02:45 م
الخميس 20 مارس 2025
نيويورك – (أ ش أ)
أكد رئيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة في هايتي “جريجوار جودشتاين” أن العاصمة الهايتية سجلت رقما قياسيا جديدا مُدمرا، حيث اضطر أكثر من 60 ألف شخص إلى الفرار من عنف العصابات المتفاقم في شهر واحد فيما يستمر تدهور الوضع الإنساني في البلاد.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكدت المنظمة الأممية أن الوضع الأمني قد تدهور بشكل حاد في العاصمة خلال الشهرين الماضيين، مع تصاعد الهجمات على المدنيين، مما أدى إلى تآكل المناطق القليلة المتبقية الخالية من العصابات، وإجبارهم على النزوح “بشكل متكرر وقياسي”.
وأشارت المنظمة إلى أن مطار بورت أو برنس لا يزال مغلقا فيما باتت العاصمة تحت الحصار، مضيفة أن هجمات العصابات تُفاقم معاناة المجتمعات الضعيفة أصلا، وإن معظم النازحين لجأوا إلى 48 موقعا للنزوح، بما في ذلك 12 موقعا أُنشئ حديثا – بينما لجأ آخرون إلى العائلات المضيفة المُثقلة بالأعباء أصلا.
وقال جريجوار جودشتاين إن “هذا الارتفاع المقلق في حالات النزوح يؤكد استمرار دائرة العنف التي تدمر عاصمة هايتي، ولم نشهد قط هذا العدد الكبير من الأشخاص يتنقلون في هذه الفترة القصيرة، تُقتلع العائلات مرارا وتكرارا، وتُجبر على ترك كل شيء وراءها بحثا عن الأمان.. كان العديد من النازحين يعيشون بالفعل في ظروف محفوفة بالمخاطر بعد عمليات نزوح سابقة”.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء البلاد، وهو رقم تضاعف ثلاث مرات في العام الماضي، وعلى الرغم من وصول المعاناة إلى مستويات جديدة، “لا تزال أزمة هايتي تكافح لجذب انتباه العالم”.
وشددت المنظمة على أن الموارد المتاحة شحيحة، والاحتياجات الإنسانية تتجاوز بكثير القدرة الحالية على الاستجابة، بينما يستمر انعدام الأمن في التفاقم، ودعت المنظمة إلى تعزيز دعم الشرطة الوطنية الهايتية لتزويدها بالموارد والقدرات اللازمة لاستعادة الاستقرار والأمن.
وقال جودشتاين “يحتاج الفارون من العنف إلى حماية فورية، وغذاء، وماء، ومأوى.. الوضع يتفاقم يوما بعد يوم، وبدون دعم إضافي، نواجه خطر كارثة إنسانية أكبر”.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة أن فرقها لا تزال موجودة على الأرض، وتواصل تقديم مساعدات منقذة للحياة للمجتمعات النازحة في هايتي رغم التحديات.
وفي الشهر الماضي وحده، تم توفير المياه النظيفة وخدمات النظافة لأكثر من 16 ألف شخص، بينما استفاد 3,700 شخص من مأوى الطوارئ، ومستلزمات النظافة، والرعاية الطبية، والدعم النفسي والاجتماعي.
وأكدت المنظمة التزامها بتقديم الإغاثة والدعم للهايتيين النازحين، وضمان حصولهم على المساعدة التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة وإعادة الإعمار.