04:31 م
الإثنين 11 نوفمبر 2024
كتب – أحمد جمعة:
أثار إعلان عدد من المشاهير في مصر عن إصابتهم بأزمات صحية بعد استخدامهم لحقن إنقاص الوزن، جدلًا بشأن تلك الأدوية خاصة تلك التي بالأساس تستخدم لعلاج مرضى السكري، وسط تحذيرات رسمية من تداعيات “إساءة استخدام” تلك الأدوية في “التخسيس”.
بدوره، شدد مساعد رئيس هيئة الدواء، يس رجائي، على أن هناك بعض الأشخاص يستخدمون أدوية “في غير غرضها العلاجي” لإنقاص الوزن وفق توصيات من غير متخصصين، مما يتسبب في أزمات صحية لهم، مطالباً إياهم بضرورة عدم الحصول على أي جرعات دوائية دون استشارة الأطباء المتخصصين، مع استخدام الأدوية المحددة لهذا الغرض والتي جرى الموافقة عليها رسميا من هيئة الدواء.
وأوضح “رجائي” لمصراوي، أنه من الضروري تجنب الحصول على تلك الحقن داخل عيادات أو مراكز تغذية علاجية غير مرخصة، لافتًا إلى تلقي شكاوى من عدد من الحالات بالآثار الجانبية جراء الحصول على تلك الأدوية.
وطالما أثارت أدوية التخسيس مخاوف جمّة من آثارها الجانبية. مؤخرًا رُبطت وفاة ممرضة بريطانية لأول مرة باستخدام علاج ضد السِمنة، تقول لندن إنها ترغب في توسيع قاعدة المستفيدين منه لتخفيف الضغط على نظام الصحة العامة في المملكة، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
تحاكي أدوية على غرار “مونجارو” و”أوزمبيك” تأثيرات هرمون GLP-1، الذي يحفز إنتاج الجسم للأنسولين، إذ يرسل GLP-1 أيضا إشارات إلى المخ للمساعدة في التحكم في الشهية.
مخاطر.. ومخاوف
وتحدث استشاري العلاج الدوائي السريري الدكتور ضرار بلعاوي، لموقع مصراوي، بأن أدوية منبهات مستقبلات GLP-1، التي طُورت أساسًا لعلاج داء السكري من النوع الثاني، أظهرت فعالية ملحوظة في تعزيز فقدان الوزن، مما أدى إلى زيادة شعبيتها، ومع ذلك، فقد نتج عن ذلك أيضًا إساءة استخدامها وتعاطيها، مما أثار مخاوف كبيرة.
وأوضح “بلعاوي” أن هناك إساءة لاستخدام هذه الأدوية من بينها الاستخدام خارج نطاق التسجيل لفقدان الوزن التجميلي، إذ يسعى العديد من الأفراد الذين لا يعانون من داء السكري أو مضاعفات صحية مرتبطة بالسمنة إلى الحصول على هذه الأدوية لأسباب تجميلية فقط، مدفوعين بالضغوط المجتمعية والمثل العليا غير الواقعية لصورة الجسم.
كما لفت إلى استخدام جرعات أعلى من الموصوفة، حيث يقوم بعض الأفراد، الذين يتوقون إلى نتائج أسرع، بزيادة جرعاتهم دون استشارة طبيبهم، وهذا يزيد بشكل كبير من خطر الآثار الجانبية، مثل الغثيان الشديد والقيء ومشاكل المرارة.
كما حذر أستاذ العلاج الدوائي من مخاطر دمج تلك الأدوية مع أدوية أخرى لفقدان الوزن دون إشراف طبي، إذ يمكن أن يؤدي خلط منبهات مستقبلات GLP-1 مع أدوية أخرى، خاصة تلك التي تستهدف أيضًا فقدان الوزن، إلى تفاعلات دوائية خطيرة وعواقب صحية غير متوقعة.
يمكن أن تتراوح العواقب نتيجة لتناول هذه الأدوية من عدم الراحة الخفيف إلى المخاطر الصحية الخطيرة، والتي من بينها:
* مشاكل الجهاز الهضمي: الغثيان والقيء والإسهال والإمساك والتهاب البنكرياس.
* مشاكل المرارة: حصوات المرارة والتهاب المرارة.
* مشاكل الكلى: إصابة الكلى الحادة وأمراض الكلى المزمنة.
* انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص السكر في الدم): خاصة عند دمجه مع أدوية أخرى لمرض السكري.
* زيادة معدل ضربات القلب.
* خطر الإصابة بسرطان البنكرياس (على الرغم من أنه لا يزال قيد البحث).
وعلى هذا المنوال، أشار أستاذ أمراض الباطنة والمناعة، الدكتور أشرف عقبة، إلى أن هناك توجهاً نحو استخدام علاجات لإنقاص الوزن، وهذا الأمر أصبح شائعًا مؤخراً، مبينًا أن هذه الأدوية تعتمد على هرمونات يفرزها الجسم طبيعياً، وتستخدم أساساً لعلاج مرضى السكر، خصوصاً الحالات التي تعاني من السمنة، ويقوم الأطباء بوصف هذه الحقن بعد التأكد من سلامة المريض الجسدية.
وشدد “عقبة” على أن استخدام هذه الحقن يتم تحت إشراف طبي، خاصة أن لها أعراضاً جانبية خطيرة حال استخدامها بجرعات غير منضبطة في العديد من الحالات، إذ قد تؤدي إلى التهاب البنكرياس أو أورام في الغدة الدرقية، مما يستدعي ضرورة توخي الحذر واتباع التعليمات الطبية الصارمة.
وأشار إلى أن تلك الحقن تعمل على تقليل حركة المعدة، عبر تأثيرها على مراكز الجوع في الدماغ، ما يُشعر المرضى بالشبع وعدم الرغبة في تناول الطعام.
اقرأ أيضًا:
بعد أزمة هند عبدالحليم.. تحذير رسمي من حقن التخسيس: تستخدم لهذه الحالة فقط