئيس نيابة فيصل والجناين إن الأدلة في الدعوى قاطعة حاسمة لا لبس فيها، وأول هذه الأدلة ما ورد على لسان المتهمة الأولى حال استجوابها في التحقيقات، حيث أقرت أنها والمتهم الثاني عذبا طفليها شروق ومؤمن، وأنها التقطت مقطع مصورة لهما بهاتفها المحمول، الذي وثق جريمتهما بحق الطفلين.
وأضاف ممثل النيابة العامة، عند سؤال المتهمة عن الشخص ملتقط مقطع الفيديو، قالت إنها من صورت المقطع بهاتفها المحمول.
وبسؤالها عن دور كل منهما بالواقعة، أجابت: “جبت الطفلين وبعدين بطرحة خفيفة ربطت بها أيديهم ورجليهم كل واحد لوحده وقعدتهم على ركبهم على الأرض وكان جوزي إبراهيم واقف وأنا بربطهم ولما سمع الغلط اللي عملوه قعد يضرب شروق على ظهرها لحد ما رجعت الاكل اللي كانت أكلاه، وبعدين جاب خرطوم الحمام وقعد يضرب شروق وأنا صورت ده”.
وتابع المستشار أحمد حجازي، أن المتهمة الأولى كانت تتوعد ابنتها المجني عليها الأولى في المقطع المصور، قائلة: “لو روحك بتطلع مش هتصعبى عليا”، وذلك حال بكاء المجني عليها الأولى من شدة التعدي وبكاء شقيقها مؤمن المجني عليه الثاني.
وبسؤال المتهمة عن الإصابات التي لحقت بالمجني عليهما، قالت: “هو كان عليهم آثار ضرب بالخرطوم وكل آثار الضرب راح من على جسمهم عشان كان من فترة كبيرة”.
واستكمل ممثل النيابة وقال أي بطش هذا، وكيف لنا أن نصدق كون هذه الأثمة أمًا للمجني عليهما، فالأم حصن حنان لأبنائها إلا تلك التي تقبع في قفص الاتهام. وأضاف أن ثالث الأدلة ما جاء على لسان المتهم الثاني، أنه من تعدى على المجني عليها بالخرطوم حتى تقيأت ما أكلته من طعام عقب تقييد المتهمة الأولى للمجني عليها.
وأشار ممثل النيابة في مرافعته أنه ليس هناك أفصح بيانًا وأقدر تعبيرًا من متهمين أعطيت لهما حرية القول وساقتهما نفسهما لرواية جريمتهم الشنعاء.
واستدل المستشار حجازي بأقوال الشاهد الأول خال المجني عليهما والذي حضرت إليه المجني عليها الأولى الطفلة هاربة من بطش المتهمين شاكية إليه، ضعف قوتها وقلة حيلتها تتطلع إليه في ضعف تخبره سوء معاملة المتهمين لها ولشقيقها وما تعرضا له من عذاب تلذذ المتهمين بارتكابه.
وقال ممثل النيابة في مرافعته أن خال الطفلين أبلغ والد المجني عليهما الشاهد الثاني محمد جمعة والذي أقر أن المجني عليهما قد شكيا إليه دوام تعدي المتهمين عليهما بالضرب دون هوادة أو لين ونشر ذلك المقطع قاصدًا الإبلاغ عن ذلك الجرم، وهو ما أيده المجني عليهما شروق ومؤمن استدلالًا بتحقيقات النيابة.
وأثبت قسم المساعدات الفنية بمديرية أمن السويس، أن المقطع صحيح وملتقط بواسطة الهاتف المحمول المقدم بالتحقيقات لا يشوبه أي تلاعب، وثبت بمعاينة النيابة العامة لمكان الواقعة تطابق ماديته مع ما جاء بأقوال المجني عليهما وأقوال المتهمين.
كما ثبت بتقرير مصلحة الطب الشرعي من إيجابية العينة المأخوذة من الام المتهمة الأولى لنواتج ايض الحشيش، تلك المتهمة لم تترك في الواقعة باب للشيطان إلا وطرقته ولا عملا للخير في حق أبنائها إلا ورفضته.
واستكمل في مرافعته مخاطبها هيئة المحكمة، لقد جئناكم بأمانة نُظهر فيها حق ترجونه، ونُظهر فيها باطلا تأبونه، ونُظهر فيها ظلم النفس للنفس ونُظهر فيها نفوس غير سوية، زين لهما الشيطان جريمة ففعلاها، فها نحن في محراب عدلكم نناشدكم القصاص العادل فهي صرخة من المجني عليهما أن أغيثونا.
وواصل إن أطفالنا أمانة في أعناقنا وإن كانت الجنة تحت اقدام الامهات إلا أن تلك الأم الماثلة في قفص الاتهام قد اختارت ان تكون بلا جنة واختارت لزوجها المتهم الثاني هدم طفولة صغارها فلم يكن المتهم الثاني معينا لها على تربيتهم بل معينا لها على إذلالهم وإذاقتهم كل نوع من أنواع العذاب.
يقول تعالى “وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا” والله سبحانه وتعالى قًرن رحمته بالوالدين وبحسن تربيتهما ورعايتهما للأبناء إلا أن المتهمين لم يتخذان من تلك الآية سبيلا بل عذبا المجني عليهما، ونكلا بهما وتلذذا بسماع صراخهما ومستغلين ضعفهما.
وختم المستشار حجازي مرافعته أمام المحكمة وهو يقول إن المجتمع يلوذ بعدلكم والنيابة العامة وهي ممثلة له تطالبكم بألا تأخذكم بالمتهمين رحمة ولا شفقة بل أن تصدروا بحقهم أقصى عقوبة وهي السجن المشدد جزاء رادعا لما اقترفاه من آثام.