07:41 م
الجمعة 28 يوليه 2023
نيامي – (ا ف ب)
تلا الجنرال عبد الرحمان تشياني على التلفزيون الرسمي الجمعة بيانا بصفته “رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن”، وكان الجنرال غائبا إلى حد اليوم عن خطاب الانقلابيين، الذين أعلنوا الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو، لكن مثله نائبه العقيد إبروه أمادو باشارو. فمن هو الرجل القوي الجديد للنيجر؟
بدأت الصورة تتضح أكثر للأحداث الدائرة في النيجر بعدما ظهر الجنرال عبد الرحمان تشياني على التلفزيون الرسمي الجمعة وتلا بيانا بصفته “رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن”.
وبذلك ينهي الغموض الذي ساد النيجر منذ أن أعلن عسكريون من هذا المجلس الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو الجاري.
الجنرال تشياني يبرر الانقلاب في النيجر
وبرر تشياني الانقلاب بأن “النهج الأمني الحالي لم يسمح بتأمين البلاد على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب النيجر والدعم الملموس والمقدر من شركائنا الخارجيين”.
من هو تشياني الرجل القوي الجديد؟
ينحدر الجنرال تشياني من منطقة تيلابيري غرب النيجر. كان هذا الضابط الرفيع في صف القوات البرية غير معروف حتى عينه الرئيس السابق محمد إيسوفو، سلف بازوم، قائدا للحرس الرئاسي في أعقاب انتخابه في 2011. وبقي تشياني قائدا للحرس الرئاسي بعد وصول الرئيس الجديد محمد بازوم. لكن بعض المصادر تقول إنه فرض عليه.
وهذا ما أكده لفرانس24 عبد الرحمان إدريسا، الباحث والمحلل السياسي النيجيري في معهد الدراسات الأفريقية بمدينة “لايد” بهولندا وهو متخصص في المسائل السياسية والأمنية بمنطقة الساحل: “الحرس الرئاسي كان متواجدا قبل وصول بازوم إلى السلطة. الرئيس السابق إيسوفو هو الذي شكل هذا الفريق”.
وأضاف: “مصادر داخلية قالت إن قائد الحرس الرئاسي الجنرال تشياني فرض على الرئيس محمد بازوم وتم تعيينه ضد إرادته”، مشيرا “شخصيا لاحظت عندما قمت بزيارة إلى نيامي بأن قوات الأمن هذه كانت الوحيدة التي لديها علاقة مباشرة مع بازوم. وبالتالي كان من السهل عليها أن تسيطر على الوضع”.
ويقال عن الجنرال تشياني إنه رجل “قاس” و”يخشاه” عناصر الجيش. يعرف عنه أنه متحفظ ولا يحب الأضواء. كما تشير المعلومات إلى أنه لعب دورا محوريا في منع وقوع انقلابات عسكرية ضد الرئيس السابق محمد إيسوفو، وهو أبرز المقربين منه، في 2015.
كما قام أيضا الجنرال تشياني بمنع وقوع انقلاب سياسي أخر ضد الرئيس بازوم في 2021. ولهذا السبب بالذات، جدد له ثقته وتركه في منصبه.
وجاء في مجلة “جون أفريك” المتخصصة في الشؤون الأفريقية أن الحرس الرئاسي كان “محل اهتمام كبير من قبل الرئيس محمد إيسوفو الذي منحه كل الصلاحيات والإمكانيات للحيلولة دون وقوع انقلابات” وأن “هذه الفرقة تضم حوالي 700 عسكري تدربوا بشكل جيد ويملكون إمكانيات مادية وعسكرية كبيرة، من بينها حوالي 20 دبابة”.
يذكر أن الرئيس المخلوع لا يزال محتجزا منذ صباح الأربعاء في القصر الجمهوري في مقر إقامته الخاص داخل الجناح العسكري للحرس الرئاسي بقيادة الجنرال تشياني.
وبعد مالي وبوركينا فاسو، أصبحت النيجر ثالث دولة في منطقة الساحل تشهد انقلابا منذ العام 2020، فيما تهزها هجمات جماعات مرتبطة بتنظيمي “داعش” والقاعدة.