04:17 م
الإثنين 26 فبراير 2024
الإسكندرية – محمد عامر:
كعادة المتهمين في السجن لتسريع وتيرة الوقت والأيام، جلس “شادي.ح” يتحدث مع “رأفت.م” على سبيل الفضفضة سألًا إياه عن القضية المحبوس بسببها، دون أن يدري أن إجابته ستكون سببًا في خطف شقيقه وأحداثًا درامية تشبه أفلام السينما.
“كنت أعمل محاسبًا بإحدى شركات الأثاث واتهمت باختلاس مليون ونصف المليون جنيه”، بهذه الكلمات رد رأفت، صاحب الـ 35 عامًا، والذي يحمل الجنسية السورية على سؤال “زميل البورش”، فظن الأخير أنه قد اختلس ذلك المبلغ بالفعل وأن لديه أموالًا طائلة.
لم يذق شادي النوم يومها، بعد أن وسوس له الشيطان، وهداه تفكيره إلى ارتكاب واقعة خطف شقيق المذكور وطلب فدية لإطلاق سراحه بقيمة 1.5 مليون جنيه، بالاشتراك مع 6 متهمين آخرين بينهم زوجته.
انتظر المتهم زوجته “م.ف.ال”، 28 سنة، ربة منزل، في أول زيارة له وأخبرها بما يدور في رأسه، وطلب منها الاستعانة بـ 5 متهمين آخرين، ووزع الأدوار بينهم، ودعاها إلى توطيد علاقتها بزوجة زميله.
نفذت الزوجة “المتهمة الثانية” دورها بشكل دقيق ووطدت علاقتها بالمذكورة ودلتها على محام لتوكيله، للدفاع عن زوجها المحبوس، وتتبعتها بعد انتهاء إحدى زياراتها لزوجها حتى تعرفت على محل إقامتها.
وعقب ذلك، علمت زوجة المتهم بصدور قرار إخلاء سبيل للمدعو “رأفت” بكفالة مالية قدرها 20 ألف جنيه، وحضور شقيقه “علاء” ليتوجه إلى المكتب الخاص بالمحامي لسداد الكفالة والإفراج عنه.
استعانت المذكورة بـ 5 متهمين آخرين هم كل من “م.ال.إ” عاطل، و”إ.ال.إ” عامل توصيل طلبات، و”ع.ال.ح” سائق، و”ح.ف.ال” سائق”، و”م.ع.ال”، عاطل، لتنفيذ مخططهم الإجرامي وخطف المذكور- كما خطط زوجها.
ووفقًا لأوراق القضية، فوجئ المجني عليه وزوجة شقيقه أثناء استقلالهما سيارة “تاكسي” متوجهين إلى أحد المحامين لسداد كفالة شقيقه في القضية المحبوس على ذمتها بسيارة ملاكي يستقلها 3 مواطنين بإغلاق الطريق عليهم.
نزل أحد مستقلي السيارة وتوجه إلى المجني عليه وتعدى عليه بالضرب مخرجاً إياه من التاكسي واقتاده إلى السيارة الملاكي ثم اصطحبوه إلى إحدى الشقق السكنية يتواجد بها باقي المتهمين الآخرين.
انهال المتهمون على المجني عليه ضرباً مستخدمين في ذلك أيديهم ومقبض سلاح أبيض “سكين”، ثم كبلوه وعصبوا عينيه ما بث الرعب في نفسه وشل بذلك مقاومته محتجزين إياه بإحدى الغرف المتواجدة بتلك الشقة.
وكشفت التحقيقات سرقة المتهمين للهاتف المحمول ومبلغ مالي وأوراق خاصة بالمجني عليه، كرهًا عنه، ثم تواصلوا مع زوجة شقيقه طالبين فدية قدرها مليون و500 ألف جنيه لإطلاق سراحه.
استغرقت مدة احتجاز المجني عليه لدى المتهمين 30 ساعة تنقلوا به خلالها بين 3 شقق سكنية إلى أن حضرت الشرطة للشقة محل احتجازه وتمكنوا من ضبط المتهمين وإطلاق سراحه.
وبتفتيش المتهمين عثر بحوزة المتهم السادس على سلاح أبيض “مطواة قرن غزال ولفافة تحوي مخدر الهيروين، تزن 96 جرامًا.
وبمواجهة المتهمين المضبوطين، أقروا بارتكاب الواقعة على نحو ما توصلت إليه التحريات، بينما أقر المتهم السادس بإحرازه المخدر المضبوط بقصد التعاطي، وبإرشاد المتهمين تمكن من ضبط جزء من المبلغ المالي والمنقولات المسروقة.
وتبين استئجار المتهمين السيارة المستخدمة في الواقعة من أحد مكاتب السيارات، فيما تتبع المتهم الخامس خط سير المجني عليه مستخدمًا دراجة نارية إلى جانب السيارة الملاكي المشار إليها.
وبالعرض على النيابة العامة قررت إحالة المتهمين السبعة في القضية والتي حملت رقم 19620 لسنة 2023 جنايات سيدي جابر، بتهم خطف المجني عليه كرهًا عنه وسرقته وإحراز مخدر الهيروين بقصد التعاطي.
وقررت محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار حمدي ساري حنيش، رئيس المحكمة، وعضوية كل من المستشار أشرف حمدي أبو زينة، والمستشار أحمد محمود إبراهيم، بمعاقبة المتهمين بالسجن 3 سنوات.