04:56 م
الثلاثاء 27 يونيو 2023
كتب- محمود عبد الرحمن:
في طابور طويل أغلبه من السيدات أمام إحدى محلات الجزارة المتخصصة في بيع اللحوم الجملي بمنطقة فيصل بالجيزة، انتظر محمد شاهين لشراء كيلو ونصف من اللحمة يكفي أسرته المكونة من 7 أفراد استعدادا لاستقبال أول أيام عيد الأضحى، وذلك على عكس ما اعتاد عليه الرجل الستيني خلال السنوات الماضية بشراء تلك الكمية من اللحمة البلدي في إشارة إلى اللحم العجول الصغيرة، بينما كان يقتصر استخدامهم للحوم الجملي على أكلات معينة.
“كنا نشتري اللحمة العجالي والبقري للأكل والجملي للكفتة والحواوشي بس”، يستكمل شاهين صاحب الـ63 عاما، لكن مع الارتفاع غير المسبوق -كما يصفه- في أسعار اللحوم بمختلف أنواعها، وجد نفسه مضطرا للاستغناء عن اللحمة البلدي التي تجاوز سعرها 350 جنيها والاكتفاء بـ اللحمة الجملي التي يباع الكيلو منها 230 جنيها في الأسواق: “مين معاه 640 جنيه عشان يجيب اتنين كيلو لحمة”.
الإقبال الشديد من المواطنين على شراء اللحوم الجملي لانخفاض أسعارها مقارنة بالبلدي التي يرتفع سعرها بين الحين والآخر، دفع العديد من أصحاب محلات الجزارة في المناطق الشعبية بشراء احتياجاتهم من اللحوم الجملي، وذلك لتلبية متطلبات الزبائن المستمرة، من بين هؤلاء أصحاب المحلات عامر عبد الستار يقول “أول ما الإقبال ارتفع على الجملي زودنا الكميات اللي بنشتريها من السوق”.
منذ 5 سنوات، يعمل عامر صاحب الـ28 عاما في مهنة الجزارة خلفا لوالده، اعتاد خلال هذه الفترة بيع أنواع مختلفة من اللحوم في المحل الذي يمتلكه في منطقة كفر طهرمس من ضاني وبلدي وجملي، وذلك وفقا لأولية معينة يقول “اللحمة البلدي أكتر حاجة كنا نبيعها في المحل”، بجانب توفيره كميات محدودة من اللحوم العجلي وغيرها من الضاني: “كنا نشتري ربع جمل لزبائن الكفتة و الحواوشي”، ليختلف الوضع بعد حالة الركود على شراء اللحوم البلدي وزيادة الطلب على شراء الجملي: “اللحمة الجملي سعرها كويس وعليها طلب الأيام دي”، يقول عبد الستار.
“اللحمة الجملي سعرها كويس وطعمها زي العجالي كمان”، تقول فادية محمد. طيلة الفترة الماضية اعتادت السيدة الخمسينية التي تعول أسرة مكونة من 4 أفراد شراء اللحوم المستوردة، نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار اللحوم الأخرى: “كان سعر كيلو اللحمة المستوردة بـ 85 جنيه”، والذي كان يتناسب مع ظروفها المادية الصعبة، لتقرر الاعتماد على اللحوم الجملي عقب ارتفاع أسعار اللحوم المستوردة إلى 195 في المجمعات الاستهلاكية والمنافذ التابعة لوزارة التموين و 200 جنيه في الأسواق، “اللحوم الجملي أغلى حبة بس طعمها زي البلدي”.
ساهم ارتفاع أسعار اللحوم المستوردة والدواجن خلال الفترة الماضية في زيادة إقبال المواطنين على محلات الجزارة لشراء اللحمة الجملي يقول عامر “الجملي أحسن من المستورد عشان طازة”، يصف الجزار الشاب انتعاشة المبيعات بمحلة عقب أزمة اللحوم المستوردة يقول “الناس كانت على بعضها في المحل والكميات كانت تخلص بسرعة”.
“كنا دايما نشتري فراخ وكل فين كيلو أو اثنين لحمة بلدي”، تقول صافية كامل، التي انتظرت بين مجموعة من السيدات انتهاء العامل بالمحل من فرم جزء من اللحم الجملي التي قامت بشرائها.
كغيرها من مئات الأمهات تحاول الأم التي تعول 3 أطفال تنوع متطلبات منزلها من البروتين، تشتري الكميات التي تحتاج إليها شهريا من اللحوم بأشكالها المختلفة ” مستورد وبلدي” وغيرهم من الدواجن والأسماك: “أجيب اتنين كيلو سمك وفراخ ولحمة ونطلع منهم طول الشهر”، لكن عقب القفزة الكبيرة في الأسعار خلال الفترة الأخيرة وجدت السيدة الأربعينية نفسها مجبرة على تقليل ما كانت تقوم بشرائه بجانب تخليها عن بعض الأصناف: “بقينا نجيب السمك كل شهر مرة واحدة”، والاعتماد بكثرة على اللحمة الجملي والدواجن على الرغم من ارتفاع أسعارها: “الولاد عندي يحبوا الفراخ”.