جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
يتطلب بناء العقل وعياً عاماً. فالوعي هو نقطة الانطلاق لإدراك الذات وفهم العالم من حولنا. وهو حالة من اليقظة والاستجابة لكل ما يحيط بالفرد من ظواهر اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية. فمن خلال الوعي يتفاعل الفرد مع الآخرين والبيئة المحيطة به. كما أنه من خلال الوعي يمكن تحديد نقاط قوة وضعف الفرد والعمل على تطوير نفسه.
ويعتبر الوعي السياسي أحد أهم أنواع الوعي. فالوعي السياسي يساهم في بناء ثقافة سياسية لدى الفرد تحدد توجهاته وتشكل آراءه تجاه السلطة. لهذا تعتبر التربية الوطنية أحد أدوات تشكيل الوعي السياسي لدى الفرد منذ الصغر. فالتوعية بأهمية الوطن ونظام الحكم والمؤسسات السياسية والاستقرار السياسي من أهم عناصر ومقومات تشكيل الوعي السياسي.
وتعد عملية تشكيل الوعي السياسي عملية مستمرة ومتراكمة ولا ترتبط فقط بوجود موسم سياسي. ويُقصد بالموسم السياسي فترة الانتخابات وما تتضمنها من عمليات تثقيف وتدريب ومؤتمرات ولقاءات سياسية وتحالفات وترشيحات من أجل الانتخابات.
وحيث أن موسم الانتخابات البرلمانية قد قارب على البدء في غضون عدة شهور بدأنا نلحظ نشاطا غير مسبوق في المجتمع السياسي المتمثل في الأحزاب السياسية بشكل رئيسي لا سيما الأحزاب السياسية الممَثَلة في غرفتي البرلمان. كما نلحظ تخبطاً وارتباكاً في بعض القوى والتحالفات حول منهج التعامل مع التطورات السياسية والاقتصادية الداخلية والإقليمية والعالمية. ومن مظاهر ذلك الارتباك عدم القدرة على تحقيق التوافق حول رؤية أو موقف محدد داخل التحالف الواحد إزاء بعض القضايا والمواقف السياسية.
وعلى الرغم من أن الموسم السياسي بدأ مبكراً ومرشح للاحتدام في الشهور القليلة القادمة فإن المؤشرات لا تشير إلى حدوث تطور في الوعي السياسي للفاعلين السياسيين بما ينعكس على المجتمع المصري العام والمجتمع السياسي بشكل خاص. فالنقاش متشابه والخلاف لا يبرح مكانه والتنافس البعيد عن تطوير الحياة السياسية يشكل السمة الغالبة على العمل السياسي الراهن.
وعلى الرغم من أن الوقت قد يكون مبكراً للحكم على التوجهات السياسية للفاعلين السياسيين، إلا أن ما يحدث في الأروقة السياسية من ارتباك وخلافات وسباق لا يبشر بتطور كبير في وعيهم السياسي.