05:30 ص
الأربعاء 21 يونيو 2023
كتب- يوسف عفيفي:
قالت الجمعية الفلكية بجدة، إن الانقلاب الصيفي، يحدث اليوم الأربعاء 21 يونيو عند الساعة 05:57 مساءً بتوقيت مكة المكرمة (02:57 مساءً بتوقيت غرينتش) وستكون الشمس مباشرة فوق مدار السرطان إيذانا بأول أيام الصيف فلكياً والذي سوف يستمر 93 يوما في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وأضافت الجمعية في منشور عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك” أن الشمس تشرق في ذلك اليوم من أقصى الشمال الشرقي وظلال الأشياء عند الظهر ستكون الأقصر خلال السنة، فالشمس في الانقلاب الصيفي تأخذ أقصى قوس مسار ظاهري نحو الشمال وهي أعلى شمس ارتفاعاً كما تشاهد من مدار السرطان وكل المناطق الشمالية، وستكون ساعات النهار أطول من ساعات الليل وستغرب في أقصى الشمال الغربي.
ويحدث الانقلاب الصيفي عندما تصل الشمس ظاهريا إلى أقصى نقطة شمال السماء بالتزامن مع وصول الكرة الأرضية إلى نقطة في مدارها حيث يكون القطب الشمالي عند أقصى ميل له (حوالي 23.5 درجة) نحو الشمس ، مما ينتج عنه أطول نهار (أطول فترة لساعات ضوء الشمس) وأقصر ليل في السنة التقويمية، حيث يتلقى النصف الشمالي من كوكبنا ضوء الشمس في أقصى زاوية مباشرة في العام، حيث يكون طول النهار أكثر من 12 ساعة شمال خط الاستواء في حين يحدث العكس في النصف الجنوبي من الأرض جنوب خط الاستواء حيث يكون النهار أقصر من 12 ساعة.
وأشارت الجمعية الفلكية بجدة، إلى أن وقت الانقلاب الصيفي لا يحدث في نفس التاريخ كل عام فهو يعتمد على وقت وصول الشمس إلى أقصى نقطة نحو الشمال من خط الاستواء السماوي والذي يتراوح في النصف الشمالي من الكرة الأرضية من 20 إلى 22 يونيو، إضافة بسبب الاختلاف بين نظام التقويم ، الذي عادةً ما يكون 365 يومًا، والسنة المدارية (المدة التي تستغرقها الأرض للدوران حول الشمس مرة واحدة)، والتي تبلغ حوالي 365.242199 يومًا، وللتعويض عن جزء الأيام المفقود، يضيف التقويم يومًا كبيسًا تقريبًا كل 4 سنوات ، مما يجعل تاريخ الصيف يقفز للخلف، ومع ذلك يتغير التاريخ أيضًا بسبب تأثيرات أخرى ، مثل سحب الجاذبية من القمر والكواكب، وكذلك التذبذب الطفيف في دوران الأرض.
ويجب التوضيح أن بداية فصل الصيف من الناحية الفنية تعتمد على ما إذا كنا نتحدث عن بداية الموسم في مجال الأرصاد الجوية أو الفلكية، حيث يقسم معظم علماء الأرصاد الجوية السنة إلى أربعة فصول بناءً على الأشهر ودورة درجة الحرارة، وفي هذا النظام، يبدأ الصيف في 1 يونيو وينتهي في 31 أغسطس، لذلك لا يعتبر الانقلاب الصيفي هو اليوم الأول من الصيف من منظور الأرصاد الجوية، أما من الناحية الفلكية، يُقال إن اليوم الأول من الصيف هو عندما تصل الشمس إلى أعلى نقطة في السماء، وهذا يحدث في الانقلاب الصيفي لذلك، يعتبر هو أول أيام الصيف من الناحية الفلكية.
وتابعت الجمعية: إن يوم الانقلاب الشمسي الصيفي هو أطول يوم في السنة ولكن ليس أكثر أيام السنة حرارة على مستوى كوكبنا، وذلك لأن الغلاف الجوي واليابسة والمحيطات تمتص جزءًا من الطاقة القادمة من الشمس وتخزنها، وتعيد إطلاقها كحرارة بمعدلات مختلفة، الماء أبطأ في التسخين (أو التبريد) من الهواء أو اليابسة.
وعند الانقلاب الشمسي الصيفي يستقبل النصف الشمالي من الكرة الأرضية أكبر قدر من الطاقة (أعلى كثافة) من الشمس بسبب زاوية ضوء الشمس وطول النهار ومع ذلك ، لا تزال الأرض والمحيطات باردة نسبيًا، لذلك لم يتم الشعور بأقصى تأثير للتدفئة على درجة حرارة الهواء بعد.
وفي نهاية المطاف، ستطلق الأرض، وخاصة المحيطات، الحرارة المخزنة من الانقلاب الصيفي مرة أخرى إلى الغلاف الجوي، ينتج عن هذا عادةً أعلى درجات حرارة التي تظهر في أواخر (يوليو) أو (أغسطس) أو بعد ذلك ، اعتمادًا على خط العرض وعوامل أخرى، ويسمى هذا التأثير بالتأخر الموسمي.
لقد استخدم يوم الانقلاب الصيفي لمعرفة أن الأرض كروية بإستخدام قواعد الهندسة وتم حساب محيط كوكبنا بطريقة بسيطة ولكن عبقرية قبل أكثر من 2000 عام بدون أي مساعدة من التقنيات الحديثة.
جدير بالذكر، أنه بعد يوم الانقلاب الصيفي ستبدأ الشمس ظاهرياً بالانتقال باتجاه الجنوب من جديد في قبة السماء وتبدأ ساعات النهار تتقلص تدريجياً نتيجة لتقدم الأرض في مدارها حول الشمس حتى موعد الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر المقبل.