09:08 م
الأربعاء 12 مارس 2025
لاهاي، هولندا – (أ ب)
قالت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الأربعاء، إنها تسلمت رئيس الفلبين السابق رودريجو دوتيرتى، لمواجهة مزاعم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حملة قمع دموية ضد مهربي المخدرات خلال فترة وجوده في منصبه.
وقالت المحكمة في بيان إنها وفرت “كإجراء وقائي، مساعدة طبية” في المطار لدوتيرتي، بما يتوافق مع الإجراءات المعتادة المتبعة عند وصول أي مشتبه به.
وكان الرئيس الفلبيني السابق دوتيرتي (79 عاما) قد وصل في وقت سابق اليوم إلى مطار روتردام لاهاي على متن رحلة قادمة من مانيلا، وذلك بعد يوم من اعتقاله بموجب مذكرة صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، حسبما أعلن الرئيس الفلبيني الحالي فرديناند ماركوس.
وأشادت جماعات حقوق الإنسان وعائلات الضحايا باعتقال دوتيرتي، وخلال أيام، سيمثل دوتيرتي أمام جلسة أولية، حيث ستقوم المحكمة بتأكيد هويته، والتأكد من فهمه للتهم الموجهة إليه، وتحديد موعد جلسة استماع للنظر فيما إذا كان لدى ممثلي الادعاء أدلة كافية لإحالته إلى محاكمة كاملة.
وإذا أحيلت قضيته إلى المحاكمة وتم إدانته، فقد يواجه دوتيرتي عقوبة السجن المؤبد كحد أقصى.
وتم اعتقال دوتيرتي أمس لدى وصوله مع عائلته من هونج كونج إلى مطار مانيلا الدولي، بناء على مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه.
وسار دوتيرتي ببطء بعصا، والتفت لفترة وجيزة إلى مجموعة صغيرة من المساعدين والمؤيدين، الذين بكوا أثناء توديعه، قبل أن يساعده مرافق على الدرج المؤدي إلى الطائرة التي أقلته إلى لاهاي.
واحتج دوتيرتي الغاضب على اعتقاله بعد وصوله وسأل السلطات عن الأساس القانوني لاعتقاله، وطلب محاموه على الفور من المحكمة العليا في مانيلا منع أي محاولة لنقله خارج الفلبين ليتم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وطلب دوتيرتي من السلطات في تصريحات صورتها ابنته فيرونيكا دوتيرتي بالفيديو ونشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي “أروني الآن الأساس القانوني لوجودي هنا.. يجب أن تردوا الآن على الحرمان من الحرية”.
ووفقا لبيان صادر عن مكتب الرئيس الفلبيني، تم اعتقال دوتيرتي تنفيذا لأمر المحكمة الجنائية الدولية التي تحقق في عمليات القتل الجماعي التي وقعت خلال حملته الصارمة لمكافحة المخدرات غير المشروعة.
وسلطت الأضواء مجددا على دوتيرتي خلال رحلة قام بها خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى هونج كونج، حيث أثارت الرحلة تكهنات بأنه ربما ذهب إلى المنفى أثناء رحلة إلى هونج كونج للتهرب من مذكرة الاعتقال الدولية بسبب حملته الدموية على المخدرات خلال فترة حكمه.
وكان دوتيرتي المتحدث الرئيسي يوم الأحد أمام تجمع انتخابي لآلاف المغتربين الفلبينيين وهم يهتفون ويرفعون الأعلام، الذين اكتظت بهم مدرجات ملعب ساوثرن في وسط مدينة وان تشاي.
وخاض دوتيرتي، الذي يعاني حاليا من اعتلال صحته، حملة لدعم المرشحين من حزبه السياسي لمجلس الشيوخ قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة في الفلبين في 12 مايو المقبل.
وقال دوتيرتي إنه على علم بأن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال له بسبب حملته ضد المخدرات غير المشروعة والتي أسفرت عن مقتل آلاف المشتبه بهم.
وأضاف دوتيرتي: “ما هي خطيئتي؟.. لقد فعلت كل شيء خلال فترة ولايتي حتى يتمكن الفلبينيون من الحصول على القليل من السلام والهدوء”.
وقال دوتيرتي: “إذا كان هذا هو مصيري في الحياة، فلا بأس، سأقبله.. لا يمكنني فعل أي شيء إذا تم اعتقالي وسجني”.
وقال رجل شرطة شارك في عمليات القتل بمدينة دافاو الفلبينية، والذي انشق لاحقا عن دوتيرتي، لوكالة أسوشيتد برس (أ ب)، إن نحو 10 آلاف مشتبه به لقوا حتفهم على يد فرق القتل التابعة له وفرق القتل التابعة للشرطة والمدنيين تحت قيادة دوتيرتي.
ونفى دوتيرتي أنه أمر بعمليات قتل خارج نطاق القضاء، لكنه هدد بشكل علني ومتكرر بقتل تجار المخدرات المشتبه بهم خلال فترة ولايته في الفترة من 2016 إلى 2022.