01:49 م
الإثنين 05 أغسطس 2024
المملكة المتحدة – (أ ش أ)
تساءلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عما إذا كان بمقدور أي قوة أن توقف اندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وتوعد إيران بالانتقام.
وذكرت الصحيفة ، في تحليل نشرته اليوم ، أنه إذا كان لدى الرئيس الإيراني المنتخب حديثا مسعود بزشكيان أمل في قضاء شهر عسل بعد تنصيبه الأسبوع الماضي فلابد أنه أصيب بخيبة أمل شديدة جراء استهداف هنية بعد أقل من 12 ساعة من أدائه اليمين الدستورية.
وقالت إن بزشكيان كان الفائز المفاجئ في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، وتعهد بإصلاح العلاقات الممزقة مع الولايات المتحدة وأوروبا، وكان كثيرون يأملون أن يبشر فوزه بعصر أكثر انفتاحا وتقدما، لكن اغتيال هنية حطم كل هذه الآمال، ووجد بزشكيان نفسه في خضم عاصفة دولية يحذر المحللون من أنها قد تؤدي إلى حرب شاملة تجتاح الشرق الأوسط الذي يقف على حافة الكارثة منذ حرب إسرائيل في غزة التي أعقبت هجمات السابع من أكتوبر الماضي.
وبحسب الصحيفة ، تشير تقارير في وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن البنتجون يسارع الآن إلى شن عملية متعددة الجنسيات لكن بعض الدول قد لا توافق على المشاركة فيها مرة أخرى موضحة أن هذا التردد الواضح يعكس الغضب العميق تجاه الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو والذي أدت مواقفه التصعيدية، من اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر إلى اغتيال هنية، إلى تحطم الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ــ وهو ما يبدو أنه يناسب أغراض نتنياهو الخبيثة.
ولفتت (الجارديان) إلى أن الخطوة التالية التي ستتخذها إيران قد تكون حاسمة في تحديد ما إذا كان الشرق الأوسط سينزلق إلى الفوضى، ولا ينبغي أن يكون موقفها المحوري مفاجئا فقد تسارع ظهورها التدريجي كقوة بارزة في المنطقة في أعقاب السابع من أكتوبر الماضي والآن أصبح “محور المقاومة” الإيراني المناهض لإسرائيل والولايات المتحدة قوة كبيرة تتحدى النظام القائم الذي يقوده الغرب.
وقالت الصحيفة : إنه في عام 2021، دخل الرئيس الأمريكي جو بايدن البيت الأبيض على أمل إحياء اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، لكنه كان عازما على تجميد القضية الفلسطينية وتجاوز بؤر التوتر في الشرق الأوسط وكانت الصين وروسيا من أهم أولوياته الخارجية.
ومع ذلك، حدث العكس تماما ، فقد منع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والرئيس السابق إبراهيم رئيسي إجراء حوار نووي هادف، ثم أجبر هجوم حماس في 7 أكتوبر بايدن على الانخراط شخصيا في قضية إسرائيل وفلسطين، وفي الواقع، أعطى بايدن لنتنياهو حرية التصرف في غزة – وهو خطأ فادح، لم يتم تصحيحه بعد. ونتيجة لذلك، انحدرت مكانة الولايات المتحدة الإقليمية، التي تضررت بالفعل بسبب كوارث العراق وأفغانستان وسوريا والصومال وليبيا، بشكل أكبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن لم يتخل عن خطته لصفقة كبرى تربط بين وقف إطلاق النار في غزة والمناقشات الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية حول حل الدولتين وضمانات أمنية إقليمية أمريكية إضافية، مؤكدة أن إن مثل هذه الصفقة من شأنها أن تهدف إلى نزع فتيل القنبلة الموقوتة المتمثلة في فلسطين وإضعاف إيران، ولكن في الوقت الحالي يبدو هذا الأمر وكأنه حلم مستحيل.