03:22 م
الإثنين 05 فبراير 2024
كتب- محمد صفوت:
يرى تحليل في مجلة “ناشيونال إنترست” للمحلل السياسي العسكري جون هوفمان، أن الوقت ينفد أمام منع المزيد من المذابح في غزة واندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط، والتي ستبتلى تداعياتها الشرق الأوسط وتقوض المصالح الأمريكية لأجيال.
يبدأ الكاتب مقاله، بالإشارة إلى تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالرد على مقتل 3 جنود أمريكيين في قاعدة عسكرية بالأردن، مما يهدد بمزيد من التصعيد في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
حروب دون أهداف سياسية
ويرى الكاتب أن المشاكل السياسية في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن، لا يمكن حلها بالقوة العسكرية، مضيفًا أن المنطقة دائمًا ما تشهد حروبًا دون أهداف سياسية.
ويؤكد أن الهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية في المنطقة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالعدم الأمريكي للحرب الإسرائيلية على غزة، ويقول إن وقف إطلاق النار في غزة يعد أفضل فرصة لإنهاء تلك الصراعات، أو قمعها.
ويؤكد أن الحرب في غزة منفصلة عن الأهداف السياسية المزعومة، حيث أدت إلى دفع القطاع إلى حافة الحاوية وقتلت ما يزيد عن 27 ألفًا وشردت أكثر من 90% من سكان غزة، مع انتشار مخاطر المجاعة والأوبئة.
ويقول جون هوفمان، إنه بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن الحرب تهدف إلى تدمير حماس، ويضيف لكن القدرات العسكرية والسياسية لحماس لا تزال سليمة إلى حد كبير.
ويقدر المسؤولون الأمريكيون أن ما بين 20 إلى 40% فقط من الأنفاق التي تستخدمها حماس عبر القطاع قد تضررت أو أصبحت غير صالحة للعمل.
ويؤكد، أنه ليس هناك من الأسباب ما يجعلنا نعتقد أن القضاء على حماس أو القوى السياسية الشبيهة بحماس في غزة أصبح في متناول اليد.
كما أن الحملة العسكرية الإسرائيلية لم تنجح في تأمين إطلاق سراح أكثر من مائة من الأسرى لدى حماس، وأصبح الانقسام في إسرائيل بشأن الحرب وتأمين إطلاق سراح الرهائن علنًا، حيث يشعر العديد من كبار القادة العسكريين الإسرائيليين بالقلق إزاء عدم توافق الهدفين المتمثلين في تحرير الرهائن وتدمير حماس.
خارج غزة
يقول جون هوفمان، إن التأثيرات الإقليمية للحرب الإسرائيلية عميقة بالفعل، وامتدت إلى خارج القطاع، كما أن خطر اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل يتزايد.
ورفعت إسرائيل مؤخرًا من حدة خطابها العسكري وإشاراتها إلى حرب محتملة مع حزب الله، ومن الممكن أن تنتقل الحرب بسهولة إلى لبنان مع نفس المشكلة الموجودة في الحرب في غزة: الافتقار إلى أهداف سياسية واضحة وقابلة للتحقيق.
الوجود الأمريكي في المنطقة
يتحدث المحلل العسكري، عن إعادة انتشار القوات الأمريكية في المنطقة بعد 7 أكتوبر، وشن ضربات ضد جماعات موالية لطهران وإصرار بايدن على أن الهجمات الأمريكية تهدف لردع الجهات الفاعلة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
ويقول الكاتب: “هذه الحملات لا تحقق أهدافها”.
وتم استهداف القوات الأمريكية في المنطقة أكثر من 160 مرة منذ 7 أكتوبر وأصيب أكثر من 83 جنديًا أمريكيًا، ويتم نشر القوات الأمريكية في العراق وسوريا دون أي هدف عسكري متماسك، في حين أنها تمثل هدفًا خطيرًا للحرب مع إيران.
يشير جون هوفمان، إلى أن الأهداف المعلنة للانتشار الأمريكي في العراق وسوريا هي محاربة داعش في سوريا، ومساعدة وتدريب القوات العراقية، لكن أحد التقارير تؤكد أن القوات الأمريكية لم تشارك في أي نشاط ضد داعش في الربع الأخير.
في اليمن، استهدف الحوثيين حركة الملاحة بالبحر الأحمر، وشكلت واشنطن تحالفًا عسكريًا للرد على الحوثيين، ونفذت القوات الأمريكية ضربات متعددة على اليمن، ومن شأنها تعريض الهدنة الهشة بين الحوثيين والسعودية إلى الخطر.
ويقول الكاتب، إن بايدن نفسه اعترف بانفصال الحملة العسكرية وهدفها السياسي الظاهري: عندما سُئل، عما إذا كانت الضربات ناجحة، أجاب الرئيس: “عندما تقول إنها ناجحة، هل ستوقف الضربات الحوثيين؟” وقال: “لا”. “هل ستستمر؟”، وأضاف: “نعم”.
إخفاقات واشنطن في المنطقة
يرى الكاتب أنه نادرًا ما يتم تلخيص إخفاقات سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بهذا الإيجاز.
ويقول إن الوجود الأمريكي وسياساته في الشرق الأوسط لا يردع العنف، ولا يعمل على استقرار المنطقة.
وبدلاً من ذلك، فإنها تحرض وتخاطر بتصعيد كبير، وينبغي على واشنطن إنهاء التي لا هدف لها مع الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط وإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن.
وأكد أنه من دون استقرار للوضع في غزة “لن تكون هناك تهدئة إقليمية، وما دامت الحرب في غزة مستمرة، سوف يستمر الشرق الأوسط في الانزلاق نحو حرب شاملة”.
واشنطن تخاطر بحرب طويلة
ويرى الكاتب أن واشنطن تخاطر بحرب طويلة في المنطقة، معللاً ذلك بأنه لا هدف لها، وداعيا إلى وقف الهجمات المتبادلة بين القوات الأمريكية وأذرع إيران في الشرق الأوسط.
وقد لا يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى وقف كامل للأعمال العدائية في المنطقة، إلا أنه سيمنع الجماعات المسلحة من التذرع بالحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة لقيامهم بأعمال عدائية على مستوى المنطقة.
وأفاد أن “الحروب التي ليس لها أهداف سياسية يمكن الوصول إليها لا تؤدي إلا إلى العنف من أجل العنف”، مضيفا أن هجمات إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة لا تحمل أي وعد بتحقيق أهداف سياسية معلنة، ولهذا على واشنطن التحرك بسرعة لوقف تداعيات ما يحصل في المنطقة لحماية المصالح الأميركية.