07:22 م
الأحد 04 أغسطس 2024
كتبت- سلمى سمير:
وسط ترقب تنفيذ إيران تهديداتها التي توعدت إسرائيل بها عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، يترقب العالم بحذر إمكانية نشوب معركة مفتوحة يكون فيها لبنان ساحة للحرب، وعلى إثر تلك المخاوف طالبت عدد من الدول رعاياها بمغادرة لبنان بسبب مخاطر اندلاع الحرب.
جاءت على رأس تلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال إرسال التحذيرات المتتالية لرعاياها لحثهم على ضرورة مغادرة لبنان، وسط مخاوف اندلاع مواجهة مباشرة وكبيرة بين حزب الله وإسرائيل.
الولايات المتحدة
“احجزوا أي تذكرة متاحة” كان هذا واحد من التحذيرات التي نشرتها السفارة الأمريكية في بيروت في بيان لها، مع إلغاء وتعليق عدد كبير من شركات الطيران حول العالم لرحلاتها إلى بيروت جراء التصعيدات الإقليمية التي تشهدها المنطقة مؤخرًا على خلفية اغتيال إسرائيل لأحد أكبر القيادات في حزب الله فؤاد شكر واستهداف آخر بعده بسويعات قليلة في إيران لإسماعيل هنية.
وحث البيان حاملي الجنسية الأمريكية على ضرورة مغادرة لبنان سواء من خلال رحلات مباشرة إلى الولايات المتحدة أو عبر أي رحلة إلى بلد آخر، واضعًا عدد من التسهيلات أمام المواطنين الذين لا يملكون الأموال من خلال الاتصال بالسفارة “للحصول على مساعدة مالية من خلال قروض العودة إلى الوطن”.
من جانب آخر، أكدت واشنطن في بيان سفارتها ببيروت، أن الأمريكيين الذين سيختارون البقاء في لبنان عليهم تجهيز خطط طارئة لحالات الطوارئ والاستعداد للاحتماء في أماكنهم لفترة طويلة من الوقت، قائلة إن من يختار البقاء فعليه عدم الاعتماد على الحكومة الأمريكية للمساعدة في المغادرة أو الإخلاء في حالة الأزمات.
السعودية
من جانبها جددت المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، مطالبتها إلى مواطنيها بضرورة مغادرة الأراضي اللبنانية بشكل عاجل، جراء المخاوف من اندلاع الحرب المفتوحة التي أعلن عنها زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، في تصريحاته الخميس الماضي، والتي أكد فيها على انتقال حرب الإسناد التي أعلنها الحزب في أكتوبر الماضي إلى المعركة المفتوحة بعد اغتيال إسرائيل للقيادي فؤاد شكر في بيروت.
وقالت السفارة السعودية بلبنان في بيانها، “تتابع سفارة المملكة العربية السعودية عن كثب تطورات الأحداث في جنوب لبنان، وتجدد السفارة دعوة المواطنين السعوديين لمغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري التزامًا بقرار منع السفر إلى لبنان”.
الأردن
جاء تحذير الأردن إلى رعاياه في لبنان، عبر بيان أصدرته وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، والتي طالبت فيها المواطنين الأردنيين بتجنب السفر إلى بيروت في الآونة الحالية للحفاظ على سلامتهم في ظل التصعيدات الجارية.
كذلك وطالبت الأردن رعاياها المتواجدين في لبنان بمغادرته كما فعلت باقي الدول، قائلة في البيان الذي صرح به المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأردنية سفيان القضاة، إن دعوات المغادرة تأتي من منطلق التحسب لأية تطورات في ضوء الوضع الإقليمي، والحرص على سلامة المواطنين.
من ناحية أخرى نصحت الخارجية الأردنية مواطنيها الذين لن يتمكنوا من المغادرة إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات اللبنانية المختصة، وإلى التسجيل الفوري على الموقع الإلكتروني للسفارة الأردنية في بيروت.
فرنسا
جدد فرنسا، دعوتها اليوم الأحد، إلى مواطنيها من أجل استقلال أول رحلة طيران متجهة إلى باريس “فور الإمكان” وذلك خلال بيان، نشرته وزارة الخارجية الفرنسية.
وأشارت الخارجية الفرنسية في بيانها، إلى أنه لا يزال هناك عدد من الرحلات الجوية المتجهة إلى فرنسا وغيرها للراغبين في الحفاظ على سلامتهم بمغادرة لبنان، مشددة على أن دعواتها لمغادرة المنطقة تأتي في ” سياق أمني متقلب جدًا” وفي إطار المخاوف من اندلاع حرب أكبر يكون فيها لبنان ساحة رئيسية.
ألمانيا
كانت ألمانيا من أوائل الدول التي طالبت رعاياها بمغادرة لبنان، وذلك إثر حادث مجدل شمس في الجولان المحتل، والذي ألقت فيه إسرائيل باللوم على حزب الله الللبناني، وهو ما نفاه الأخير، قائلًا إن إسرائيل تتهمه بعد من الادعاءات لتفجير الأوضاع في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن هيبستريت، إن برلين تطالب جميع رعاياها بمغادرة لبنان على وجه السرعة، إثر التوترات التي تشهدها المنطقة، مطالبًا جميع الفاعلين في المنطقة تحديدًا إيران بتغليب العقل وتجنب تصعيد التوترات بشكل أكبر في المنطقة.
وازدات حدة التوترات في المنطقة، إثر الهجوم الصاروخي الذي استهدف قرية مجدل شمس في الجولان المحتل، ونتج عنها مقتل 11 شخصًا وإصابة العشرات، لتلقي تل أبيب بعدها مباشرة باللوم على حزب الله وهو ما نفاه قائلًا إن إسرائيل تختلق الأكاذيب لتصعيد الوضع.
توعدت إسرائيل بعد ذلك بالرد على ذلك الهجوم، لتقوم بعدها باستهداف قيادي كبير في حزب الله وهو فؤاد شكر أثناء تواجده في مبنى بالضاحية الجنوبية ببيروت، ثم بعد ذلك قامت باستهداف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس أثناء ذهابه لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.