02:45 م
الخميس 06 يونيو 2024
كتب: محمود سعيد:
كشفت تحقيقات النيابة العامة عن فعلة شنيعة ارتكبها كريم مسلم “سفاح التجمع” تُضاف لسجل جرائمه؛ إذ “عاشر جثث ضحاياه” بعد قتلهن، ما أثار تساؤلات حول مدى إصابته باضطرابات نفسية قد تدفعه إلى أفعالٍ تنافي الطبيعة البشرية.
تبين من التحقيقات أن سفاح التجمع انفصل عن زوجته التي اتهمها بالزنا، واتجه من تدريس اللغة الإنجليزية إلى التيك توك، حيث يتابعه 8 ملايين شخص، الذي استغله لاصطياد ضحاياه من فتيات الليل.
قال المتهم إنه يستدرج الفتيات إلى مسكنه المعد بغرفة “عازلة للصوت” ليمارس معهن أفعالًا جنسية غير مألوفة تحت تأثير ما يعرف بـ”مخدر الاغتصاب” GHB وفي ذات الوقت يوثق جريمته بالفيديو، وما إن تغيب فريسته عن الوعي يحمله داخل حقيبة ثم يلقيها بالطريق الصحراوي وهو السيناريو الذي نفذه مع المجني عليهن الثلاثة.
وأوضح الدكتور محمد مصطفى، خبير السموم والمخدرات بمصلحة الطب الشرعي، إن عقار GHB يُسهل عملية الاغتصاب، لأن الضحية تكون في حالة من عدم الاتزان وعدم التحكم في رد فعلها، كما أن الضحية والشخص المتعاطي لهذا العقار، يكون فى حالة هلوسة شديدة، ولاسيما إذا جرى خلط المخدر مع الكحول مما يزيد الدافع الجنسي بشكل جنوني وتصل لحالات هلوسة شديدة.
أمّا عن معاشرة “جثث الموتى، فيقول استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، إن الأشخاص الذين يمارسون الجنس مع الجثث قد يكونوا مصابين باضطراب جنسي يدعى “النيكروفيليا” وهو انجذاب الشخص إلى فكرة الجماع مع جثة المتوفية حيث لا تكون قادرة على التعبير أو الرفض.
أضاف “فرويز” في تصريحات لـ”مصراوي” أن بعض مصابي النيكروفيليا لديهم اضطرابات ذهبية وبعضهم لديه “تدني الشعور بالذات” وإحساس دفين بالرفض المجتمعي لما يدفعهم لممارسة الجنس الكامل مع جثث الموتى.
ولفت إلى أن أعراضه التي انطبقت على سفاح التجمع إعطاء ضحاياه مخدرات حتى الموت وعقار الاغتصاب GHB حتى يتجنب مقاومتهم.
أوضح فرويز أن مصطلح “نيكروفيليا” مشتق من الكلمتين اليونانيتين “نيكرو” وتعني الجسد الميت، و”فيليا” وتعني الحب والانجذاب، وبالتالي فمعناها “الانجذاب للجسد الميت”، وهو مرض نادر يظهر بشكل حصري تقريبا عند الرجال، ويتعلق بـ”الاهتمام الجنسي بالجثث أو الاتصال الجنسي بها”.
“يوضع المتهم تحت الملاحظة بأحد مستشفيات الصحة النفسية”.. يشير المحامي بالنقض وائل القاضي إلى أنه في حالة شك النيابة العامة أو الدفاع في حالة المتهم العقلية، فيجوز أن يأمر القاضي الجزئي بوضع المتهم تحت الملاحظة في إحدى منشآت الصحة النفسية الحكومية المخصصة لذلك لبيان حالة النفسية ومسؤوليته الجنائية عن ارتكاب الجريمة من عدمه، وفق المادة 338 إجراءات جنائية.
وقال “القاضي” في تصريحات لـ”مصراوي” إن قانون العقوبات في بابه التاسع ينص في مادته 62 على “ألا يُسأل جنائياً الشخص الذي يعانى وقت ارتكاب الجريمة من اضطراب نفسي أو عقلي أفقده الإدراك أو الاختيار أو الذي يعاني من غيبوبة ناشئة عن عقاقير مخدرة أياً كان نوعها إذا أخذها قهراً عنه أو على غير علم منه بها”.
لكن يظل مسئولاً جنائيًا المتهم الذي يعاني وقت ارتكاب الجريمة من اضطراب نفسي أو عقلي أدى إلى إنقاص إدراكه أو اختياره وتأخذ المحكمة في اعتبارها هذا الظرف عند تحديد مدة العقوبة، بحسب الخبير القانوني.
ونسبت النيابة للمتهم – المحبوس احتياطيًا – تهم القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بجناية الاغتصاب وتعاطي المواد المخدرة وحيازة أسلحة بيضاء دون مسوغ قانوني.