12:14 ص
الخميس 14 ديسمبر 2023
مصراوي
قالت صحيفة معاريف العبرية، إن الانتقادات التي وجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والسياسات المتطرفة لوزراء الحكومة، أوضحت القلق المتزايد في واشنطن من أن إسرائيل تتجنب عمدا ولأسباب سياسية، صياغة استراتيجية خروج من الحرب، إضافة إلى اختلافات المواقف بين الرؤية الأمريكية والموقف الذي طرحه رئيس الوزراء الاسرائيلي، والذي بموجبه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بالسيطرة على غزة بعد الحرب.
وحسب الصحيفة العبرية، فإن الانتقادات الحادة التي وجهها بايدن لم تأت من العدم. ففي الأشهر التسعة التي سبقت الحرب، اتسمت العلاقات بين الإدارتين بتوتر كبير، تجلى في رفض بايدن دعوة نتنياهو لزيارة البيت الأبيض. حتى أن بايدن وصف الحكومة الحالية بأنها الأكثر تطرفا التي عرفها منذ الأيام الذهبية.
منذ اليوم الأول للحرب، انحاز بايدن بشكل غير مسبوق إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي حسبما أشارت معاريف، ويرجع ذلك إلى التزامه العميق بأمن إسرائيل كما يصرح دائمًا، كما يعبر عن ذلك بعبارته: “ليس من الضروري أن تكون يهوديًا لتكون صهيونيا”. بل إن بايدن يظهر استعدادا لدفع ثمن سياسي وشخصي باهظ بسبب الانتقادات الموجهة إليه من قبل دوائر في الحزب الديمقراطي وعناصر في إدارته بسبب الموقف الأحادي الذي يتخذه لصالح إسرائيل.
ومع ذلك، يحذر بايدن من أن إسرائيل قد تخسر الدعم الدولي الواسع إذا لم تتصرف بحكمة فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة وتقليل الضرر الذي يلحق بالسكان.في الوقت نفسه، حدد بايدن عدة مبادئ توجيهية لإسرائيل بشأن غزة، أبرزها أنه لن يُسمح بالترحيل القسري للفلسطينيين، ولا إعادة احتلال القطاع، وعدم فرض حصار أو إغلاق، ولا تقليص مساحة الشريط الحدودي.
بل إن بايدن يعتقد أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويهدف إلى الحفاظ على صورة وخصوصية إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. ويرى أن توفير منظور سياسي وإشراك السلطة الفلسطينية في إعادة إعمار قطاع غزة أمران أساسيان من أجل حشد العرب لدعم وإظهار المشاركة الفعّالة في عمليات إعادة الإعمار، وفقا لما قالته الصحيفة العبرية.
من الأفضل للحكومة الاسرائيلية أن تحرص على إجراء المناقشات مع الإدارة الأمريكية حول “اليوم التالي” خلف الكواليس وليس علنا، لأن ذلك يؤدي إلى الإضرار بقوتنا وتشجيع أعداء إسرائيل حسب قول صحيفة معاريف العبرية، فهذا هو الوقت الذي ينبغي فيه على الحكومة الإسرائيلية أن تظهر الحكمة السياسية وتفضل الاعتبارات الاستراتيجية والأمنية لإسرائيل على الاعتبارات السياسية الضيقة.