02:00 ص
الأحد 17 سبتمبر 2023
كتب- محمد شاكر
افتتح أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، مسجد سارية الجبل بالقلعة، وأكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أن قلعة صلاح الدين بالقاهرة، من أفخم القلاع الحربية الإسلامية فى العالم وتضم العديد من المنشآت داخلها، 3 مساجد هى جامع محمد على وجامع الناصر محمد وجامع سارية الجبل، و4 متاحف هى المتحف الحربى ومتحف الشرطة ومتحف المركبات الملكية ومتحف قصر الجوهرة، و4 قصور هى قصر الجوهرة وقصر الحرم وقصر الأبلق وقصر سراى العدل، وبئر هو بئر يوسف .
وأوضح ريحان أن منشىء القلعة صلاح الدين يوسف بن أيوب عام 572هـ، 1176م ونقش هذا على باب المدرج من أحد أبواب القلعة، نصه “أمر بإنشاء هذه القلعة الباهرة المجاورة لمحروسة القاهرة التى جمعت نفعًا وتحسينًا مولانا الملك الناصر صلاح الدنيا والدين”، ولقد شيَّد صلاح الدين قلعتين فى سيناء هما قلعة الجندى وقلعته بجزيرة فرعون بطابا لمقاومة الصليبيين وكان له طريق خاص بسيناء يربط القلعتين”
وتابع ريحان: أسباب الإنشاء جاءت لصد غارات الصليبيين ومقرًا للحكم فوق جبل المقطم فى موضع كان يطلق عليه قبة الهواء، وقام بالبناء وزيره بهاء الدين قراقوش وتُوفي صلاح الدين قبل اكتمال البناء الذى أكمله أخوه الملك العادل من أسوار وأبواب، وأكمل الملك الكامل الأبراج وعددها 18 برجًا تدعم أسوار القلعة، وأول من اتخذها دارًا للملك هو الملك الكامل.
وأضاف ريحان: علماء الحملة الفرنسية رسموا أقدم خريطة للقلعة فى كتاب “وصف مصر”، وعندما احتلت بريطانيا مصر 1882 اتخذت القلعة مقرًّا لقيادة أركان الجيش البريطاني حتى عام 1946 حين جلاء الإنجليز من القلعة، وتم رفع العلم المصرى عليها وتسلمها الجيش المصرى، وظلّت تحت قيادته إلى أن تسلمتها هيئة الآثار المصرية عام 1983.
ونوه إلى أهمية مساجد القلعة والذى يتم افتتاح أحدها اليوم وهى مسجد سارية الجبل وجامع الناصر محمد الذى يعود إلى عام 718هـ/ 1318م وعُرف بالجامع الناصري نسبة إلى الناصر محمد كما عرف بجامع الخطبة باعتباره الجامع الرسمى الذي تقام فيه صلاة الجمعة، مساحته أكثر من ثلاثة آلاف متر مربع ويتسع لـخمسة آلاف مصلٍّ، له مئذنتان ومقصورة تحيط بالأروقة وقبة كبيرة حملت على أعمدة ضخمة من الجرانيت، وقبة هذا الجامع قبة خضراء تقع فوق المحراب تشبه قبة المسجد النبوى وهى من القِباب المتميزة في العصر المملوكى.
وجامع محمد على ويطلق عليه جامع الألبستر أو مسجد المرمر لكثرة استخدام هذا النوع من الرخام في تكسية جدرانه، أنشأه محمد علي باشا 1830 إلى 1848م على الطراز العثماني، على غرار جامع السلطان أحمد بإسطنبول، وأضاف إليه عباس حلمي باشا الأول، محمد سعيد باشا، إسماعيل باشا، توفيق باشا، وكانت أضخم عملية ترميم في عهد فؤاد الأول الذي أمر بإعادة المسجد إلى رونقه القديم بعد أن أصابت جدرانه التشققات بفعل خلل هندسي، كما اهتم ابنه فاروق الأول من بعده بالمسجد وافتتحه للصلاة من جديد بعد إتمام عملية ترميمه.
شُيد المسجد في قسم من أرض قصر الأبلق داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، تخطيطه مستطيل ينقسم إلى قسم شرقي معد للصلاة، وقسم غربي وهو الصحن الذي تتوسطه فسقية، ولكل من القسمين بابين متقابلين أحدهما جنوبى والآخر شمالى، القسم الشرقي مربع الشكل طول ضلعه من الداخل 41 متر، تتوسطه قبة مرتفعة قطرها 21 متر، وارتفاعها 52 متر عن مستوى أرضية المسجد، وهي محمولة على أربعة عقود كبيرة وتستند أطرافها على أربعة أكتاف مربعة، ومن حولها توجد أربعة أنصاف قباب، ونصف خامس يغطي بروز المحراب، بخلاف أربعة قباب صغيرة موزعة بأركان المسجد.
ومسجد سليمان باشا الخادم المعروف بسارية الجبل، أنشأه سليمان باشا الخادم أحد الولاة العثمانيين على مصر 1528 / 1529م.، وهو أول المساجد التي أنشئت بمصر على الطراز العثماني، يتكون من قسمين قسم مغطى بقبة في الوسط تحيط بها أنصاف قباب مزينة بنقوش ملونة تتخللها كتابات متنوعة ويكسو جدرانه من أسفل وزرة من الرخام تنتهي بشريط من الخط الكوفي المزهر بآيات قرآنية وبتوسط جداره الشرقي محراب ومنبر من الرخام، وبالجدار الغربي باب يؤدي إلى القسم الثاني.
والقسم الثاني مكون من صحن أوسط مكشوف فرشت أرضيته بالرخام الملون يحيط به أربعة أروقة تغطيها قباب محمولة على عقود ترتكز على أكتاف، وبالجهة الغربية من الصحن قبة صغيرة بها عدة قبور عليها تراكيب رخامية ذات شواهد تنتهي بنماذج مختلفة لأغطية الرأس التي كانت منتشرة في ذلك العصر
تشتمل القلعة على أربعة متاحف هى متحف قصر الجوهرة، ومن مقتنياته ثريا تزن 1000 كيلوجرام، أهداها ملك فرنسا “لويس فيليب الأول” لمحمد علي باشا، وكذلك كرسى عرش محمد علي الذي أهداه له ملك إيطاليا، وهو قصر للضيافة في منطقة القلعة يضم مقتنيات خاصة بمحمد على باشا والهدايا التي تم إهداؤها لأسرة محمد علي حتى عهد الملك فاروق، شيد عام 1814م، وتعرض لحريق بعد فترة وأعيد افتتاحه عام 1983 ومتحف المركبات الملكية الذى تم افتتاحه عام ١٩٨3، وتحكى مقتنياته تاريخ العربات الملكية من عهد الخديوي إسماعيل حتى عهد الملك فاروق، بالإضافة إلى مجموعة من الملابس والإكسسوار الخاص بالخيول المخصصة لجر تلك العربات، كما يضم مجموعة من اللوحات الزيتية الجميلة بالإضافة إلى أحد التماثيل النصفية للخديوي إسماعيل.
والمتحف الحربى يقع فى الجزء الشمالى الغربى من القلعة الذى يطلق عليها “قصور الحرم الثلاث” التي يشرف على جبل المقطم والحطابة وباب المدرج (مدخل القلعة) وقد أمر محمد علي باشا بإنشاء هذه القصور عام 1812 بداية بالقصر الأوسط ثم القصر الشرقي والغربي وكان يحيط بهم سور واحد مهدم الآن مما جعل الحديقة تنكشف أمام القصر الأوسط وهذه القصور الثلاثة تكاد تكون متشابهة في تخطيطها.
أما المتحف الحربى أنشىء عام 1937 بمبنى وزارة الدفاع القديم بشارع الفلكي في القاهرة ثم انتقل إلى مبنى مؤقت بجاردن سيتي عام 1938 وافتتح رسميًا بقصر الحرم بالقلعة في نوفمبر 1949، وأعيد تجديده وافتتاحه عام 1982، وتم تطويره بالتعاون بين وزارة الدفاع وهيئة الآثار وافتتح بعد التطوير عام 1988 وطُوّر مرة أخرى بالاشتراك مع جمهورية كوريا الديمقراطية عام 1990 وافتتح عام 1993، يضم المتحف عدة قاعات، قاعة المجد، قاعة الملابس، قاعة المدفعية، قاعة الأسلحة، عصر مصر القديمة، العصر الإسلامي، عصر أسره محمد على باشا، قاعة نصر أكتوبر، قاعة الشهداء، ساحة العرض المكشوف.
ويقع متحف الشرطة في الجهة الشمالية الغربية من القلعة في المنطقة التي كان يطلق عليها “ساحة العلم” ، أفتتح عام 1986 ويضم صورًا لوزراء الداخلية منذ عام 1878م بدءًا بمصطفى رياض باشا وحتى عام 1984م وصورة شخصية لمحمد على باشا وأسلحة ودروع وخوذات وحراب بالإضافة إلى مجموعة من أوسمة الشرطة، ونبذة مختصرة عن أدهم الشرقاوى ونشاطه وبعض العملات المزورة والآلات المستخدمة في التزوير وقسم الاغتيالات السياسية ومعركة الإسماعيلية.
كما يعرض تطور الشرطة من عصر مصر القديمة وحتى العصر الحديث وصورتان لريا وسكينة ومقتنيات أجهزة الأمن المصرية قديمًا وحديثًا والأدوات المستخدمة في اقسام الشرطة والقرقونات وملابس أفراد الشرطة وبعض الصور لمشاهير الضباط
أما بئر يوسف الشهير بالقلعة أو بئر الدوامة جنوب مسجد الناصر محمد، فهى البئر الذى حفرها صلاح الدين بعمق 85 م، وعرف باسم “بئر يوسف” نسبة إلى الملك الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب وهو صلاح الدين الأيوبى.