07:11 م
الإثنين 12 يونيو 2023
كتب وتصوير- محمود عبدالرحمن:
وسط قطعان أغنام وعجول بسوق الإمام الليثي بالقاهرة، جلس هاني بدوي يترقب قدوم الزبائن، ففي هذا الموعد من كل عام كان يتردد عليه العشرات يوميا، على عكس ما يحدث الأن، فالسوق الأقدم بالقاهرة، يعاني تجاره من حالة ركود غير معتادة، فالمترددين يوميا علي بدوي لا يتجاوزون أصابع يديه، وفي الغالب لا يقرر أحدهم الشراء، ويكتفي بمعرفة السعر فقط “الناس بتسأل وتمشي، ولحد حد اشتري بيكون فضل من ربنا”.
يرجع عدد من التجار في سوق الأمام الليثي حالة الركود إلى ارتفاع الأسعار الذي يصفونه بالمبالغ فيه، ولكنهم يعتبرون نفسهم ضحايا هذا الارتفاع وليس السبب فيه.
“الأسعار قضت على البيع والشراء السنة دي”، يشتكي بدوي صاحب الـ 53 عاما من ضيق الحال الذي حل عليه وأسرته نتيجة عدم الإقبال من المواطنين على الشراء، بسبب ارتفاع أسعار كيلو اللحوم من خرفان وماعز وعجول يقول “أقل كيلو دلوقي وصل بـ130 جنيه”.
يقارن بدوي الذي ورث مع أشقائه مهنة بيع المواشي من والده منذ سنوات طويلة، ويقارن بخبرة التجار أسعار اللحوم هذا العام بأسعارها خلال العامين الماضيين، يقول: “كيلو العجول كان بـ 80 جنيه، السنة دي وصل لـ 165، يعني الضعف”، بينما وصل كيلو الخرفان إلى 140 جنيها مقارنة بـ72 جنيها العام الماضي و50 جنيها العام قبل الماضي.
بلغ معدل استهلاك اللحوم الحمراء 900 ألف طن خلال عام 2022، موزعة ما بين 430 ألف طن مستورد و470 ألف طن منتجة محليا، وذلك بحسب بيانات قطاع الثروة الحيوانية التابع لوزارة الزراعة.
ويعتبر موسم عيد الأضحى هو الأكبر سنويا في استهلاك اللحوم، يحتل أهمية خاصة لدي المستهلكين والتجار.
أوائل مايو الماضي، جمع بدوي أمواله التي خصصها لشراء المواشي استعدادا لهذا الموسم، تمهيدا لبدء جولة على بعض محافظات الصعيد لشراء الكميات التي يريدها من الخرفان والماعز والعجول تمهيدا لعرضها في ساحة سوق الإمام الليثي التي اعتاد البيع فيها خلال عيد الأضحى: “أسعار المواشي بقت نار والفلاح بيتعامل بالميزان”.
“الـ200 ألف كانت تشتري قطيع من الأغنام 50 خروف في المتوسط، لكن دلوقتي يدوب 20 بالعافية”، يقول بدوي الذي لم يتمكن من بيع 5 خرفان منذ عرض المواشي التي جمعها قبل شهر ونصف الشهر، مرجعا السبب لارتفاع الأسعار، يقول: “باقي أيام على عيد الأضحى بس الحال واقف وأغلب الناس تيجى تسأل على سعر الكيلو وتمشي تاني”، وذلك مقارنة بنفس الأيام من العام الماضي التي شهد إقبال كبير من المواطنين نظرا لانخفاض الأسعار “الكيلو السنة اللي فاتت لم يتجاوز 75 جنيه”.
ضعف الإقبال الذي يشكي منه بدوي، ويشتكي منه تجار أخرون، منهم كمال عثمان أحد تجار المواشي بسوق الإمام الليثي، يقول كمال الذي لم يعتاد الجلوس لساعات طويلة بجانب المواشي دون بيع.
“الأسعار المرتفعة خلت الناس تقلل الكميات في كل حاجة”، يقول كمال الذي حاول تنشيط مبيعاته من خلال إجراء اتصالات مع عدد من زبائنه الدائم خلال السنوات الأخيرة، لعرض بضاعته عليهم، واتصال به أخرون للاستفسار عن أسعار المواشي المختلفة من عجول وخرفان وماعز يقول: “في ناس كانت تشتري عجل 500 كيلو، دلوقتي يقول عايز حاجة 300 كيلو”، بجانب اتجاه بعضهم إلى شراء بعض الأنواع المختلفة من المواشي: “في ناس تطلب عجلة مش عجل”، وذلك لانخفاض سعرها عن أسعار العجول الذكور.
“في ناس كانت تشتري خروف دلوقتي جمعت ناس تانية واشترت عجل”، يقول الذي يعمل في مهنة تجارة المواشي منذ 35 عاما، وذلك بعدما تخطى سعر الخروف وزن 70 كيلو الـ 9 آلاف جنيه، يقول “العجل أرخص لو هيتم تقسيمه على عدد من الناس غير الخروف”.
اقرأ أيضا:
قبل العيد.. الحرب توقف رحلة الجمال من السودان إلى سوق برقاش
بعد شهر من الحرب.. رحلة للبحث عن “كيلو لحمة سوداني” بالمجمعات الاستهلاكية