06:56 م
الأحد 03 مارس 2024
كتبت- سلمى سمير:
يستمر الجيش الإسرائيلي في إصدار نتائج تحقيقات مزعومة يكون هو فيها الجاني والقاضي، يرتكب فيها الجريمة فيلاحقه التنديد ليظهر أخيرًا بتحقيق لا يعرف أحد غيره ماهيته ولا رقيبًا ينتقد حكمه، ظهر ذلك جليًا في نتائج تحقيق قال الاحتلال إنه أجراه لكشف ملابسات مجزرة دوار النابلسي التي راح ضحيتها 104 شهداء أثناء تجمعهم لاستلام المساعدات والأغذية بعد جوع فتك بهم لأشهر.
على غرار تحقيقات سابقة لم يعلم أحد كيف تمت، إدعى الاحتلال إجرائه تحقيقًا، لرغبته في تبين حقيقة استهداف قواته للفلسطينيين أثناء تلقيهم للمساعدات، لتشير نتائجه الأولية المزعومة أن جنوده لم يقوموا باستهداف الفلسطينيين في شارع الرشيد الخميس الماضي.
وتمخضت المراجعات الأولية المزعومة للجيش الإسرائيلي التي تحدث عنها المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هجاري، عن إدعاءات مفادها أن القوات الإسرائيلية لم تستهدف شاحنات المساعدات في شارع الرشيد بالأعيرة النارية، ليزعم هجاري أن غالبية الشهداء ارتقوا وأصيبوا بسبب التدافع والتزاحم الشديد على شاحنات المساعدات.
وفي ذات الوقت، لم يلق هجاري باللائمة على التدافع فقط، بل نسبه إلى بعض قواته الذين درأت عنهم التهمة بحجة الدفاع عن النفس بعد اقتراب عدد من الفلسطينيين منهم في مناطق تمركزهم وتشكيلهم تهديد خطير عليهم، مما اضطر القوات لإطلاق النيران تجاه عدد من الأشخاص.
تحقيق مضاد
هذا ورغم اعتقاد الجيش الإسرائيلي أنه أدى مهمته في تحقيق عدالة يتوهمها أمام العالم في قطاع غزة، إلا أن تحقيقات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فندت تصريحات الجيش الإسرائيلي كاملة، بكشفها عن تورط القوات الإسرائيلية بالكامل في مجزرة دوار النابلسي جنوب غرب مدينة غزة.
ظهرت نتائج التحقيق في مؤتمر صحفي للأورومتوسطي أمام مستشفى الشفاء، والتي خرج فيها بالأدلة بحقيقة مغايرة تمامًا عن مزاعم الجيش الإسرائيلي الذي لم يشر إلى أي دليل يثبت بها كلامه، فكان دحض حجة الاحتلال بتواجد الفريق الميداني لمنظمة المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في مكان الحادث.
وثق الفريق الميداني للمنظمة لحظات إطلاق دبابات الجيش الإسرائيلي للأعيرة النارية الكثيفة على المدنيين أثناء محاولتهم استلام أكياس الدقيق أمام دوار النابلسي، لتؤكد نتائج التحقيقات أن الشهداء لم يموتوا بفعل الدهس أو السحق نتيجة التدافع بل بسبب طلقات الاحتلال.
ودعا بيان الأورومتوسطي، إلى إجراء تحقيق دولي لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين الذين يحاولون غسل أيديهم من التهمة بحجة تدافع الضحايا لأخذ أكياس الدقيق.
أكاذيب لا تنتهي
ويعتبر التحقيق الحالي هو حلقة من سلسلة حلقات حاول فيها الاحتلال الإسرائيلي تفنيد الواقع بتحقيقات واهية يكون هو وحده الشاهد فيها، حيث جاءت النتائج بعد أسبوع من إعلان نتائج تحقيق آخر عن حادثة استهداف الطفلة الفلسطينية هند رجب صاحبة الـ6 سنوات والتي قتلها الاحتلال داخل السيارة بعد طلبها للمساعدة عقب استشهاد جميع عائلتها داخل المركبة.
وجاء في نتائج التحقيق الذي أبرم بمطالب أمريكية، أن مكان الحادث حيث استشهدت هند لم يكن فيه قوات إسرائيلية على الإطلاق ولا حتى بمسافة تسمح بإطلاق النار عن بعد، بينما سردت هند الواقعة بنفسها قبل ارتقائها في مطلع فبراير الماضي، في اتصال هاتفي مع الهلال الأحمر الفلسطيني من داخل السيارة التي امتلأت بجثامين عمها وخالتها وأبنائهم الثلاثة الذين استهدفتهم قوات الاحتلال بالأعيرة النارية وحاصروهم بالدبابات.
وحسب التسجيل الصوتي الذي نشره الهلال الأحمر للطفلة وهي تطلب المساعدة، فإن جميع من حولها قد فارقوا الحياة، بينما هي متواجدة معهم في نفس السيارة، وفي الوقت الذي حاولت موظفة الهلال الأحمر رنا فقيه طمأنتها عبر الهاتف أخبرتها الفتاة أن دبابة الجيش الإسرائيلي على مقربة منها وتتقدم نحوها للأمام.