04:57 م
الثلاثاء 30 يناير 2024
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
تتحول الكثير من النساء من دور ربة المنزل التقليدي إلى رواد أعمال ناجحين، وذلك بفضل الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا والإنترنت، حيث يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي أن تكون بوابة للتعبير عن المواهب والمهارات، وأحيانًا حتى لتحقيق الأهداف الخيرية ومساعدة الآخرين.
وكانت نقطة انطلاق ” داليا” نحو ريادة الأعمال فبدأت بمبلغ بسيط لا يتجاوز 1000 جنيه في شراء مستلزمات منزلية بسيطة وبيعها عبر الفيس بوك كما تؤكد لـ” لمصراوي”، أنها دشنت جروب عليه يحمل اسم ” زمن العجب أم تقى” وبدأت في تسويق منتجاتها حتى كبر المشروع وبدأت في بيع أجهزة كهربية و نظارات شمس وملابس حريمي ورجالي وأطفالي.
داليا سيد صالح حامد، 38 عاما، متزوجة ولديها 3 أطفال، خريجة معهد نظم ومعلومات عام 2005، تعيش في منزلها بحي “القلقان” بواحة الخارجة في محافظة الوادي الجديد، تؤكد لـ مصراوي، أنها لم تستطيع الحصول على وظيفة حكومية ثابتة ففكرت في العمل داخل منزلها: “بدأت منذ 6 سنوات بعمل منظفات داخل منزلي وبيعها للجيران والأصدقاء لمساعدة أسرتي في مواجهة أعباء الحياة”.
تقول “داليا”: “بدأت أكبر مشروعي وبدأت في بيع الهاند ميد والديكورات والأحذية والمفارش حتى زينة رمضان، وكل مستلزمات البيت العصري”، مشيرًة إلى تشجيع والدتها وزوجها بعد ذلك الذي كان أكبر سند لها مما دفعها للتوسع أكثر والبيع لكافة مراكز المحافظة وقراها بل وحتى المحافظات المجاورة.
أضافت “داليا”، أن المشروع وفر لها عائدًا ماديًا أغناها عن “مد يدها للناس” حسب قولها وأنها تساعد أسرتها لمواجهة غلاء المعيشة بل أحيانا وصل بها الامر لمساعدة أكثر من 20 تلميذ بزي مدرسي مجاني لا تتوفر لهم إمكانيات شرائه بل وتقديم لهم أدوات مدرسية.
تشير “داليا”، إلى أن الحياة صعبة فكثيرا ما يصادفها حالات تحتاج المساعدة كان آخرها مريضة سرطان لم تستطع شراء ملابس العيد الماضي لأطفالها وهو ما دفعها لتقديم ملابس أطفالها بالمجان مؤكدة أن الخير يعود على صاحبه في المقام الأول داعيًة الله أن يكبر مشروع ولكن داخل منزلها فهي لا تريد ترك منزلها وأطفالها الثلاثة وتخرج لتأجير محل في ظل ارتفاع أسعار الإيجارات.
بفضل فيسبوك وقدرتها على الوصول إلى جمهور واسع، تمكنت “داليا” من تغيير حياة العديد من الأطفال ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم، أصبحت سيدة أعمال ناجحة تعتبر قدوة للكثيرين، واستطاعت تحويل رؤيتها إلى واقع ملموس عن طريق الاستفادة من قوة التواصل الاجتماعي، بهذه الطريقة، أصبحت قصة نجاح حقيقية لتحول ربة منزل إلى سيدة أعمال تساعد التلاميذ الفقراء، تعكس قصتها القوة التي يمكن أن تحملها وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير العالم ومساعدة الآخرين في تحقيق أحلامهم.