03:26 م
الأربعاء 17 أبريل 2024
كتب- محمد صفوت:
لا تزال أصداء الضربة الإيرانية على إسرائيل التي لم تسفر عن شيء تقريبًا مستمرة، حيث تشهد إسرائيل انقسامًا بين مؤيد للرد على الهجمات الإيرانية، ومعارض للرد والتركيز فقط على حرب غزة خوفًا من اتساع رقعة القتال وجر المنطقة إلى حرب إقليمية.
بينما تدرس إسرائيل الرد على الهجمات الإيرانية، يرى سياسيون وخبراء أن الرد الإسرائيلي يهدد المنطقة المشتعلة بالفعل منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وفي محاولات الرد دون تصعيد، يبرز المحلل السياسي ديفيد إجناتيوس، في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست” طرق الرد الإسرائيلية على الهجمات الإيرانية دون تصعيد في المنطقة.
ويستهل الكاتب مقاله بالاستشهاد بتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، الذين يرون ضرورة الرد على القصف الإيراني، لإيصال رسالة “صارمة” لطهران، دون تصعيد، فيما تدرس إسرائيل قوائم الأهداف المحتملة.
قواعد جديدة للعبة بالشرق الأوسط
“القصة لم تنته بعد، فإيران اتخذت إجراءها الأخير لوضع قواعد جديدة للعبة في الشرق الأوسط، عبر قصف إسرائيل مباشرة” حسبما نقل الكاتب عن مصدر إسرائيل رفيع المستوى.
وقال المسؤول الإسرائيلي، إنه في حال تجنبت تل أبيب الرد على طهران، فإن ذلك يعزز تفكير الأخيرة في إتخاذ خطوات أخرى تجاه إسرائيل في المستقبل، مضيفًا، أن بلاده تريد احتواء الموقف لكن لا يمكن ترك الأمر دون رد.
الموقف الإسرائيلي الساعي للرد على الهجمات الأخيرة، يعززه ما وصفه مسؤول في الإدارة الأمريكية بـ”النجاح المذهل في إسقاط قذائف إيران” بمساعدة الشركاء، إذ أن الإسرائيليين يشعرون بالامتنان للدعم الدولي الذي اكتسبته في هذه الأزمة.
وأبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الأمريكيين، أن بلاده تحتاج لردع قوي حتى تتمكن من البقاء في الشرق الأوسط، وأن الدفاع ليس بالضرورة سيكون كافيًا لردع إيران.
وبحسب الكاتب، برز دور جالانت خلال الفترة الأخيرة حيث أنه على اتصال دائم ومتكرر مع نظيره الأمريكي لويد أوستين وغيره كبار المسؤولين الأمريكيين.
خيبة أمل للإدارة الأمريكية
يعتقد الكاتب، أن تصميم إسرائيل على الرد على طهران، يضيف خطوة جديدة لخيبة الأمل للإدارة الأمريكية، التي تأمل أن يكون تحييد الهجوم الإيراني بمثابة استعراض كاف للقوة وأن فترة من التهدئة في الصراع الأوسع في غزة قد تتبع ذلك.
يشير الكاتب، إلى ما نصح به بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد الهجوم، بالاكتفاء بالنجاح المذهل في صد الضربة الإيرانية والاكتفاء بذلك وعدم الرد على طهران.
مثل النداءات الأمريكية الأخرى لوقف التصعيد، يبدو أن القادة الإسرائيليين رفضوا هذه المناشدة وهم يرون أن خصومهم قد تجاوزوا “الخطوط الحمراء” السابقة في استعدادهم لذبح الإسرائيليين، من هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وصولاً إلى القصف الإيراني الأخير.
يرجح الكاتب، أن المسؤولين الأمريكيون والإسرائيليون، اعتقدوا أنه الهجوم الإيراني كان يهدف إلى إحداث أضرار جسيمة وخسائر في الأرواح.
إسرائيل ترفض المبررات الإيرانية
يرفض المسؤولون الإسرائيليون الذريعة التي قدمتها إيران للهجوم الأخير، وهي أنه تل أبيب استهدفت قنصلية تابعة لها في دمشق ما تعد جزءًا من الأراضي السيادية الإيرانية، عند ضرب استهداف فيلق القدس في سوريا.
ويزعم الإسرائيليون أن المنشأة التي استهدفت على الرغم من أنها ربما كانت ترفع العلم الإيراني، لم يتم تصنيفها رسميًا كمجمع دبلوماسي.
كما أن الحجج الإيرانية حول قدسية المنشآت الدبلوماسية غير مقنعة من جانب نظام تغاضى، ولا يزال يحتفل حتى يومنا هذا، بالاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، وسمح بشن المزيد من الهجمات الأخيرة على المنشآت البريطانية وغيرها من المنشآت الدبلوماسية هناك.
معضلة الرد الإسرائيلية
يقول الكاتب، إنه بينما يدرس المسؤولون الإسرائيليون ردهم على الهجوم الصاروخي الإيراني، فإنهم يواجهون معضلة الردع الدائمة، وهي كيف يمكن لدولة أن تظهر استعدادها لاستخدام القوة؟ والسيطرة على دائرة التصعيد؟ من دون خلق الأزمة التي تسعى إلى تجنبها على وجه التحديد؟
ويؤكد أن التوجه المتشدد الذي تبنته إسرائيل في التعامل مع هذه المسألة أدى إلى ردع بعض الصراعات، ولكنه أدى إلى خلق صراعات أخرى.
على مدى أجيال، أصر القادة الإسرائيليون على أن موقفهم المتصلب يشكل ضرورة أساسية للبقاء في شرق أوسط وحشي لا يرحم.
ويضيف: “يمكنك أن تتساءل، كما يفعل بعض المسؤولين الأمريكيين، عما إذا كان هذا المنطق ناجحاً حقاً بالنسبة لإسرائيل. لكن المزاج السائد في إسرائيل كان بمثابة تذكير بأنه مهما كان ما قد يعتقده الغرباء هو الأفضل، فإن إسرائيل ستتخذ قراراتها الخاصة بشأن أمنها”.