10:25 م
السبت 22 يونيو 2024
كتب- محمد شاكر:
تصدرت كلمة “تتلظى”، محرك البحث الشهير “جوجل”، بسبب الجدل الذي أثير بشأنها اليوم في امتحان اللغة العربية اليوم لطلاب الصف الثالث الثانوي العام حيث ثارت حالة من الجدل حول الإجابة الصحيحة.
واختلف الطلاب، حول معنى كلمة تتلظى المذكورة في الامتحان، فمنهم من ذهب إلى تحقد ومنهم من ذهب إلى تتطلع، وحتى المدرسون والمتخصصون لم يتفقوا على رأي قاطع، وذلك بسبب طريقة صياغة الفقرة التي وردت فيها هذه الكلمة.
موقع “مصراوي”، استطلع رأي عدد من المتخصصين، حيث حسم الدكتور عبدالحميد مدكور رئيس مجمع اللغة العربية، الجدل مطالبًا بحذف درجات السؤال تمامًا من الامتحان لأنه خاطيء.
ويقول نص السؤال الذي أثار الجدل: أي من الكلمات التالية تعبر عن معنى عبارة “تتلظى الصدور لنعمتك”.. في الفقرة الأولى؟ (تتطلع- تتأسى- تحقد- تتحسر).
وجاء في القطعة التي تضمنها السؤال: مما قيل في بواعث الشعور بالسعادة إذا كنتَ غنيًا فأنت سعيد لأنك قد زاولت الأمور الخطيرة التي هُيئت لك، فعز جانبك، ومنعت حوزتك”، وتم لك وجه من وجوه الحرية والاستقلال، وإن كنت فقيرا فأنت سعيد لأنك سلمت مما ابتلي به من دانت لرغبته جميع المطالب، ووُقيت ما عرض له السري” من حسد وكره، فلا تتلظى الصدور لنعمتك.وجاء من بين الإجابات المذكورة “تتطلع – تحقد – تتأسى – تتحسر”.
من جانبه قال محمود حسن مدرس أول اللغة العربية بمديرية التربية والتعليم بالجيزة، والذي أوضح أن معنى كلمة تتلظى في سياق فقرتها وجملتها، هو “تحقد”.
ومن جانبه علق الدكتور عبدالحميد مدكور رئيس مجمع اللغة العربية، على هذا السؤال قائلاً: هذا السؤال خاطيء ويجب أن تلغى درجته من الامتحان، وهذا الكلام يرد على من كتبه ويعاتبون على هذا الأمر.
وأضاف “مدكور” في تصريحات خاصة لمصراوي: لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في آية يقول نصها، “فأنذرتكم نارا تلظى”، وهنا لفظ التلظي بمعنى تشتعل أو تحترق، ومعنى الكلمة مضاد تماما ومناقض لكل المفردات التي وردت في السؤال، ولا يمكن أن تحل محلها.
وتابع مندهشًا: تتظلي معناها تشتعل فكيف يمكن أن تشتعل القلوب بسبب النعمة؟.. وأقرب لفظ من الموجود في الاختيارات هي تتطلع، ولكنها ليست نفس معنى تتلظي، أما إذا ذهبنا للاختيارات الأخرى مثل تتحسر أو تتأسى، فهي ألفاظ غير مناسبة لأن النفوس تتوق لنعم الله فكيف يمكن أن تتحسر أو تتأسى؟
وأكمل: إن واضعي امتحانات وزارة التربية والتعليم ماهرين في صناعة الأحجبة والألغاز والغموض، وقد كان لدينا مؤتمر مهم في مجمع اللغة العربية وحذرنا من مثل هذه الأمور التي تنفر الطلبة من اللغة العربية، بأن تضع سؤالا ملغزا له إجابة معينة في بالك ولو لم يستطع الطالب أن يأتي بالإجابة الصحيحة تحرمه من الدرجات، وقلنا أن هذا الأمر منهج خاطئ، ويأتي بنتيجة عكسية، ولا يجب أن يعامل الطالب بمثل هذه الطريقة التي تنفره من اللغة العربية ومن كل ما يتعلق بها.
لم يقف الأمر عند هذا الحد فقد شكل الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لجنة فنية من الخبراء تراجع نموذج الإجابة الخاص بامتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2024.
وقال الوزير أن اللجنة ستقوم بمراجعة نموذج الإجابة قبل بدء تصحيح أوراق إجابات الطلاب، مشيرًا إلى أن اللجنة تراجع كل التفاصيل الخاصة بالإجابات والأسئلة؛ للتأكد من عدم وجود خطأ.
فيما أكد شادي زلطة، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أن سؤال “تتلظى الصدور بنعمتك”، والذي أثار الجدل، يعتمد على فهم النص واستنباط المعنى منه، والجملة تعني “القلوب تحسد وتحقد”، وهي متعلقة بالمعاني الاجتماعية الموجودة في المجتمع كالفقر والغني، مؤكدًا أن الإجابة الصحيحة هي “تحقد” وفقًا للمعنى المستخلص من الجملة.
كما ذكر شادي زلطة بأنه تم نشر عدة بيانات محدثة بشكل مستمر طوال فترة الامتحانات، بما في ذلك التحديثات المستمرة للإجراءات المتبعة لضبط حالات الغش النظامية والإلكترونية.
وفيما يخص المراجعة النهائية، أكد متحدث التعليم أنه يتم تقديمها بـ 3 مواقع مخصصة لكل إدارة تعليمية على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى أن هذه الخدمة مجانا للطلاب ولا تتطلب حجز مسبق.
