03:43 م
الخميس 02 نوفمبر 2023
كشفت دراسة جديدة أن الأنشطة البشرية تتسبب في زيادة ملوحة بيئة الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى تداعيات خطيرة محتملة على التنوع البيولوجي وصحة الإنسان.
يسلط البحث الضوء على التأثير الواسع النطاق للأفعال البشرية على مستويات الملح العالمية، بما في ذلك التربة والمياه والهواء. وتدعو الدراسة إلى سياسات للحد من استخدام الملح ووضع حدود عالمية للاستهلاك المستدام للملح.
وقالت مجموعة بحثية يرأسها عالم جيولوجي من جامعة ميريلاند إن تدفق الملح في الجداول والأنهار يشكل “تهديدًا وجوديًا”.
وفقا لمراجعة علمية بقيادة أستاذ الجيولوجيا بجامعة ميريلاند سوجاي كوشال، كشفت الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Reviews Earth & Environment، أن العمليات الجيولوجية والهيدرولوجية تجلب الأملاح إلى سطح الأرض بمرور الوقت، لكن الأنشطة البشرية مثل التعدين وتطوير الأراضي تعمل على تسريع “دورة الملح” الطبيعية بسرعة.
كما يمكن أن تؤدي الزراعة والبناء ومعالجة المياه والطرق وغيرها من الأنشطة الصناعية إلى تكثيف التملح، ما يضر بالتنوع البيولوجي ويجعل مياه الشرب غير آمنة في الحالات القصوى، وفقا لتقرير موقع scitechdaily.
وقال كوشال، الذي يشغل منصبًا مشتركًا في المركز متعدد التخصصات لعلوم نظام الأرض التابع لجامعة ميريلاند: “إذا كنت تفكر في الكوكب ككائن حي، فعندما يتراكم كثير من الملح، يمكن أن يؤثر ذلك على عمل النظم البيئية”.
تناولت الدراسة مجموعة متنوعة من أيونات الملح الموجودة تحت الأرض وفي المياه السطحية. الأملاح عبارة عن مركبات تحتوي على كاتيونات موجبة الشحنة وأنيونات سالبة الشحنة، وأكثرها وفرة هي أيونات الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والكبريتات.
وقال كوشال: “عندما يفكر الناس في الملح، فإنهم يميلون إلى التفكير في كلوريد الصوديوم، لكن عملنا على مر السنين أظهر أننا قمنا بإزعاج أنواع أخرى من الأملاح، بما في ذلك تلك المتعلقة بالحجر الجيري والجبس وكبريتات الكالسيوم”.
وتوصل كوشال وزملاؤه إلى أن التملح الذي يسببه الإنسان أثر على ما يقرب من 2.5 مليار فدان من التربة حول العالم، وهي مساحة تعادل مساحة الولايات المتحدة. كما زادت أيونات الملح في الجداول والأنهار على مدار الخمسين عامًا الماضية، بالتزامن مع زيادة استخدام وإنتاج الأملاح عالميًا.
كما تسلل الملح إلى الهواء. وفي بعض المناطق، تجف البحيرات وترسل أعمدة من الغبار المالح إلى الغلاف الجوي. في المناطق التي تتعرض للثلوج، يمكن أن تتطاير أملاح الطرق، ما يؤدي إلى تكوين جسيمات الصوديوم والكلوريد.
ودعا مؤلفو الدراسة إلى وضع “حدود عالمية للاستخدام الآمن والمستدام للملح”. وقال كوشال إنه على الرغم من أنه من الممكن نظريًا تنظيم مستويات الملح والتحكم فيها، إلا أن ذلك يأتي مع تحديات فريدة من نوعها.