02:46 م
السبت 02 مارس 2024
كتبت- أسماء البتاكوشي
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معضلة هي الأكبر منذ بدء الحرب التي شنها ضد قطاع غزة في الـ7 من أكتوبر الماضي، ردًا على عملية طوفان الأقصى التي شنتها الفصائل الفلسطينية، وذلك بسبب استشهاد أكثر من 100 مدني غزي، كانوا يتدافعون من أجل الحصول على المساعدات الإنسانية في دوار النابلسي شمالي القطاع، وفقًا لما أوردته صحيفة “التايمز”
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن النقاشات ستستمر بشأن ما إذا كان الاحتلال قد تعمد استهداف أكثر من 100 مدني فلسطيني على الطريق الساحلي بالقرب من مدينة غزة، فإن كل طرف يتمسك بروايته.
وأضافت “التايمز”، “الفلسطينيين يؤكدون أن التدافع حدث بسبب إطلاق الاحتلال النار على حشد من المواطنين كانوا متجمعين حول قافلة المساعدات، لكن في الوقت ذاته تزعم إسرائيل عدم مشاركتها في التدافع الذي حدث.
ووفق الصحيفة، فإن الحقيقة المؤكدة هي وجود عدد كبير من المدنيين كانوا متجمعين للحصول على الطعام، استشهدوا في المنطقة التي تسيطر عليها قوات جيش الاحتلال، وإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن استشهادهم، الأمر الذي يزيد الضغط على حكومة نتنياهو.
ولفتت إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، طلب وقف إطلاق النار في الأيام المقبلة، في الوقت الذي تعتمد فيه تل أبيب على إدارة بايدن للحصول على الأسلحة، فضلًا عن الدعم الدبلوماسي اللامشروط الذي تقدمه واشنطن في الأمم المتحدة.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنه في مرحلة ما سيتمكن الأمريكيون من وضع حد لهذا الأمر، ويبدو أن هذه اللحظة باتت قريبة جداً، لكن وقف إطلاق النار يعني خضوع نتنياهو وتراجعه عن خطة “ما بعد الحرب” التي قدمها لحكومته قبل نحو أسبوع.
ويتلخص المبدأ الأول في خطة “ما بعد الحرب” أن الاحتلال الإسرائيلي سيواصل عملياته في غزة، حتى يتمكن من تدمير قدرات حماس العسكرية والسياسية، وحتى إزالة أي تهديد لإسرائيل، وفق وصف الصحيفة البريطانية التي أضافت أنه في في هذه الحالة، سيتعين على نتنياهو الاختيار بين شقاق مفتوح مع إدارة بايدن، أو خسارة أغلبيته من اليمينيين في الكنيست.
واختتمت الصحيفة إنه لم يتبق سوى 10 أيام على شهر رمضان، والذي يعد هو الموعد النهائي غير الرسمي الذي حددته إدارة بايدن للتوسط في اتفاق بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح 134 من السجناء الإسرائيليين مقابل هدنة لمدة شهر على الأقل.
وأدى القصف الإسرائيلي الذي استهدف دوار النابلسي شمال القطاع إلى استشهاد نحو 150 من المدنيين، وإصابة نحو 760 آخرين، فقد أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار بشكل مباشر تجاه بعض المدنيين خلال انتظارهم المساعدات.
وقالت وكالة رويترز للأنباء، نقلا عن مصدران أمنيان مصريان اليوم السبت، إنه من المقرر استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة في القاهرة يوم الأحد، فإن الطرفين اتفقا على مدة هدنة غزة، فضلا عن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، مضيفين أن إتمام الصفقة لا يزال يتطلب اتفاقا على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من شمال غزة وعودة سكانها.
وأكدت المصادر، إن مجزرة دوار النابلسي، التي وقعت يوم الخميس واستشهد فيها أكثر من 115 فلسطيني كانوا يسعون للحصول على مساعدات بنيران إسرائيلية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، لم تبطئ المحادثات، بل دفعت المفاوضين إلى الإسراع من أجل الحفاظ على التقدم.
وفي وقت سابق، قالت هيئة البث العبرية، إن وفد إسرائيلي يصل إلى القاهرة خلال الساعات القادمة، لبحث مفاوضات إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار.
بينما قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن الحادث المميت في شمال قطاع غزة، سواء كان متعمدا أم لا فإنه يمكن أن يغير مسار الحرب بين إسرائيل وحماس، موضحة أن “التفسيرات الإسرائيلية لما حدث تأخرت 10 ساعات ومن المشكوك فيه أن تقنع أحدا”.
وتواصل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهودها في التوصل إلى صفقة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، وإنقاذ مفاوضات وقف إطلاق النار، وذلك بعد انتشار مخاوف من انهيار الثقة خلال المحادثات عقب قيام جيش الاحتلال بقتل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات.
وفي المقابل هددت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، بوقف المفاوضات حال تكرار حادث المساعدات صباح أمس الخميس والذي تسبب في استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة نحو ألف شخص، أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات قرب مدينة غزة، وذلك حسبما أعلنت العربية- الحدث.
وأفادت شبكة إن بي سي نيوز الأمريكية، أن المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء احتمال تعثر مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، ووقف إطلاق النار، عقب حادث استهداف فلسطينيين أثناء تلقيهم مساعدات، ما سيؤدي لانهيار الثقة بين الأطراف على طاولة المفاوضات، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي جو بايدن، مشيرا إلى أن الحادث سوف يعقد المحادثات بشدة.