10:47 م
الخميس 07 مارس 2024
كتب- مصراوي
في الآونة الأخيرة تشهد حكومة الاحتلال الإسرائيلية، منافسة سياسية، بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والوزير في حكومة الحرب بيني جانتس، إذ كشفت الزيارة التي قام بها الأخير إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عمق الخلاف بينهما.
وذهب الوزير في حكومة الحرب إلى واشنطن، لعقد سلسلة من الاجتماعات، يومي الإثنين والثلاثاء الماضي، وإلى لندن في الأربعاء، تلك الزيارة أثارت غضب نتنياهو، نظرًا لأنها تمت دون التنسيق معه، والتي اعتبرها تجاوزا لمنصبه
وتظهر زيارة جانتس إلى واشنطن -الداعم الرئيسي لإسرائيل- أن ثقته في نتنياهو وصلت إلى أدنى مستوياتها، وأن هدفه منها طرح نفسه كرئيس وزراء محتمل في المستقبل، بحسب ما قاله ليوهانان بليسنز مدير المعهد الديمقراطي الإسرائيلي.
وأوضح أن هدف الزيارة البدء في التحضير لخروجه من الحكومة كذلك”، مستغلاً القلق المتزايد الذي تبديه واشنطن من مسار الحرب في قطاع غزة، إذ يعد جانتس خصمًا سياسيًا لنتياهو، فضلًا عن أنه هو من يدير العلاقات مع الولايات المتحدة، “لذلك تعتبر هذه الزيارة كنوع من حملة انتخابية من نوع ما من وراء ظهره”، إذ أحدثت الزيارة ضجة كبيرة في الداخل الإسرائيلي.
وعلى خلفية الزيارة، أثار زعيم حزب الوحدة الوطنية الوسطي غضب وزراء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، إضافة إلى تنديد وزيرة المواصلات ميري ريغيف، إذ علقت قائلة، “إنه يتصرف من وراء ظهر رئيس الوزراء”، واصفة هذه الخطوة بـ”التخريبية”.
والإثنين الماضي، التقى وزير مجلس الحرب المصغر في واشنطن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، معربة عن “قلقها العميق” من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، التي تهدد بالمجاعة 2,2 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة.
وجاء هذا بالإضافة إلى اجتماعات جانتس التي عقدها مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.
بينما رحب جانتس أيضا خلال الأسبوع الماضي، بإصلاح نظام الخدمة العسكرية الذي أعلنه يوآف غالانت لدمج اليهود المتشددين المعفيين لأسباب دينية، وهو ما كان له مفعول قنبلة سياسية في إسرائيل، إذ رأته وسائل الإعلام دليلًا على عدم ثقة جالانت بنتنياهو، برغم أنهما عضوان في الحزب نفسه.
ووفق ليوهانان بليسنز مدير المعهد الديمقراطي الإسرائيلي، فإن اقتراح جالانت، وضع رئيس وزراء الاحتلال في موقف حرج، ففي الوقت ذاته يمكن للحزبين الرئيسيين اللذين يمثلان اليهود المتطرفين يمكنهما إسقاط ائتلافه الهش في أي لحظة.
وبحسب استطلاع رأي أجرته القناة 13 العبرية، فإن نحو 53% من الإسرائيليين يرون أن البقاء السياسي هو الدافع وراء إطالة بنيامين نتنياهو الحرب على غزة، بينما يعتقد 35% أن نتنياهو مستمر في الحرب لغايات “النصر الحاسم”.
“في صراع مفتوح”، هكذا عبر رؤوفين حزان الأستاذ في قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، عن علاقة جو بايدن الرئيس الأمريكي ونتنياهو، فقد حثت واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي على عدم “الاستمرار على هذا النحو في قتل المدنيين بالجملة في غزة دون أن يكون لديه خطة لمعرفة ما يريد فعله بعد” الحرب.
في السياق ذاته تتوسع دائرة الخلاف بين الولايات المتحدة وسياسة نتنياهو حول التعامل مع هجوم 7 أكتوبر في تحديد أهداف الحرب، وفي حدة الهجمات وتناسبها، والتعامل مع قضية الأسرى، ووقف إطلاق النار والهدنات، إضافة إلى الإطار العام لحكم غزة بعد الحرب.