04:56 م
الإثنين 18 مارس 2024
كتبت- سلمى سمير:
أصدر فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية خامسة بانتخابات الرئاسة الروسية صدا واسعًا، مع إعلان لجنة الانتخابات فوزه بفارق شاسع على خصومه الـ3 بتحقيقه بتقدمه بنسبة 87%، وهو ما استنكره الغرب بشكل واضح بل وخرجت العديد من الدول الأوروبية تهاجم زعيم روسيا وتشكك في مصداقية الانتخابات التي جرت على مدار 3 أيام.
خلال بيان ألقاه بوتين عُرف بخطاب “النصر”، للحديث عن سياسته الجديدة إضافة إلى تقديم الشكر للناخبين، خص الرجل صاحب الـ71 عامًا دول الغرب بالحديث ملوحًا بإمكانية نشوب حرب عالمية ثالثة، جراء السياسات الغربية في التعامل مع الحرب الأوكرانية التي دخلت عامها الـ3.
تهديد بالحرب
جاء تهديد بوتين خلال مقر حملته الانتخابية بموسكو بنشوب عالمية ثالثة لقطع السبيل أمام أي أفكار من الدول الأوروبية بإرسال قوات إلى أوكرانيا في ظل حديث فرنسا عن استعدادها لإرسال قوات إلى كييف للمشاركة في الحرب ضد الجيش الروسي، ما دفع بوتين للتهديد أنه سيضع المنطقة بأكملها في موقف لن يعود بالخير على أحد.
لم يكشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشكل دقيق عن الحالة التي ستنضم فيها قوات بلاده إلى جانب الأوكران، لكنه اكتفى بالإشارة إلى أن فرنسا لن تشن هجومًا ضد روسيا، واصفًا الحرب الدائرة بـ “الوجودية”، ومع إبدائه رغبة في انضمام قوات غربية لساحة القتال، لكنه في الوقت ذاته قال إن الجيش الأوكراني لا يحتاج للمساعدة الغربية في الوقت الحالي.
وليست تلك بالمرة الأولى التي يقترح فيها ماكرون مسألة إرسال قوات إلى الغرب مع طرحها سابقًا وهو ما قوبل برفض من قبل قادة أوروبيين آخرين، لكن الأمر تلك المرة هو موافقة الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ في تصويت رمزي على اتفاقية أمنية تمتد لعشر سنوات مع أوكرانيا.
عقب تصريحات ماكرون التي أثارت غضب روسيا، كشفت وسائل إعلام روسية عن تسريبات لمحادثات سرية بين ضباط من الجيش الألماني ناقشوا فيها احتمالات استخدام صواريخ “تاوروس” الألمانية، في توجيه ضربات محددة ضد أهداف عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وهو ما رد عليه الكرملين بأنه تأكيد على مزاعم تورط الغرب بشكل مباشر في الحرب الدائرة.
هل يخوض حرب مع الناتو؟
لطالما شاع عن بوتين أنه يضع نصب عينيه حلم استعادة الاتحاد السوفيتي الكبير، وهو ما أقلق قادة الغرب وتحدثوا عنه في مناسبات عدة، عن تخطيط بوتين لمواجهة الغرب في حرب موسعة خلال السنوات المقبلة، وذلك حسب رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي الأدميرال روب باور، في تصريحات لمجلة “نيوزويك” الأمريكية.
وقال باور، إن بوتين يحلم بما هو أبعد من الانتصار على أوكرانيا، داعيًا أعضاء حلف شمال الأطلسي للاستعداد لحرب مع روسيا خلال السنوات العشرين المقبلة، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن بقوله إن بوتين سيهاجم حلف شمال الأطلسي بعد انتهائه من أوكرانيا.
جاءت تصريحات باور موازية لتحذيرات أطلقها المعهد الأمريكي لدراسة الحرب “آي إس دابليو” أشار فيها لاستعداد الرئيس الروسي لشن حرب طويلة الأمد مع حلف الناتو، وأكد على ذلك أستاذ السياسة بجامعة روتشستر في نيودلهي راندال ستون، الذي ألمح إلى أن بوتين سيصبح أكثر عداء تجاه الغرب في المستقبل، مشيرًا لإمكانية سعيه للسيطرة على بولندا “خصم روسيا التاريخي” حسب وصف الرئيس الروسي بعد انتهاء حربه على أوكرانيا.
وكان بوتين قد لوح قبل فترة باستخدام روسيا للأسلحة النووية، وهو ما تم تداوله بشكل واسع باعتبار تصريحات بوتين تهديدًا مباشرًا بشن حرب نووية، وهو ما نفاه الكرملين، حين قال إن تصريحات بوتين بشأن جاهزية الجيش لأي حرب نووية في حال تعرض روسيا للتهديد، لا يعني تهديدًا باستخدام تلك الأسلحة، مشيرًا إلى أن اضطرار روسيا لاستخدام الأسلحة النووية يأتي في “ظروف معروفة”.