04:03 م
الأحد 03 مارس 2024
القاهرة – مصراوي:
نظمت مؤسسة فاهم للدعم النفسي، حفلها السنوي الأول مساء أمس، في المتحف القومي للحضارة المصرية، وسط حضور واسع من الوزراء والسفراء والسياسيين وخبراء الصحة النفسية ومفكرين وإعلاميين وشخصيات عامة، وعدد كبير من وسائل الإعلام والصحافة المصرية والعربية.
بدأ الحفل بعرض فيلم وثائقي استعرض أبرز إنجازات مؤسسة فاهم خلال عامها الأول، التي استهدفت نشر الوعي بالصحة النفسية وإزالة الوصم عن المرض النفسي.
ووفق بيان، نجحت المؤسسة في تنظيم 122 فعّالية متنوعة، ضمت 29 ندوة و16 بروتوكول تعاون و13 زيارة ميدانية و9 لقاءات تنسيقية و8 مشاركات في فعّاليات عامة وإقامة 7 ورش عمل و5 جلسات نقاشية وعدد من الدورات التدريبية، كما أطلقت حملتين توعويتين، إضافة إلى فعّاليات أخرى متنوعة. ووصل عدد المستفدين من أنشطة المؤسسة خلال تلك الفترة إلى 1635 مستفيد.
وخلال كلمتها الافتتاحية، أعلنت السفيرة نبيلة مكرم، مؤسِسة ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة فاهم، عن تغيير شعار المؤسسة مع بداية عامها الثاني ليصبح “اسمع.. افهم.. اتكلم”، وقدمت شرحًا لكل كلمة من الكلمات الثلاث، مؤكدة ضرورة أن نسمتع جيدًا حتى نفهم بعضنا البعض، ولا نخجل أبدًا من التعبير عن الرأي والمشاعر بطريقة لائقة تحترم مشاعر الآخر، ولا تسبب الأذى النفسي.
وأضافت: “الصحة النفسية ليس هدفًا، لكنها مثل الصحة البدنية أمر ضروري جدًا لاستمرار حياة الإنسان، ويجب الابتعاد عن كل الأشياء التي تؤثر سلبًا على الصحة النفسية، ومنها على سبيل المثال بعض المواد السلبية التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تهدم ولا تبني، وكذلك أخبار الحروب والصراعات التي قد يكون لها تأثيرًا ضارًا على الصحة النفسية للمتلقي”.
وشددت مكرم على أهمية مفهوم الإيمان في تحقيق ما أسمته بـ”المتانة النفسية”، قائلة: “الإيمان بقوة ربنا، والإيمان بالخير والعدل والحب وكل القيم الدينية والإنسانية يساعد في بناء متانة نفسية للإنسان تمنعه من الاستسلام للمؤثرات السلبية من فقدان شخص قريب أو التعرض لتجربة سيئة، لكن إلى جانب الإيمان والتسليم بالقضاء الإلهي، لا يجب أن نخجل أبدًا من طلب المساعدة لمواجهة المرض النفسي”.
وأضحت أن مؤسسة فاهم حريصة على إزالة وصمة العار عن المريض النفسي، وكان هذا الهدف على رأس أهدافها خلال عامها الأول وعملت على تحقيقه بكل السبل، لأن المرض النفسي ليس وصمة عار.
ولفتت إلى أن الأمر لا يقتصر على المريض فحسب، بل إزالة هذه الوصمة عن الطبيب النفسي أيضًا، وكذلك عن الدواء النفسي.
ووجهت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة فاهم، التحية إلى الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، لدوره الرائد في خدمة الصحة النفسية بالمجتمع المصري، كما وجهت التحية لثلاثة أطباء نفسيين، من أعضاء مجلس أمناء “فاهم”، لجهودهم في دعم أنشطة وفعَّاليات المؤسسة، وهم: د. عفاف حامد، د. عبد الناصر عمر، د. ناصر لوزا، فيما حرصت أيضًا على توجه التحية إلى عدد من الأطباء النفسيين الذين غادروا الحياة بعد عطاء كبير في مجال الصحة النفسية، ومنهم: د. عادل صادق، د. يحيي الرخاوي، د. فيكتور سامي، ود. طارق أسعد.
وشهدت كلمة السفيرة نبيلة مكرم، مشاركة من جانب أحد المرضى الذين يخضعون للعلاج بمستشفى العباسية للصحة النفسية، يدعي “مصطفى جمال”، والذي حرصت “نبيلة مكرم” على تقديمه إلى الحضور وإتاحة الفرصة أمامه لتوجيه كلمة أمام الجميع، وطالب “مصطفى” في كلمته بضرورة التوجه إلى المستشفى أو الطبيب فورًا عند الشعور بالحاجة إلى المساعدة النفسية، وعدم الخجل من المرض.
ومن جانبه، ثمّن الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، دور مؤسسة فاهم في دعم الصحة النفسية، مؤكدًا أهمية مشاركة المجتمع المدني في مساعدة المجتمع الطبي لعلاج الاضطرابات النفسية.
ولفت أن هناك دراسات علمية أجريت خلال عامي 2017 و2018 تشير إلى أن نسبة من يعانون من الاضطرابات النفسية في المجتمع المصري تبلغ 24٪.
وأوضح وزير الصحة والسكان أن دور الوزارة لا يقتصر فقط على رعاية المستشفيات والأطباء والمرضي، ولكن يمتد لمفهوم أشمل يتمثل في الحفاظ على سلامة الصحة النفسية للمواطنين ونشر الوعى بأهمية الوقاية قبل الإصابة بالمرض، وحذر من تأثير الكثافة السكانية على الصحة النفسية للمواطنين.
ومن جانبها، قالت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي: “نحتفل سويًا بعامٍ على إطلاق مؤسسة فاهم الشابة في عمرها، الكبيرة في قيمتها، والتي ولدت لتعزز وتدعم إدراج الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من جودة الحياة، ومن بناء العلاقات، ومن سعادة الأسر، ومن السلام المجتمعي ومن ارتقاء الإنسانية”.
وأشادت الوزيرة بدور مؤسسة فاهم في تنفيذ أكثر من 100 فعالية خلال عامها الأول، وأشارت أن المرض النفسي قد يُشعر الشخص بالاستبعاد أو الاغتراب، أو أن هناك اتجاهات سلبية ضده تشعره بإنه “مرفوض” أو “فاشل” أو “معقد” أو “غريب” أو “خطر” أو “غير صالح للتعامل معه”، وتبرز أهمية مؤسسات المجتمع المدني التي تقدم الدعم النفسي والصحة النفسية كجانب رئيسي من نشاطها، في ابتعادها عن الفئوية، وما يُعرف عن العلاج النفسي من كونه خاص بالفئات ذات الرفاهة، لكن الأزمات والتعثرات النفسية تنتشر أيضًا بشكل واسع بين الفئات الاولى بالرعاية.
وأكملت الوزيرة أن وزارة التضامن الاجتماعي ضمن مكون برنامج وعي للتنمية المجتمعية تولى جانب مهم من تقديم الدعم النفسي، ليس فقط للمضارين، ولكنه بشكل وقائي للأسر، وقالت: “نقدم دعمًا نفسيًا للسيدات المضارات من زواج الأطفال والختان والعنف الأسري، ونقدم الدعم النفسي ضمن برنامج مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، ونعمل على إزالة الوصمة عمن وقع في براثن التعاطي”.
وشهدت فعَّاليات الحفل السنوي، جلسة حوارية بعنوان “الدين والصحة النفسية، أدارتها الإعلامية فاطمة مصطفى، بمشاركة الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أحد علماء الأزهر الشريف، والقس أنطونيوس صبحى، والدكتور ناصر لوزا، والدكتور عبد الناصر عمر، والدكتورة عفاف حامد أعضاء مجلس أمناء مؤسسة فاهم، وتناولت الجلسة الحوارية الحديث عن العلاقة بين الدين والصحة فى مقاومة الضغوط النفسية، وبناء الشخصية الإيجابية القادرة على مواجهة التحديات والصعوبات، وآليات الوصول إلى مجتمع يناهض التمييز والعنف ضد المرضى النفسيين.