11:36 م
الخميس 18 مايو 2023
كتب- إسلام لطفي:
نظَّمت وزارة البيئة بالتعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات، مؤتمر الحوار الوطني البيئي بعنوان “الطريق لمؤتمر المناخ COP28″، حيث أكدت الدكتوره ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة أن إطلاق الحوار الوطني للتغيرات المناخية، هو استكمالًا للرسالة التي عملت مصر على نقلها للعالم، خلال مؤتمر المناخ cop27، بأنه مؤتمرًا تنفيذيًّا تشارك وتتضامن فيه جميع فئات المجتمع للحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، حيث سيتم تجميع نتائج وتوصيات الحوار الوطني بالمحافظات المختلفة ودراستها للاستفادة منها.
واستهدف المؤتمر الاستماع إلى أفكار ومقترحات الشباب، للخروج بأفكار محددة للإجراءات الخاصة بحدة التغيرات المناخية.
ويشهد العالم اليوم ارتفاعًا سريعًا غير مسبوق في درجات الحرارة نتيجة الأنشطة البشرية، وفي مقدمتها حرق الوقود الأحفوري، وبحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ “IPCC” التابعة للأمم المتحدة، ستستمر درجة حرارة سطح الأرض في الارتفاع حتى منتصف القرن الحالي على الأقل، وسيتجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية ما لم يخفض العالم انبعاثات غازات الدفيئة في العقود المقبلة بشكل حاد، ما سيجعل العواقب المناخية أكثر شدة، وهو ما يسعى العالم إلى تجنبه وهو يستعد للمشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات في نوفمبر المقبل، حيث يرتفع سقف الطموحات لوضع الخطط الملزمة الكفيلة بحماية كوكب الأرض ووقف الاحترار.
ويؤثر تغير المناخ بطرق متنوعة على الصحة والقدرة على زراعة الغذاء والسكن والسلامة والعمل، والبعض أكثر عرضة بالفعل لتأثيرات المناخ، مثل الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة النامية، وتطورت بعض الظروف مثل ارتفاع مستوى سطح البحر وتسرب المياه المالحة إلى حد اضطرت معه مجتمعات بأكملها إلى الانتقال، ومن المتوقع في المستقبل أن يرتفع عدد “لاجئي المناخ”، ولأن كوكب الأرض عبارة عن نظام متكامل، وكل الأمور مرتبطة ببعضها بعضًا، حيث تؤثر التغييرات في منطقة واحدة على التغييرات في جميع المناطق الأخرى.
وأكدت تقارير الأمم المتحدة حول المناخ أن كل عقد منذ ثمانينات القرن الماضي كان أكثر دفئاً من العقد السابق، وتشهد جميع مناطق اليابسة تقريباً المزيد من الأيام الحارة وموجات الحر، وتجعل درجات الحرارة المرتفعة العمل في الهواء الطلق أكثر صعوبة، وتشتعل حرائق الغابات بسهولة أكبر وتنتشر بسرعة أكبر عندما تكون الأجواء أكثر سخونة.
وفي أبريل الماضي، أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن الأعوام الثمانية الماضية كانت الأكثر دفئاً على الإطلاق، بينما بلغت تركيزات غازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، ذروتها.
وحذرت المنظمة من الذوبان السريع للأنهار الجليدية في العالم خلال العام الماضي، من دون القدرة على لجم الوضع في ظل بلوغ مؤشرات تغير المناخ مجدداً مستويات قياسية.
وذكرت أن الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية (أنتركتيكا) انخفض إلى أدنى مستوى له على الإطلاق كما سجلت مستويات سطح البحر ارتفاعاً قياسياً، إذ ارتفعت بمعدل 4,62 مليمتر سنوياً بين العامين 2013 و2022، أي ضعف المعدل الذي كانت عليه بين العامين 1993 و2002.
وكشف تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن متوسط درجة الحرارة العالمية في عام 2022 كان أعلى بـ1.15 درجة مئوية فوق المعدل للسنوات ما بين عامي 1850 و1900.
ووفق التقرير، شهدت الأنهار الجليدية المرجعية في العالم، أي تلك التي لها بيانات على المدى الطويل، خسارة في السماكة بمتوسط يزيد على 1.3 متر بين أكتوبر 2021 وأكتوبر 2022، وهي خسارة أكبر بكثير من المتوسط على مدى العقد الماضي، فيما بلغت الخسائر التراكمية لسماكة الجليد منذ العام 1970 ما يقرب من 30 متراً.
وحطمت جبال الألب الأوروبية الأرقام القياسية لذوبان الأنهار الجليدية بسبب تضافر عوامل بينها النقص في تساقط الثلوج خلال الشتاء، وموجة الغبار الصحراوي في مارس 2022 وموجات الحر بين مايو وأوائل سبتمبر من العام نفسه.