كتب- أحمد السعداوي:
التقت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، اليوم الأربعاء، أقطاب ورموز الجالية المصرية في الإمارات، في لقاء موسع، أُقيم في نادي جمهورية مصر العربية بدبي.
جاء ذلك ضمن جولة الوزيرة الخارجية؛ لحث وتشجيع المصريين بالخارج على المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في إطار مبادرة “شارك بصوتك”، بالإضافة إلى استعراض الفرص الاستثمارية في مصر ودعوة المستثمرين المصريين بالخارج للاستفادة منها.
حضر اللقاء السفير شريف عيسى سفير مصر في الإمارات، والسفير أشرف الديب قنصل عام مصر بدبي، والدكتور أحمد أبو عجيلة رئيس نادي جمهورية مصر العربية بدبي، والمستشار لطفي حسين رئيس نادي جمهورية مصر العربية بعجمان.
وأعربت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، عن سعادتها بلقاء أقطاب ورموز الجالية المصرية في الإمارات العربية المتحدة، وتعد ثالثة محطات جولتها الخارجية لحث وتشجيع مواطنينا بالخارج، على المشاركة في “الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤”، عقب زيارتها لمدينتي الرياض وجدة، بالمملكة العربية السعودية.
ورحب السفير شريف عيسى سفير مصر في “أبوظبي”، بالسفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، قائلًا إن زيارة وزيرة الهجرة ولقاءها أعضاء ورموز الجالية المصرية بالإمارات يمثل دعمًا كبيرًا في هذه المرحلة المهمة، ويعكس اهتمام الدولة المصرية بمواطنيها بالخارج، وتقديرها الدور المهم الذي يلعبه كل مصري خارج وطنه، وحرص الدولة على مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهذا يعتبر إسهامًا في رسم ملامح مستقبل مصر خلال تلك المرحلة الراهنة والفارقة من عمر الوطن.
وأشاد السفير أشرف الديب قنصل مصر العام بدبي، بجهود السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، وحرصها على التواصل الدائم مع المصريين بالخارج؛ مما يزيد من ترابطهم بوطنهم الأم، لافتًا إلى أننا في انتظار حدث وطني مهم وهو الانتخابات الرئاسية، وأنه على ثقة كبيرة بحرص الجالية المصرية بدبي على المشاركة في هذا العرس الديمقراطي.
ورحب د.أحمد أبو عجيلة، رئيس نادي مصر في دبي، بالوزيرة السفيرة سها الجندي وزيرة الهجرة، معربًا عن شكره وتقديره لها لحرصها الدائم والمتكرر على لقاء الجالية المصرية في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ للوقوف على احتياجات المصريين بالخارج وعرض لما يتم وسيتم إيجازه للمصريين المقيمين بالخارج.
وأكدت السفيرة سها جندي حرصها الدائم على التواصل المستمر ولقاء كل الجاليات المصرية في مختلف دول العالم سواء عن طريق الفيديو كونفرانس أو لقاءات مباشرة، حيث إن التواصل مع جالياتنا بالخارج يمثل أولوية قصوى لوزارة الهجرة تنفيذًا لتكليفات الرئيس السيسي، ويعد هذا اللقاء هو الثاني الذي يجمع وزيرة الهجرة بالجالية المصرية في الإمارات، ضمن جولتها الخارجية لتشجيع المصريين بالخارج للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأشارت وزيرة الهجرة إلى مسيرة عام من عملها منذ توليها حقيبة وزارة الهجرة، وكانت البداية بمؤتمر الكيانات في نسخته الثالثة، هذا المؤتمر الذي مثل خارطة طريق لما خرج به من توصيات غاية في الأهمية، عملت على تنفيذها وزارة الهجرة بالتعاون مع الوزارات المعنية، واستهدفت مختلف شرائح واهتمامات مواطنينا بالخارج، موضحة أنها لم تأل جهدًا في سبيل هذا الهدف السامي، الذي تمثل في محاور مهمة ضمن استراتيجية عمل الوزارة، وهو ما تحقق بالفعل في تنفيذ العديد من المنجزات التي طالما كانت على رأس أولويات عمل الوزارة.
وأشارت وزيرة الهجرة إلى دورها في وضع آليات مستدامة لتمكين الدولة من الاستفادة من المصريين بالخارج في مجالات التنمية وتحقيق الربط بينهم وبين وطنهم الأم، للمشاركة في تنفيذ خطط التنمية القومية بشتى المجالات الاقتصادية والاستفادة من رغبة العلماء والخبراء والمستثمرين المصريين بالخارج في دعم خطط التنمية القومية، كذلك دعم الرؤية والبرنامج الاقتصادي للدولة من خلال خلق بيئة استثمارية جاذبة لتشجيع المصريين بالخارج للمشاركة في الاستثمار ودعم الاقتصاد المصري، مع تعريف المصريين بالخارج بالمزايا والفرص الاستثمارية والمشروعات القومية والاستثمارية المتاحة لهم بالوطن وتشجيعهم على القيام بالاستثمار بالمجالات المختلفة بالوطن.
واستعرضت السفيرة سها جندي، إنجازات وزارة الهجرة لصالح المصريين بالخارج خلال هذا العام، قائلة إن عددًا من مطالب مواطنينا بالخارج كانوا ينادون بها لمدة تصل إلى 20 عاماً، واستطاعت الوزارة في مدة وجيزة تحقيق أحلام مواطنينا بالخارج، وكان أهمها إصدار قانون التيسيرات الخاص باستيراد سيارات المصريين بالخارج، وإجراء تعديلات عليه حتى يلبي رغبات المصريين بالخارج، بجانب إطلاق حملة ترويجية ضخمة للتعريف بسبل الاستفادة من القانون، وتخفيض الضريبة الجمركية بنسبة 70% وزيادة الفترة الاستيرادية من سنة إلى 5 سنوات؛ حتى يتمكن كل مصري بالخارج من الاستفادة من هذا القانون.
وكذلك التنسيق مع وزارة الإسكان لاستمرار طرح وحدات سكنية وأراضي للمصريين بالخارج بشكل دائم من خلال الموقع الإلكتروني للوزارة وهيئة المجتمعات العمرانية، على أن يتم السداد بالعملة الأجنبية (الدولار)، وبنسبة تخفيض تصل إلى ٢٥٪، مضيفة أننا نسقنا مع وزارة الطيران لمنح تخفيضات على مدار 216 يومًا، للزوجة والأبناء، بنسب تصل إلى 33% واستفادة طفلين اثنين بالخصم، حتى 15 سنة، وكذلك تقديم تخفيضات للطلاب العائدين لاستكمال دراستهم في الصين، بعد انتهاء كورونا.
وتابعت وزيرة الهجرة بأنه بالتنسيق مع محافظ البنك المركزي تم بالفعل قيام البنك الأهلي المصري وبنك مصر برفع قيمة الفائدة على الشهادات الدولارية، واعتماد طرح الشهادات الاستثمارية الدولارية ذات العائد المرتفع تصل إلى 7٪، و9٪، بجانب العمل على إنشاء الشركة الاستثمارية للمصريين بالخارج، والتنسيق مع الوزراء والجهات المعنيين للتشاور حول أنشطة عمل الشركة، وإعداد قائمة بأهم مجالات الاستثمار وطرحها على المستثمرين المصريين بالخارج بما يشمل الترويج للمشروعات القومية ومجالات الاستثمار الجاذبة لهم، مثل مجالات التكنولوجيا، والصناعة، والزراعة، وتم الاتفاق على المجلس التأسيسي للشركة، وهم 10 من أهم المستثمرين من المصريين في الخارج، وقد تم بالفعل تسجيل الشركة في الهيئة العامة للاستثمار.
وأشارت جندي إلى مبادرة تسوية الموقف التجنيدي نهائيًّا للمصريين بالخارج، والتي تم إطلاقها في شهر يوليو الماضي، لصالح مواطنيها المقيمين في الخارج، ومن يواجهون مشكلة الموقف التجنيدي تعيقهم عن العودة إلى الوطن، أو عدم القدرة على مغادرته مجددًا حال العودة بسبب طلبهم للتجنيد، هذا بجانب إطلاق أول وثيقة معاش بالدولار للمصريين بالخارج بعنوان “معاش بكرة بالدولار” بالتعاون مع الهيئة العامة للرقابة المالية، والتي تهدف إلى توفير الحماية الاجتماعية للمصريين بالخارج من خلال توفير معاش إضافي للمستفيدين منها وصرفه بالدولار، والعمل على الترويج لخدمات التأمينات والمعاشات والتعريف بآليات الاشتراك، بالإضافة إلى إتاحة وثيقة التأمين على المصريين في الخارج، التي توفر التغطية التأمينية في حالات الوفاة ونقل الجثامين وبلغ المشتركين فيها 545 ألف مواطن.
وقالت وزيرة الهجرة إنه جار الانتهاء من أول تطبيق إلكتروني للمصريين بالخارج، بالتعاون بين وزارة الهجرة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويضم التطبيق كل المحفزات الاستثمارية والمزايا التي يتم تقديمها للمصريين بالخارج من كل جهات الدولة، ويشمل كل الخدمات الرقمية المقدمة لهم، كما ستعمل على إضافة جزء خاص في التطبيق لكل الشركات الوطنية المصنعة للأجهزة الكهربائية وغيرها من مستلزمات تجهيز المنازل، حتى تكون متاحة جميعها أمام مواطنينا بالخارج ويستطيعون شراءها بسهولة، مع إمكانية وضع تخفيضات على هذه المعروضات بالتنسيق مع مصنعيها لصالح المصريين بالخارج، لافتة إلى أن هذا المقترح كان نتيجة لقائها المستثمرين المصريين بالمملكة العربية السعودية منذ أيام.
وأشارت السفيرة سها جندي خلال حديثها عن عدد من الموضوعات التي تعمل عليها لصالح مواطنينا بالخارج وسيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة فور الانتهاء منها، بخصوص مد إعارات للمصريين بالخارج في ما فوق السنوات العشر، ومد الإجازات دون مرتب والسماح بعمل المرافقين لأزواجهم.
وأكدت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة أن الدولة المصرية تحرص على تلبية طلبات واحتياجات المصريين بالخارج، وتضع مصالح مواطنينا في كل دول العالم في المقدمة، وهذا يعكس بشكل واضح اهتمام وتقدير القيادة السياسية بالمصريين بالخارج.
ووجهت جندي حديثها إلى الحاضرين من أقطاب ورموز الجالية المصرية في الإمارات العربية المتحدة، قائلة إن صوت المصري بالخارج أمانة، خصوصًا في ظل هذه الظروف التي يعانيها العالم خصوصاً منطقة الشرق الأوسط، وما بها من حالة عدم استقرار في العديد من الدول الشقيقة المجاورة، وهذا ما يجعل مشاركة كل مصري في هذا الاستحقاق غاية في الأهمية، حتى نبعث رسالة لكل العالم بأن جميع المصريين مشاركون في بناء دولتهم الحديثة وجمهوريتهم الجديدة، ويرسمون مستقبل أولادهم بأيديهم، من خلال اختيارهم رئيسهم القادم.
ودعت الوزيرة أقطاب ورموز الجالية المصرية في الإمارات، للمشاركة في حملة “شارك بصوتك” لحث وتشجيع جميع المصريين هناك للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كحق دستوري يكفله الدستور والقانون لكل مصري بالداخل والخارج، والمساعدة في تقديم وتوفير اللوجستيات اللازمة للتسهيل على مواطنينا في الإمارات الذهاب إلى مقرات الاقتراع، بالتنسيق مع وزارة الهجرة والسفارة والقنصلية المصرية هناك؛ حيث إننا نحتاج إلى أن تظل مصر الدولة الكبيرة العظيمة التي رغم كل تلك التحديات تحقق معدلات نمو، مؤكدة أن الحكومة المصرية تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين.
وانتقلت جندي للحديث عن أهمية الاستثمار في مصر والفرص المتاحة للمستثمرين المصريين بالخارج، حتى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم، وما نتج عنها من تحديات كبيرة، إلا أن مصر ما زالت تحتفظ وتقدم العديد من الفرص الاستثمارية المهمة والمجدية وذات العائد الكبير للمستثمرين، ولقد أثبتت الدولة المصرية جديتها في فتح مجال الاستثمار أمام الجميع من خلال خطط الدولة للتخارج من المشروعات، وكذلك قانون الاستثمار الجديد، بجانب الرخصة الذهبية التي تتيحها الحكومة للمستثمرين بهدف التسهيل عليهم والقضاء على البيروقراطية، بالإضافة إلى توجه الدولة نحو تصنيع كامل في عدد كبير من السلع والمنتجات، هذا إلى جانب انعقاد المجلس الأعلى للاستثمار برئاسة فخامة الرئيس واتخاذه العديد من الإجراءات للتيسير على المستثمرين.
وشهد اللقاء مشاركة القنصلية في الرياض عبر الفيديوكونفرانس باجتماع حاشد لأكثر من 150 من العمال المصريين بالمملكة العربية السعودية ومن أقطاب الجالية والكثير من المهنيين، حيث نظمت القنصلية بالتعاون مع الجالية في المنطقة الشرقية مؤتمرًا تثقيفيًّا حول المشاركة بالانتخابات الرئاسية، كما حرصت السفيرة سها جندي على أن تكون معهم في اللقاء رغم تزامنه مع اجتماع الجالية في الإمارات، ما أدى إلى ضم الاجتماعين معاً، وهو ما تعهدت به السيدة الوزيرة خلال لقائهم بالمملكة العربية السعودية، حيث أكدوا استعدادهم التام للعرس الانتخابي المقبل، بعمل التنسيقات اللوجستية وغيرها من الاستعدادات المهمة للجالية، كي تخرج الانتخابات الرئاسية المصرية بالصورة المشرفة.
ووجهت وزيرة الهجرة عميق شكرها وتقديرها للجالية المصرية في السعودية، لحفاوة استقبالها خلال الأيام الماضية، وكذلك حرصهم على مشاركة الوزيرة لقاءها الجالية المصرية في الإمارات، وهذا يعكس مدى انتمائهم لوطنهم مصر.
ودار حوار بين السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة ورموز الجالية المصرية بالإمارات للحديث والنقاش والاستماع لمتطلباتهم واحتياجاتهم، حيث تقدم كل الحضور بالشكر إلى وزيرة الهجرة على جهودها المضنية خلال العام الماضي منذ توليها حقيبة وزارة الهجرة وسعيها الدؤوب لخدمة المصريين بالخارج.
وقالت الوزيرة إن الحكومة اتخذت العديد من الإجراءات للسيطرة على السوق السوداء للدولار وسعر صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري، ومنها مبادرات البنك المركزي ورفع الفائدة.
وأوضحت السفيرة سها جندي أن وزارة التربية والتعليم تعمل على التوسع في إنشاء المدارس المصرية بالخارج، من خلال مدارس المسار المصري، والتي حققت نجاحًا كبيرًا خلال الفترات الماضية، وكذلك المستشفيات المصرية بالخارج تعمل بشكل متميز لكنها غير ربحية.
وطالب المشاركون في اللقاء برفع شرط حد الـ5٪ لدخول الجامعات لأبناء المصريين الدارسين بالخارج، عن دخولهم الجامعات الأهلية والخاصة المصرية باعتبار أن الدستور المصري يساوي بين المصريين جميعًا بغض النظر إن كان مصريًّا بالداخل والخارج، ووعدت وزيرة الهجرة بالتنسيق مع وزير التعليم العالي لدراسة الأمر، تلبية لرغباتكم، حيث إن الجامعات المصرية شهدت تطورًا كبيرًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لتضاهي الجامعات العالمية من حيث الإمكانيات أو المناهج والتخصصات المختلفة والحديثة.
وتعهد الحضور بتوفير حافلات من وإلى السفارة في أبوظبي والقنصلية العامة بدبي؛ للتغلب على بعد المسافة بين تمركزات المصريين والسفارة والقنصلية المصرية خلال أيام الانتخابات.