01:15 م
الأحد 06 أغسطس 2023
(دويتشه فيله)
أمام احتدام المنافسة الجيوسياسية، وتصاعد التوترات بين القوى الكبرى، تشتد المخاوف من اندلاع حرب نووية، والذكرى 78 للقصف النووي على هيروشيما في الحرب العالمية الثانية كانت مناسبة لتذكير العالم بكارثة ليس لها نظير.
هل بات العالم أمام حرب نووية وشيكة؟ سؤال يُطرح بإلحاح منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وسط إصرار كوريا الشمالية على تعزيز ترسانتها النووية غير مكثرته بعقوبات الأسرة الدولية.
يخلد الأحد الذكرى الـ 78 للقصف النووي الأمريكي على مدينة هيروشيما اليابانية، والتي تعد إلى جانب الهجوم على ناغازاكي أكبر كارثة شهدتها البشرية منذ عام 1945 إلى اليوم، حيث قتل نحو 140 ألف شخص في هيروشيما و74 ألفا آخرون بعد ثلاثة أيام في ناغازاكي.
في مثل هذا اليوم كان لا بد للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن يطلق تحذيرات عاجلة إلى من يهمه الأمر للتعلم من دروس موجعة، وذلك في رسالة تلتها إيزومي ناكاميتسو، الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح أمام نصب السلام التذكاري في هيروشيما.
وجاء في الرسالة إنّ “طبول الحرب النووية تدق مرة أخرى. إن انعدام الثقة والانقسام يتصاعدان. شبح الحرب النووية الذي كان يلوح في الأفق خلال الحرب الباردة قد ظهر من جديد. وتهدد بعض الدول، بشكل متهور، باستخدام أدوات الإبادة هذه من جديد”. وفي انتظار “إزالة كاملة” لجميع الأسلحة النووية، ناشد غوتيريش المجتمع الدولي التحدث بصوت واحد بشأن هذه القضية على “النحو المبين” في خطته الجديدة للسلام.
وتدعو الخطة الجديدة، التي تمّ إطلاقها في يوليو من هذا العام، الدول الأعضاء إلى إعادة الالتزام بالسعي نحو بناء عالم خالٍ من الأسلحة النووية وتعزيز المعايير العالمية ضد استخدامها وانتشارها.
وقال الأمين العام في رسالته إن “الدول التي تمتلك أسلحة نووية يتعين عليها أن تلتزم بعدم استخدامها مطلقا”، مشددا على اصرار الأمم المتحدة مواصلة العمل لتعزيز القواعد العالمية بشأن نزع السلاح وعدم الانتشار، ولا سيما معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومعاهدة حظر الأسلحة النووية.
يذكر أن المحادثات حول معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية تجرى في العاصمة النمساوية إلى غاية 11 من أغسطس الجاري.
هيروشيما تحيي ذكرى ضحاياها
موازاة لذلك، وخلال مراسم إحياء ذكرى القصف على هيروشيما، ندد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بتلويح روسيا بإمكانية استخدام السلاح النووي، مشددا خلال مراسم تخليد الذكرى الأليمة في هيروشيما إن “الدمار الذي أحدثته الأسلحة النووية في هيروشيما وناغازاكي لا يمكن أن يتكرّر أبدا”.
وأكد رئيس الوزراء الذي تتحدر عائلته من هيروشيما أن “اليابان، الدولة الوحيدة التي تعرضت لقصف ذري خلال الحرب، ستواصل جهودها من أجل عالم خال من الأسلحة النووية”.
وأقرّ كيشيدا أن “الطريق نحو هذا الهدف يزداد صعوبة بسبب الانقسامات المتزايدة في صفوف الأسرة الدولية حول نزع السلاح النووي والخطر النووي الروسي”.
وصلى آلاف الحاضرين وبينهم ناجون وأهالي وأقرباء ضحايا، إلى جانب شخصيات أجنبية قادمة من 111 بلداً في مشاركة قياسية من حيث عدد الدول.
وللسنة الثانية على التوالي لم تدعُ اليابان روسيا ولا بيلاروسيا لحضور المراسم بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.