11:02 م
الإثنين 25 مارس 2024
كتبت- أسماء البتاكوشي
بعدما تبنى مجلس الأمن الدولي قرارًا يتضمن وقفًا فوريًا لإطلاق النار في قطاع غزة، توالت ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة والمستنكرة للقرار، خاصة بعدما امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت وعدم استخدامها حق النقض “الفيتو” لتمرير القرار.
وعقب تمرير القرار سارع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى إلغاء زيارة وفد إسرائيلي كان من المقرر له التوجه إلى واشنطن، وذلك بعد امتناع الأخيرة عن استخدام الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار، بحسب ما أعلنه ديوان رئيس الوزراء.
واعتبر نتنياهو أن الولايات المتحدة غيرت من موقفها، ما يرى أنه يضر بجهود الحرب وجهود إطلاق سراح الأسرى، موضحًا أن “الفشل” في استخدام حق الفيتو خلال تصويت مجلس الأمن، ما هو إلا تراجع صريح عن موقفها السابق في دعم تل أبيب.
وكان نتنياهو هدد الإدارة الأمريكية، أنه سوف يلغي زيارة وفد إسرائيل إلى واشنطن إذا لم تستخدم أمريكا الفيتو ضد القرار الأممي حول غزة.
نتنياهو ليس الوحيد من رفض قرار مجلس الأمن، بل انضم إليه وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي قال في حسابه على موقع التدوينات القصيرة “إكس” تويتر سابقًا، “مضت 5 أشهر ونصف ولم ننسى ولن نتوقف حتى تحقيق النصر وإعادة الأسرى”.
وأضاف وزير المالية الإسرائيلي، أن عدم استخدام واشنطن الفيتو يصب في مصلحة حماس ويضر بجهود إعادة الأسرى، مؤكدًا استمرار بلاده في الحرب على حركة حماس حتى القضاء عليها وإعادة إسرائيل، وعلى قادة إسرائيل التعالي على الخلافات”.
بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إن وقف الحرب في غزة قد يقرّب حربا على الجبهة الشمالية، مشددًا أنه “ليس هناك حقًا أخلاقيًا لأحد بوقف الحرب دون تحرير الأسرى لدى حماس”.
كما قال عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس، إنه “ليس من الصواب أن يسافر الوفد فحسب، بل سيكون من الأفضل لرئيس الوزراء أن يسافر هو نفسه إلى الولايات المتحدة، ويعقد حوارًا مباشرًا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار المسؤولين في الإدارة.
وتابع على موقع إكس: “يصدق هذا بشكل روتيني، وهو صحيح بكل تأكيد الآن، حيث أصبح حجم الدعم الأمريكي لإسرائيل بالغ الأهمية.”
وبالحديث عن الوزراء الرافضين لقرار مجلس الأمن، يظهر اسم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يقول إن قرار مجلس الأمن “يثبت أن الأمم المتحدة معادية للسامية، وأمينها العام معادٍ للسامية، ويشجع حماس”.
وأضاف بن غفير أن “عدم استخدام بايدن للفيتو يثبت أنه لا يضع في مقدمة أولوياته انتصار إسرائيل مقابل اعتبارات سياسية”، مضيفا: “علينا زيادة التصعيد ومواصلة القتال بكل قوتنا وبأي ثمن لهزيمة حماس بعد القرار الدولي الأخير”.
وفي السياق من جانبه، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن إسرائيل لن توقف القتال، “وسنقضي على حركة حماس، وسنقاتل حتى عودة آخر المختطفين”.
بدوره أوضح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن “الخلاف مع واشنطن ضار وغير ضروري وكان من الممكن تجنبه، وتصرف نتنياهو اللا مسؤول في تصعيد الأزمة مع أمريكا، هو لكسب نقاط في الانتخابات وصرف النظر عن قانون التجنيد”، مؤكدًا أن الأزمة التي يقودها نتنياهو مع واشنطن سيئة لإسرائيل.
فيما علق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، قائلًا “قرار مجلس الأمن “يعكس أزمة عميقة مع واشنطن والمطلوب اتخاذ قرارات صعبة، فإن إجراء انتخابات فورا هو ما سيخرج إسرائيل من أزمتها العميقة”.
وعقب قرار مجلس الأمن، أعلن الوزير الإسرائيلي جدعون ساعر، استقالته من حكومة الطوارئ الإسرائيلية، إذ قال “لن أستطيع تحمل المسؤولية طالما ليس لدي أي تأثير ولم نأت إلى الحكومة لتدفئة الكراسي”، لافتًا إلى أنه حذر من أن إبطاء التقدم العسكري بغزة يعني إطالة أمد الحرب وهذا ضد مصلحة إسرائيل.
وأكد الوزير الإسرائيلي أن استقالته من الحكومة جاءت من الحكومة بعد رفض نتنياهو طلبه بدخول مجلس وزراء الحرب، متهمًا الحكومة بعدم امتلاك خطة واضحة لتدمير قدرات حماس في قطاع غزة.
وبحسب موقع والا الإسرائيلي نقلًا عن مسؤولين أمريكيين كبار قالوا، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “اختار خلق الأزمة مع واشنطن لأسباب سياسية داخلية”.
كما نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن إلغاء نتنياهو زيارة الوفد الإسرائيلي لواشنطن “يفاقم الوضع ويعرضنا لمزيد من المشاكل”.