07:09 م
الجمعة 08 سبتمبر 2023
كتب – محمد شعبان:
صديقان في مقتبل العمر أكبرهما لا يتجاوز العشرين عامًا، جلسا يتبادلان الحديث كعادتهما قبل أن يأخذ النقاش مسارًا مختلفًا. دون مقدمات ارتفع النسق ودبَّ الخلاف بين رفيقي الدرب وتشبث كل منهما بما يدور في رأسه حتى وصل الأمر إلى سقوط أحدهما جثة هامدة على يد الثاني.
منذ يومين كان أهالي منطقة المنيرة الغربية شمال الجيزة على موعد مع شجار انتهى بجريمة قتل الجاني لا يتعدى الـ15 سنة والمجني عليه ذا الـ20 سنة دفع حياته ثمن خلاف مالي لا يُذكر.
داخل مكتبه بالطابق العلوي، جلس الرائد مصطفى الدكر رئيس مباحث المنيرة الغربية على مقعده الوثير يفحص بلاغ قيد الفحص من جهة ويتابع نشاط معاونيه من جهة أخرى داخل أروقة قسم شرطة ولد كبيرًا مكتظ بالأحداث.
دقائق معدودة كانت كفيلة بتبدل المشهد، اهتز جهاز اللاسلكي القابع أمامه معلنًا مهمة جديدة ورحلة مع البحث عن الحقيقة عبر غرفة عمليات إدارة شرطة النجدة برئاسة اللواء عمرو طلعت جاء مضمونها “جثة قتيل يا فندم”.
بتوجيهات من العقيد محمد ربيع مفتش مباحث فرة إمبابة والمنيرة انطلق رجال المباحث قاصدين مسرح الجريمة تنسيقًا مع قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائي برئاسة اللواء هاني شعراوي؛ للوقوف على ملابساتها.
جهود البحث والتحري التي أشرف عليها العميد عمرو حجازي رئيس مباحث قطاع الشمال بينت نشوب مشادة كلامية بين الضحية “محمد.ف.” 20 سنة، وصديقه “15 سنة” لدى مطالبة أحدهما للآخر برد 400 جنيه” لكن سرعان ما تأزم الموقف واحتد النقاش بينهما.
ارتفع النسق، واعتدى الصبي على صديقه بحجر “طوبة” فأرداه قتيلا بنزيف داخلي، وتمكن الرائد عصام الشناوي معاون المباحث من ضبطه وأقر بارتكاب الواقعة نافيا تعمده “ماكنتش أقصد .. الهزار قلب جد”.
أودعت الشرطة الجثمان المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي صرحت بالدفن بعد التشريح وأمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة برئاسة اللواء هشام أبو النصر مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة.